كيف رد قادة إيران على تصريحات ترامب الأخيرة وأوامره ضد طهران؟

قوبلت تصريحات دونالد ترامب الأخيرة بشأن توقيعه أمرًا بإعادة سياسة "الضغط الأقصى" ضد طهران لمنعها من امتلاك سلاح نووي، بردود فعل من المسؤولين الإيرانيين. 

ميدل ايست نيوز: قوبلت تصريحات دونالد ترامب الأخيرة بشأن رغبته في الحوار مع نظيره الإيراني وتوقيعه أمرًا بإعادة سياسة “الضغط الأقصى” ضد طهران لمنعها من امتلاك سلاح نووي، بردود فعل من المسؤولي الإيرانيين.

وقال وزير الخارجية الإيرانية يوم الأربعاء 5 فبراير إنه إذا كانت مشكلة الرئيس الأمريكي مع إيران تتعلق بالسلاح النووي، فإن هذه المسألة “ليست معقدة وقابلة للحل”.

وأشار عباس عراقجي إلى عضوية إيران في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT)، وإلى ما وصفه بـ”الفتوى” الصادرة عن المرشد الأعلى الإيراني بشأن “تحريم” السعي لامتلاك هذه الأسلحة، مؤكداً أن موقف إيران هو “الاستخدام السلمي للطاقة النووية”.

كما علق على توقيع الرئيس الأمريكي مذكرة لإعادة فرض “الضغط الأقصى” على طهران، مؤكدا أن فرض هذه العقوبات “نهج فاشل”، وأن تكرارها، على حد قوله، لن يؤدي إلا إلى “الفشل السابق” نفسه.

وكان الرئيس الأمريكي قد أصدر في 4 فبراير الجاري مذكرة لإحياء سياسة “الضغط الأقصى” ضد إيران، مشيرًا إلى أن قراره في هذا الصدد صارم للغاية، لكنه أعرب عن رغبته في لقاء الرئيس الإيراني لإقناع طهران بالتخلي عن جهودها للحصول على سلاح نووي.

وفي الوقت نفسه، أشار إلى أنه كان “مترددًا” في إصدار هذه المذكرة، معربًا عن أمله في ألا يكون هناك حاجة لاستخدامها.

وأكد الرئيس الأمريكي مجددًا أن إيران لا ينبغي أن تمتلك سلاحًا نوويًا، مضيفًا أن من حق بلاده منع بيع النفط الإيراني، لافتا إلى أن “هناك العديد من الأشخاص في أعلى مستويات القيادة في إيران لا يريدون امتلاك سلاح نووي”.

من جانبه، ردّ الرئيس الإيراني مسعود بزشکیان على هذه التصريحات يوم الأربعاء 5 فبراير، قائلًا: أمريكا تقول إنها ستفرض العقوبات علينا، لكن إذا أدرنا مواردنا بشكل صحيح وتعاوننا مع جيراننا، فهل يمكن لدولة لديها 15 جارًا وصديقًا أن تُفرض عليها العقوبات بهذه السهولة؟

وأضاف: “يعتقدون أن كل شيء لدينا يعتمد على النفط ويريدون وقفه، لكن هناك العديد من الطرق المتاحة لنا ولشعبنا”. إلا أنه لم يوضح كيفية “إدارة الموارد” أو “التعاون مع الجيران” أو ماهية “الطرق العديدة” التي أشار إليها.

كما علّق محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، على تصريحات ترامب، معتبرًا أن تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو “دليل آخر” على الطابع السلمي لبرنامجها النووي.

أما إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، فقد وصف التقارير التي تتحدث عن سعي إيران لصنع أسلحة نووية بأنها “كذبة كبيرة”، مضيفًا: “إذا أراد أي شخص التأكد من هذا الأمر، فيمكنه ذلك بسهولة”.

يأتي ذلك فيما نقلت صحيفة نيويورك تايمز، قبل يوم واحد من إصدار المذكرة الرئاسية الأمريكية، عن مصادر أمريكية قولها إن طهران “تحاول استخدام طرق مختصرة وأسرع للوصول إلى سلاح نووي بدائي وغير متطور”.

وفي تطور آخر، علّق محمد رضا عارف، النائب الأول للرئيس الإيراني، على تصريحات ترامب بشأن رغبته في لقاء مسعود بزشکیان، قائلًا دون الإشارة إلى اسم الرئيس الأمريكي: “اللقاء بين شخصين قد يحدث، لكنه ليس على جدول أعمال إيران اليوم”.

وأضاف عارف أن إيران لديها فتوى بشأن الأسلحة النووية “يجب الامتثال لها”، مؤكدًا أن استخدام السلاح النووي “محظور”.

كما ردّت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، على رغبة دونالد ترامب في لقاء مسعود بزشکیان، قائلة دون الإشارة بشكل مباشر إلى تصريحاته، إن علاقات إيران مع الدول الأخرى تُبنى على ثلاثة مبادئ: “العزة، الحكمة، والمصلحة”.

فيما قال المرشد الإيراني الأعلى، آية الله علي خامنئي، اليوم الجمعة 7 فبراير، إن التفاوض مع الولايات المتحدة لن يحل مشكلات إيران، مشيرًا إلى أن بلاده قدمت تنازلات سخية في الاتفاق النووي، لكن الأمريكيين لم يلتزموا به، وأقدم الرئيس السابق دونالد ترامب على إلغائه.

وأكد المرشد الأعلى أن إيران ستهاجم أمن الولايات المتحدة دون تردد إذا قامت واشنطن بالاعتداء على أمن الشعب الإيراني، واصفا المفاوضات مع الإدارة الأمريكية الحالية بأنها غير حكيمة ولا ذكية ولا شريفة، مشددًا على أن الأمريكيين يسعون إلى تغيير خريطة العالم على الورق فقط، دون أي صلة بالواقع.

ورغم الشائعات المتكررة حول احتمال عقد لقاء بين قادة إيران والولايات المتحدة، لا سيما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلا أن ذلك لم يتحقق على أرض الواقع حتى الآن. ويرى المراقبون أن “معارضة المرشد الإيراني” لمثل هذا اللقاء هي السبب الرئيسي وراء ذلك.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى