ترامب والتغيرات التي يشهدها الاقتصاد العالمي: التهديدات والفرص أمام إيران

أدت العقوبات الاقتصادية إلى خروج إيران من مسار التجارة الدولية منذ سنوات، لذا فإن السياسات الجديدة وفرض رسوم جمركية من قبل الولايات المتحدة لن تحدث تغييراً ملحوظاً في وضع إيران.

ميدل ايست نيوز: غيرت سياسات الاقتصاد التي يتبعها دونالد ترامب وتركيزه على القومية والتوجهات الأحادية، مسار التجارة العالمية. ففي الوقت الذي تبتعد فيه الولايات المتحدة عن المبادئ التقليدية للعولمة، ما هي التداعيات التي قد تحدث لإيران نتيجة لهذه التغيرات؟ وهل يمكن الاستفادة من الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين كفرصة؟

وفي هذا السياق، قال مجيد رضا حريري، رئيس غرفة التجارة الإيرانية الصينية، لوكالة إيسنا للأنباء، مشيرا إلى السياسات الاقتصادية لترامب، إن “الولايات المتحدة لم تعد تتبع النهج التقليدي للعولمة الذي كانت تتبعه في الماضي”.

وأضاف: تبنى ترامب، بخلاف السياسة التقليدية للولايات المتحدة التي كانت دائماً تدافع عن الاقتصاد الحر والتجارة بدون رسوم جمركية، تبنى الآن القومية الاقتصادية. هذه التغيرات لا تقتصر على التجارة فقط، بل تشمل السياسات الدولية مثل حلف الناتو والعلاقات مع كندا والمكسيك وحتى التفاعل مع المؤسسات الدولية مثل محكمة لاهاي.

وأوضح حريري: في الفترة السابقة، كان ترامب أكثر تأثراً بالسياسيين المتطرفين مثل بولتون وبومبيو، ولكن في هذه الفترة، أصبح إلى جانبه أشخاص اقتصاديون متطرفون مثل لورانس وإيلون ماسك، وابتعدت سياساته تماماً عن المعايير العالمية.

زيادة الرسوم الجمركية والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين

وأشار رئيس غرفة التجارة الإيرانية الصينية إلى زيادة الرسوم الجمركية على السلع الواردة إلى الولايات المتحدة، موضحاً: بدأ ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 10% على السلع الصينية، ثم رفع هذه الرسوم إلى 25%. وفي بعض السلع مثل السيارات الكهربائية، ارتفعت النسبة إلى مستويات أعلى. وهذا يتناقض تماماً مع الهوية الاقتصادية السابقة للولايات المتحدة التي كانت قائمة على السوق الحرة والتجارة غير المقيدة.

تأثير السياسات الجديدة للولايات المتحدة على إيران

وأكد حريري أن إيران بسبب العقوبات الاقتصادية قد خرجت من مسار التجارة الدولية منذ سنوات، وأن السياسات الجديدة للولايات المتحدة لن تحدث تغييراً ملحوظاً في وضع البلاد، وقال: أكثر من 80% من تجارتنا الخارجية تقتصر على 8 دول، ونحن لا نعد لاعباً رئيسياً في الاقتصاد العالمي. لذلك، فإن السياسات الجديدة لترامب لن يكون لها تأثير مباشر علينا.

وأشار إلى إمكانية حدوث بعض الفرص لإيران، قائلاً: إذا تصاعدت التوترات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، قد لا تتعرض الصين لضغوط من واشنطن لزيادة العقوبات ضد إيران. وهذا قد يكون فرصة لزيادة التعاون بين الشركات الإيرانية والصينية. بالطبع، هذا احتمال ولا يمكننا الجزم بذلك”.

كيف يمكن العودة إلى التجارة الدولية؟

وتحدث حريري عن استراتيجيات إيران للعودة إلى الاقتصاد العالمي، قائلاً: في السنوات الأخيرة، تم بذل جهود لتوسيع أسواق الصادرات الإيرانية والوصول إلى أسواق عالمية جديدة. فإلى جانب الدول المجاورة مثل أفغانستان وتركيا والعراق والصين والهند، يجب أن نولي اهتماماً أكبر لأسواق آسيا الوسطى وأمريكا اللاتينية وأفريقيا لتفعيل المزيد من النشاطات التجارية. هذه المناطق الثلاث يمكن أن توفر فرصاً جديدة للتجارة الخارجية لإيران.

وفي الختام، أكد حريري أن إيران بحاجة إلى دبلوماسية اقتصادية أكثر نشاطاً لتقليل اعتمادها على التجارة التقليدية المحدودة، وقال: العقوبات أبعدتنا عن الاقتصاد العالمي، ولكن إذا استطعنا تحديد الأسواق الجديدة والاستثمار فيها، يمكننا تحسين مكانتنا في التجارة الدولية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى