من الصحافة الإيرانية: لعبة ترامب الجديدة في القدرة مع إيران

بعد توليه مرة أخرى السلطة في البيت الأبيض، اختار ترامب مسارًا غير ودي مع إيران، ومع أوامره التنفيذية الجديدة، جعل سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران في مرمى الحدث.

ميدل ايست نيوز: بعد توليه مرة أخرى السلطة في البيت الأبيض، اختار ترامب مسارًا غير ودي مع إيران، ومع أوامره التنفيذية الجديدة، جعل سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران في مرمى الحدث. لكن يبدو أن أوامره الجديدة أكثر نضجًا وأقل حماسة مقارنة بأمر 2017. فعندما وقع على المذكرة، لم يكن هناك من يحيط به أمثال مايكل بومبيو وجون بولتون، بل وجود نتنياهو في البيت الأبيض قد جعل اللغز أكثر تعقيدًا.

يحاول ترامب بذكاء تام في هذه اللعبة أن يضع الكرة في ملعب إيران. تصريحاته واهتمامه الوحيد هو شيء واحد؛ منع إيران من الحصول على السلاح النووي، وهي خطوة قديمة تستند إلى فتوى من قبل المرشد الأعلى، حيث قدمت إيران ضمانات مسبقًا في هذا الشأن. ومع ذلك، فإن هذه العقلية المريضة والمتدخلة تبحث أكثر عن ذرائع بدلاً من حقيقة السياسة الأمريكية تجاه إيران. الآن، بما أن أمريكا تعتقد أن محور المقاومة في المنطقة في حالة ضعف، فإنها لا تشير حتى إلى الصواريخ الباليستية أو صناعة الطائرات المسيرة الخاصة بالجمهورية الإسلامية أو دعمها للحرب في أوكرانيا وروسيا، ولا تتوقع شيئًا في هذا الصدد. فماذا يمكن أن يكون هدف ترامب من هذه التذرعات تجاه إيران؟

ربما أبرز إجابة يمكن تقديمها على هذا السؤال الأساسي هي أن روح التجارة والمفاوضات التي يتمتع بها ترامب قد استولت على فكره وروحه. في كل مكان يسعى لزرع بذرة ومن ثم حصادها. يحب جلب الاستثمارات ثم نقلها. لكن بين هذا وذاك، صبره قليل وقد ينسحب من الطاولة في أي لحظة. لذا أولًا، يجب زيادة الثقة والشرعية والاطمئنان الوطني في مواجهة هذا الأمر. دعونا لا ننسى أن هذه الثقة الوطنية لا يجب أن تبرز في المظاهرات والمسيرات؛ بل تشمل الحماس الانتخابي والحضور الواسع للناس في صناديق الاقتراع ورفع العوائق لتحقيق وعود الرئيس المنتخب. ثانيًا، المفاوضات غير المشروطة والفورية وجهًا لوجه على طاولة المفاوضات، ليس فقط من خلال المنابر الرسمية لوزارة الخارجية أو المتحدث باسم الحكومة أو غير الرسمية في شكل شعارات أحادية الجانب التي تُطرح بين الحين والآخر.

ثالثًا، تحديد سياسة المفاوضات من قبل الحكومة الإيرانية ثم التنسيق مع جميع التيارات والأحزاب لتوحيد السياسة المعلنة. رابعًا، اختيار مجموعة من المتخصصين المتمرسين من الشباب والشخصيات الدبلوماسية الجديدة التي أصبحت متمرسة في هذا المجال. البلد يواجه تحديات جادة؛ القول بأن البلاد لا يمكن أن تُدار فقط بالنفط لا يحل شيئًا. التجربة تُظهر خلاف ذلك، حيث تعرضت البلاد لأضرار شديدة بسبب العقوبات، والعديد من اللاموازاة التي نعاني منها تنبع من هذه العقوبات. لذا دعونا نأخذ هذه المشكلة على محمل الجد. نردد شعارًا بأننا في العام المقبل لن نواجه أي عجز في قطاع الطاقة، لكن دعونا لا ننسى أننا وعدنا بالتحدث بصراحة مع المواطن. ما هي السياسة والإدارة التي نتبعها الآن التي سنحل بها هذه المشاكل العديدة في أقل من عام؟

أخشى أن تكون هذه السياسة، مثل عشرات السياسات الأخرى التي تم اتخاذها بشأن برامج البلاد، غير مثمرة وعقيمة؛ لأننا نسينا أنه في المشاريع الكبيرة مثل النفط والغاز والبتروكيماويات والطرق والعمران وفرص العمل… نحتاج إلى الاستثمار الأجنبي، ورفع حصار العقوبات، والتواصل مع دول العالم. للأسف، ربطنا السياسة الخارجية بعدد من الدول الأجنبية التي لا يُعرف ما إذا كانت ستتعاون معنا أم لا وفقًا لسياسة ترامب الجديدة.

الآن بعد أن فقدنا أوروبا بسهولة بسبب قضية الحرب في أوكرانيا، حيث كان لديها على الأقل موقف مختلف عن الولايات المتحدة تجاه إيران بعد الاتفاق النووي وتتبنى سياسة معادية للبلاد في الوقت الحالي، فقد يتصاعد هذا العداء في أي لحظة من خلال اتخاذ آلية “الزناد”. الآن، مع تزايد الضغوط الاقتصادية على البلاد، فإن مراجعة السياسة الخارجية أصبحت ضرورية وفورية. في تاريخنا المعاصر، كانت طريقة تعاملنا مع قرار مجلس الأمن 598 دروسًا قيّمة. باتخاذ القرار الصحيح، انتهت الأمور لصالح البلاد. هذه السياسة الذكية يمكن أن تكون مرة أخرى قاعدة للعمل للدولة والقائمين على الأمور، وأن تفتح طريقًا جديدًا للبلاد.

کیکاووس بورایوبي
صحفي إيراني

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 + 16 =

زر الذهاب إلى الأعلى