الريال الإيراني يهوي إلى مستوى قياسي جديد بعد رفض التفاوض مع ترامب

سجل الريال الإيراني في معاملات يوم السبت، مستوى قياسياً جديداً من التراجع المستمر، ليقترب سعر صرف الدولار الأميركي من 900 ألف ريال، بعدما وصل لأول مرة إلى 885 ألف ريال.

ميدل ايست نيوز: سجل الريال الإيراني في معاملات يوم السبت، مستوى قياسياً جديداً من التراجع المستمر، ليقترب سعر صرف الدولار الأميركي من 900 ألف ريال، بعدما وصل لأول مرة إلى 885 ألف ريال. وجاء الهبوط القياسي عقب فتح الأسواق، بعد تصريحات المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، التي جاءت يوم الجمعة وهو يومُ عطلة في إيران، أكد فيها رفض التفاوض مع الإدارة الأميركية الحالية.

وقال إن التجربة أثبتت أن التفاوض مع الولايات المتحدة “ليس ذكياً ولا مشرفاً ولا حكيماً” وإن المفاوضات معها “لن تحلّ مشاكل إيران”. وأكد المرشد الأعلى الإيراني، وفق وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية أن “التفاوض مع أميركا لا تأثير له في حل مشاكل البلاد، وعلينا أن ندرك هذه الحقيقة بشكل صحيح، ويجب ألا يوهمونا بأن الجلوس على طاولة المفاوضات مع تلك الحكومة سيؤدي إلى حل هذه المشكلة أو تلك، لا، لن تحل أي مشكلة عبر التفاوض مع أميركا والتجرية الماضية أثبت ذلك”.

وفي السياق، أشار المرشد الإيراني إلى انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى (2017 ـ 2021) من الاتفاق النووي مع إيران عام 2018، والذي جرى التوصل إليه بعد مفاوضات ماراثونية استغرقت أكثر من عشر سنوات.

وحَسمُ المرشد مسألة التفاوض مع ترامب أنهى حالة ترقب وحذر تعيشها الأسواق الإيرانية منذ فوز ترامب في الانتخابات الأميركية خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2024 وسط توقعات وترجيحات بخوض طهران وواشنطن لمفاوضات تؤدي إلى اتفاق يرفع العقوبات الأميركية القاسية المفروضة على إيران منذ عام 2018.

غير أن الأسواق الإيرانية باتت اليوم أمام موجة ارتفاع جديدة في الأسعار بعد تراجع الآمال برفع العقوبات، أقله على المدى القصير المنظور، فضلاً عن ظهور بوادر تشير إلى توجه الإدارة الأميركية إلى تشديد هذه العقوبات، إذ أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، فرض عقوبات مالية هي الأولى منذ تنصيب ترامب في العشرين من يناير/ كانون الثاني الماضي، تستهدف “شبكة دولية” متهمة بنقل النفط الإيراني إلى الصين.

وعادة عندما يسجل الريال الإيراني هبوطاً قياسياً يعقب ذلك ارتفاع في أسعار السلع والخدمات مع مرور الوقت. ويعبر المواطن الإيراني رضا سعيداني صاحب محل تجاري غربي العاصمة الإيرانية طهران عن مخاوفه من موجة ارتفاع أسعار جديدة، قائلاً لـ”العربي الجديد” إن أسعار بعض السلع ارتفعت خلال الأسابيع الأخيرة بين 10% و30%، مضيفاً أن الارتفاع المستمر في الأسعار يقابله تراجع مستمر في القوة الشرائية للمواطن.

وأوضح سعيداني أن زبائنه لم يعودوا يشترون كالسابق، وبالتالي فإنّ دخله الشهري في تراجع مستمر، لافتاً إلى أن المواطنين اليوم أصبحوا يكتفون بشراء السلع الأساسية وذلك بقدر أقل مما اعتادوا عليه سابقاً. في السياق، تؤكد المواطنة الإيرانية آزيتا طهراني لـ”العربي الجديد” أن “الغلاء وصل إلى مرحلة لا يمكن تحملها”، مشيرة إلى أنها وزوجها يعملان “لكن دخلهما الشهري أدنى من تأمين احتياجات أسرتهما المكونة من أربعة أشخاص”.

وأضافت أن “الرواتب ترتفع سنوياً نحو 20%، لكن أسعار السلع والإيجارات ترتفع أحياناً إلى أكثر من 100%، وهو ما وسع الفجوة بين الدخل الشهري والإنفاقات”. وتوضح طهراني أنها وزوجها يتقاضيان شهرياً 500 مليون ريال (حوالي 600 دولار)، لكن ذلك لا يغطي تكاليف حياة أسرتهما، مشيرةً إلى أن نصف هذا المبلغ ينفق على إيجار البيت، “الأمر الذي دفعنا إلى أن نقرر نقل السكن إلى أطراف العاصمة خلال الصيف المقبل”.

من جهته، يقول سائق التاكسي عبد الرضا إن الرئيس الحالي مسعود بزشكيان وعد الناخبين برفع العقوبات، و”كنا نتفاءل خيراً بأن ترفع هذه العقوبات في عهده، لكن ما يحصل هو أن الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم”، مشيراً في حديث مع “العربي الجديد” إلى أن “السيد بزشكيان لم يكمل عامه الأول بعد، وربما من المبكر أن نحكم على أدائه، لكن عليه الاستقالة إن لم يتمكن في نهاية المطاف من تطبيق وعوده، لأنّه وعد بالانسحاب إذا أخفق في ذلك”.

وأضاف المواطن الإيراني أن الغلاء المستمر وغياب أفق تحسن الوضع الاقتصادي “أصبحا يثقلان كاهل الشارع الإيراني الذي يئنّ تحت وطأة الضغوط الاقتصادية والمشكلات المعيشية”. وأعلن مركز الإحصاء الإيراني الحكومي، قبل أسبوع، في أحدث بيانات له أن أسعار السلع الغذائية في البلاد قد سجلت ارتفاعاً تراوح بين 40% و103%، خلال العام الأخير، مشيراً إلى أن الفواكه والبقوليات سجلت أكثر ارتفاعٍ في الأسعار خلال هذه الفترة.

 

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة + 19 =

زر الذهاب إلى الأعلى