صحيفة إيرانية تنتقد دبلوماسية طهران في سوريا: فقدنا فرصتنا في “كعكة” دمشق؟

حذرت صحيفة "فرهيختكان" الإيرانية أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراء عاجل من قبل طهران لتعطيل المشروع التركي في سوريا، فإن اسم إيران سيُحذف من قائمة اللاعبين المؤثرين في تطورات سوريا.

ميدل ايست نيوز: حذرت صحيفة “فرهيختكان” الإيرانية أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراء عاجل من قبل طهران لتعطيل خطة المشروع التركي في سوريا، فإن اسم إيران سيُحذف من قائمة اللاعبين المؤثرين في تطورات سوريا، وستتحول السعودية إلى تركيا أخرى في هذه الساحة.

أضاف سقوط النظام السوري تحديا جديدا إلى التحديات التي تواجهها إيران، خاصة في مجالات الدبلوماسية والمنطقة. إذ أصبح التنافس بين الدول الإقليمية للتأثير على تطورات سوريا والحصول على نصيب من هذه “الكعكة” يشكل مصدر قلق لإيران، التي كانت في السابق لاعبًا مؤثرًا في هذا البلد.

لكن أداء وزارة الخارجية الإيرانية في هذا المجال لم يحقق حتى الآن الرضا، ويبدو أن إيران تأخرت عن تركيا والدول الأخرى.

وانتقدت صحيفة “فرهيختكان” المحافظة، في إشارة إلى هذه الأوضاع، “الدبلوماسية التقليدية” لإيران وكتبت: “في خضم هذه المعركة الدبلوماسية الثقيلة التي تجري بين القوى السياسية في المنطقة، يبدو أن النهج الذي اتبعته الدبلوماسية الإيرانية محبطًا. فالنظر إلى مواقف وتصريحات المسؤولين الكبار في السياسة الخارجية لبلدنا يُظهر أنه لا يوجد أي إجراء فوري أو طارئ لتعويض الضرر الذي لحق بمصالح إيران الوطنية في سوريا على الأقل في الوقت الراهن، وما زالت ‘الدبلوماسية التقليدية’ هي النهج السائد في هذا المجال.”

وأشارت الصحيفة إلى المواقف الرسمية لإيران بشأن تطورات سوريا، وقالت: ربما يكون أوضح وأكثر رؤية واقعية لهذه المسألة هو ما صرّح به عراقجي في الأيام الأولى لسقوط نظام بشار الأسد، حيث أكد أن إيران ستنتظر لترى كيف سيتصرف الطرف الجديد في سوريا. ومع ذلك، يبدو أنه رغم مرور عدة أسابيع وبعض الإجراءات المناهضة لإيران من قبل الحكومة المؤقتة في سوريا – مثل حظر دخول الإيرانيين إلى هذا البلد حتى لأغراض زيارة الأماكن المقدسة مثل حرم السيدة زينب (ع) والسيدة رقية (ع) – لم يجعل ذلك الطرف الإيراني يدرك بشكل كامل “التحول في التوجه السوري الجديد” تجاه طهران. هذا الصراع مع “الدبلوماسية التقليدية” مستمر في الوقت الذي تواصل فيه تركيا تصميم إجراءات مثل توقيع اتفاق أمني ثنائي مع الحكومة السورية الجديدة، ساعيةً إلى سد آخر الثغرات الممكنة لإحداث تغيير في الساحة، بينما يسرّع الطرف “السعودي – الإماراتي” من إجراءاته بناءً على فهمه الدقيق لهذه القضية. في الأيام الأولى لسقوط النظام السوري، اقترحت الرياض وأبوظبي هذا المسار على طهران، وتم اتخاذ بعض الإجراءات من جانبنا، ولكن في النهاية لم تثمر عن نتائج.

وفي ختام المقال، أشار الكاتب إلى أن “مشروع النظام الجديد في غرب آسيا الذي يتقدّم من خلال العمليات الميدانية الإسرائيلية قد حقق إنجازًا كبيرًا مع سقوط حكومة الأسد في سوريا، لكن لا يزال أمامه مسافة كبيرة لتحقيق النصر، وهذه هي بالضبط النقطة التي يمكن لإيران من خلالها تصميم وتنفيذ استراتيجية صحيحة لقلب الطاولة.”

وكتب: “إحدى النقاط الرئيسية في هذه الاستراتيجية الجديدة يجب أن تكون التركيز على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة؛ دولتان تشكلان، في الرؤية العامة، جزءًا من اللغز الذي يهدف إلى السيطرة على قوة إيران في المنطقة؛ لكن في الأوضاع الحالية وفي الإطار الجديد الموجود في المنطقة، ولأسباب مختلفة، يمكن أن تتعاون هذه الدول تكتيكيًا مع إيران لتغيير التوجهات الأمنية.”

واختتمت الصحيفة: يبدو أن تردد الدبلوماسية الإيرانية “التقليدية” بدأ يغلق هذه النافذة، وأن الإمارات والسعودية، بسبب هذا الجمود من جانب طهران، تعملان على تصميم جديد يستبعد إيران لتأمين مصالحهما الأمنية في المنطقة؛ بمعنى أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراء عاجل من قبل إيران لتعطيل المشروع التركي في سوريا، فإن اسم إيران سيُحذف من قائمة اللاعبين المؤثرين في تطورات سوريا، وستتحول السعودية إلى تركيا أخرى في هذه الساحة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

13 − ثلاثة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى