هل يمكن للغرب إبعاد موسكو وبكين من المفاوضات النووية مع إيران؟

قال السفير الروسي في إيران إن موسكو على علم بمحاولات الغرب استبعاد روسيا والصين من المفاوضات النووية الإيرانية.

ميدل ايست نيوز: قال السفير الروسي في إيران إن موسكو على علم بمحاولات الغرب استبعاد روسيا والصين من المفاوضات النووية الإيرانية، مؤكدًا أن هذه المفاوضات لن تحقق هدفها دون مشاركتهما.

وتأتي هذه التصريحات وسط مقترحات مختلفة لنماذج تفاوضية، تتراوح بين النموذج الثنائي الذي يسعى إليه دونالد ترامب، والنموذج الرباعي بين إيران والدول الأوروبية الثلاث، مع شكوك حول إمكانية العودة إلى صيغة (1+5) التي سادت خلال العقد الماضي.

وفي هذا السياق، ردّ أليكسي ديدوف، السفير الروسي في إيران، في مقابلة مع وكالة “ريا نوفوستي”، على سؤال حول ما إذا كانت موسكو تعتبر نفسها وسيطًا في استئناف المفاوضات النووية أو إن كانت لديها مقترحات بديلة للاتفاق النووي، قائلًا: لم نكن ولن نكون وسطاء في هذا الملف، بل نحن مشاركون مباشرون فيه. هذه العملية بدأت منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما تشكلت معادلة التفاوض بين إيران من جهة ومجموعة (1+5) من جهة أخرى، والتي تضم الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي إلى جانب ألمانيا. ومنذ البداية، كانت روسيا جزءًا من هذا الإطار التفاوضي.

وأضاف ديدوف: نتوقع استمرار المفاوضات ضمن هذا الإطار، لأن لدينا معلومات تفيد بأن الدول الغربية تسعى لفصل روسيا والصين عن هذه العملية. لكننا نعتقد أن أي مفاوضات دون مشاركة روسيا والصين لن تحقق أهدافها ولن تكون مثمرة. لذلك، نحن نؤيد الإبقاء على صيغة (1+5) في مقابل إيران.

نماذج تفاوضية مختلفة

مع إعلان دونالد ترامب سابقًا عن رغبته في التوصل إلى اتفاق ثنائي مع طهران، وفي ظل تغيير الموقف الأوروبي تجاه إيران وروسيا بسبب الحرب في أوكرانيا والاتهامات بالتعاون العسكري بين طهران وموسكو، يثار التساؤل حول مدى إمكانية استبعاد روسيا والصين من المفاوضات النووية.

في هذا السياق، قال مجيد محمد شريفي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الخوارزمي، في تصريح لصحيفة دنياي اقتصاد: يمكن النظر إلى تصريحات السفير الروسي من عدة زوايا. نظريا، يعتبر تقليل عدد الشركاء في المفاوضات عاملًا مساعدًا على استقرار الاتفاقات، حيث إن تضارب المصالح يكون أقل، مما يسهل الوصول إلى تفاهمات. أي إن وجهة النظر هذه تفترض أنه كلما قلَّ عدد الدول المتعاونة في قضية معينة، زادت فرص استقرار المفاوضات والاتفاقات. لكن هذا الطرح يظل نظريًا، لأنه عندما يكون عدد الدول أقل، يكون هناك تضارب مصالح أقل عمليًا، مما يسهل عليها التعاون مع بعضها البعض.

وأضاف شريفي أن “دونالد ترامب يفضل الاتفاقات الثنائية بدلًا من المفاوضات المتعددة الأطراف، حيث يرى أنها أكثر استدامة وأسهل في التنفيذ والرقابة. كما أن الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، يعتبر أن مشاركة دول مثل روسيا والصين في المفاوضات التي يكون أحد أطرافها أمريكا، تجعل الوصول إلى اتفاق أكثر تعقيدًا.”

وأوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الخوارزمي في طهران أن “الغرب يتعامل مع الصين كمنافس رئيسي على الساحة الدولية، ويرى أنها تسعى لتعطيل المصالح الأمريكية، لذلك يفضل استبعادها من المفاوضات. وبالمثل، فإن الأوروبيين يتهمون إيران بالتعاون العسكري مع روسيا، لذا فإنهم يفضلون ألا تكون موسكو جزءًا من المفاوضات.”

عائق استبعاد بكين وموسكو

وتحدث شريفي عن إمكانية تحقق هذا الأمر قائلًا: العائق الرئيسي هو أن كلًا من روسيا والصين عضو دائم في مجلس الأمن، وبالتالي، فإن أي اتفاق يُبرم بشأن البرنامج النووي الإيراني ويتطلب مصادقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، يحق لبكين وموسكو المشاركة فيه. وبناءً على ذلك، فإن استبعاد روسيا والصين من الاتفاقيات الدولية، مثل الاتفاق النووي مع إيران، غير ممكن.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية + عشرة =

زر الذهاب إلى الأعلى