نیجیرفان بارزاني: لن نسمح بتهدید أمن إيران.. “تم إنشاء آلیات للرقابة علی الحدود”
أکد رئیس إقلیم کردستان العراق نیجیرفان بارزاني أنه قد بدأ فصل هام ومرحلة جدیدة في سیاق تعزیز العلاقات بین إيران والإقلیم.

ميدل ايست نيوز: أکد رئیس إقلیم کردستان العراق نیجیرفان بارزاني أنه قد بدأ فصل هام ومرحلة جدیدة في سیاق تعزیز العلاقات بین إيران والإقلیم، قائلا إنه تم تعزیز حلول أمنية والرقابة علی الحدود من أجل الحیلولة دون أي تحرك یؤثر علی استقرار حدود الجانبین.
وأجاب بارزاني في حدیث خاص لوكالة إيسنا للأنباء، علی أسئلة حول العلاقات التي تجمع بین طهران وأربیل ومتابعة الاتفاقیات التي تم التوصل إلیها خلال زیارات مسؤولي الجانبین بالإضافة إلی ملف الاتفاقیة الأمنية بین إيران والعراق.
وصرح رئیس إقلیم کردستان العراق أن زیارة الرئیس مسعود بزشکیان إلی الإقلیم، وزیارته شخصیا إلی طهران شکلتا فصلا هاما ومرحلة جدیدة في تعزیز العلاقات بین الجانبین.
وتابع أن المؤسسات والأجهزة المعنية في العراق وإيران تقوم بمتابعة کیفیة تنفیذ الإتفاقیات في شتی المجالات بینها الإقتصادیة والأمنية أو في مجال التعاون الثقافي المشترك.
وذکر رئیس إقلیم کردستان العراق أنه یجب أن یتم وضع حلول من أجل التسریع والتسهیل للشؤون الجمرکیة والنشاطات التجاریة وتبادل السلع عبر البوابات الحدودیة.
وقال بارزاني أنه نشهد إحراز تقدما جیدا في تنفیذ الإتفاقیة الأمنیة بین إيران والعراق مشددا علی أننا لن نسمح بتهدید أمن إيران إنطلاقا من أراضي إقلیم کردستان العراق.
وفيما يلي النص الكامل للحوار:
– ما هو تأثير زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى إقليم كردستان العراق في سبتمبر/أيلول الماضي على تعميق العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية بين طهران وأربيل؟
الجمهورية الإسلامية الإيرانية جارة مهمة للعراق وإقليم كردستان. ونحن في إقليم كردستان تربطنا علاقات تاريخية مع إيران. وكانت زيارة الرئيس بزشکیان إلى إقليم كردستان، وقبلها زيارتي إلى طهران ولقائي مع قائد الثورة الإسلامية وكبار المسؤولين في إيران، مرحلة وفصلا مهما في تعزيز هذه العلاقات. وكانت زيارة الدكتور بزشکیان لإقليم كردستان مصدر سرور لنا وتأكيدا على العلاقات التاريخية والثقافية بيننا مما أدى إلى تعزيز التعاون الشامل بين أربيل وطهران، واتسم بأهمیة بالغة من ناحیة مواصلة الحوار المستمر بين العراق وإيران لضمان الاستقرار والسلام على الحدود، بشکل خاص وكذلك بالنسبة للمنطقة بشكل عام. وعلى المستوی الاقتصادي، بحث الجانبان كيفية توسيع التبادلات وتنمیة حجم تصدیر وتورید السلع التجارية، وفتح آفاق جديدة للتعاون والإنتاج المشترك في مختلف القطاعات. وعلى المستوی الثقافي، یتمتع تعزيز التعاون الأكاديمي والعلمي، والتبادلات الثقافية والتفاعلات بين المنظمات والأجهزة والمؤسسات ذات الصلة للجانبین بأهمیة بالغة. وعلی الصعید الأمني أيضا، أكد الجانبان علی أهمية الحفاظ على الاستقرار والهدوء على الحدود المشتركة والتنسيق وبذل أقصى الجهود لمواجهة المخاطر والتهديدات الأمنية بما یتماشي مع مصالح الطرفين.
-إلى أي مدى تم تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين الطرفين خلال زيارة الرئيس الإيراني لإقليم كردستان، وكيف تتم متابعتها والرقابة علیها؟
إن المنظمات والأجهزة العراقية والإيرانية ذات الصلة تراقب وتتابع كيفية تنفيذ هذه الاتفاقيات في مختلف القطاعات، بینها الاقتصادية والأمنية والثقافیة. ويتجاوز حجم التبادل التجاري بين العراق وإيران 10 مليارات دولار سنويا، حیث يتم 60% منها عبر إقليم كردستان. ونعتزم زیادته بقدر ما نستطيع وبما يسمح لنا به إطار القوانين العراقية، ومن أجل تحقيق هذا الهدف المهم، سوف ندرس الحلول القائمة والضرورية، وسنأخذ في الحسبان السهولة الممكنة للتبادلات التجارية. وفيما يتعلق بالتعاون الأمني هناك تنسيق مستمر بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية العراقية في بغداد لتنفيذ الاتفاقيات الأمنية بين الطرفين وذلك في إطار الاتفاق العراقي الإيراني، وبالإضافة إلى ذلك، وبكل التزام وثقة، لن نسمح لأي شيء بأن يهدد راحة وأمن إيران إنطلاقا من أراضي إقليم كردستان.
-ما هي أهم العقبات أمام تعمیق العلاقات الثنائية لاسیما في المجال الإقتصادي؟
هناك إرادة مشتركة ورغبة كبيرة لدى الطرفين في تعزيز العلاقات الاقتصادية، لکنه لا شك أن عددا من العقبات والتحديات تخلق مشاكل في طريق هذه الرغبة الثمينة. على سبيل المثال، هناك عدد من العوائق اللوجستية على بوابات ومعابر الحدود. وينبغي للجانبين وضع حلول لتسريع وتسهيل الأمور في مجال الجمارك والتجارة وتبادل السلع على بوابات الحدود. کما يجب أن يكون القطاع الخاص للجانبین أكثر نشاطا، ومدعوما حتى يتمكن من القيام بدوره بشكل أكثر نشاطا وفعالية. ومن ناحية أخرى، العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران قد تؤثر على عدد من مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري. وهناك أيضا فروق في السياسات الجمركية والمالية بين بغداد وإقليم كردستان، مما یترك آثاره الخاصة أيضا ويستدعي المزيد من الحوار لضمان سهولة الإنتاج والتجارة. وفي هذا الصدد، یجري وفد حكومة إقليم كردستان مباحثات مع الحكومة الاتحادية في بغداد لحلحلتها.
-كيف یمضي الاتفاق الأمني بين إيران والعراق حاليا، وهل تم إخلاء الجماعات الإرهابية من المناطق الحدودية المشتركة؟
نشهد تقدما جيدا في تنفيذ الاتفاقية الأمنية بين إيران والعراق. وتعمل بغداد، بالتنسيق مع إقليم كردستان على ضمان تنفيذ جميع بنود الاتفاق. وفي هذا السیاق، تم اتخاذ خطوات جادة لإرساء الاستقرار والهدوء على الحدود، كما تم إنشاء آلية لمراقبة هذه المناطق لمنع أي تحرك يهدد أمن ورفاهية الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ويلتزم إقليم كردستان بعدم السماح لأية جهة باستخدام أراضي الإقليم كمصدر تهديد لأمن ورفاهية الدول المجاورة وخاصة إيران. ونحن نعمل بشكل مستمر على هذا الموضوع وننسق مع بغداد لضمان الالتزام الكامل بهذا الاتفاق. هذه القضية مهمة جدا بالنسبة لنا، ونحن نولي أهمية كبيرة لتنفيذ الاتفاقيات.
-ما هي الخطوات التي اتخذتها إقليم كردستان العراق لدعم تنفيذ الاتفاقية الأمنية بين إيران والعراق؟
تقوم الأجهزة والمنظمات في حكومة إقليم كردستان بالتنسيق الوثيق مع الحكومة الاتحادية العراقية لتنفيذ بنود الاتفاق من بینها ما يتعلق بإخلاء المناطق الحدودية أو تبادل المعلومات الضرورية. وتم تعزيز الإجراءات الأمنية والرقابة علی الحدود لتفادي أي تحرکات من شأنها أن تؤثر على استقرار حدود الجانبين. كما أنه وفي إطار الاتفاقية بين العراق وإيران، يجري العمل والجهد المستمر لتعزيز التعاون الشامل مع إيران من أجل ضمان الحفاظ على استقرار المناطق الحدودية وتعزيز العلاقات الثنائية بما يخدم الطرفين ويبدد مخاوفهما باعتبار أن الحفاظ على أمن الحدود واستقرارها مسؤولية مشتركة.