هل تعود المواجهة الكبرى بين طهران وواشنطن في العراق؟
مع بداية ولاية ترامب الجديدة، تحول العراق مجددا لساحة مواجهة بين إيران والولايات المتحدة.

ميدل ايست نيوز: مع بداية ولاية ترامب الجديدة، تحول العراق مجددا لساحة مواجهة بين إيران والولايات المتحدة. حيث تسعى واشنطن من خلال سياسة “الضغط الأقصى” إلى كبح نفوذ طهران في بغداد والسيطرة على الفصائل المسلحة المقربة من إيران وتقليص الاعتماد الاقتصادي للعراق على إيران. في الوقت نفسه، أدى احتمال تأجيل خروج القوات الأمريكية وفرض عقوبات جديدة إلى تصعيد التوترات، مما وضع حكومة السوداني في قلب هذه المنافسة.
وطالبت الولايات المتحدة حكومة السوداني بشكل جاد بحل أو دمج فصائل الحشد الشعبي في هيكل القوات المسلحة العراقية. علما أن هذه الفصائل تلعب دورًا أساسيًا في المعادلات السياسية والأمنية في العراق. في الوقت نفسه، تقوم الولايات المتحدة بدراسة إلغاء الإعفاءات من العقوبات المقررة على صادرات الغاز الإيراني إلى العراق، وهو ما قد يكون له تأثيرات كبيرة على الاقتصاد العراقي.
إحدى القضايا الرئيسية هي قرار ترامب بشأن انسحاب أو بقاء القوات الأمريكية في العراق. فإسرائيل تشعر بقلق شديد من انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة، خاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر. على الرغم من وجود اتفاق بين العراق والولايات المتحدة على الانسحاب التدريجي للقوات حتى عام 2026، إلا أنه من المحتمل أن يتأجل هذا الأمر.
العقوبات الجديدة ضد إيران وتأثيرها على العراق
كما كان الحال في فترة رئاسته الأولى، يضع ترامب سياسة “الضغط الأقصى” ضد إيران في صدارة أولوياته. قد تشمل هذه السياسة فرض عقوبات على القنوات المالية الإيرانية في العراق، مثل محلات الصرافة في السليمانية وبعض البنوك العراقية. المسؤولون في بغداد يبذلون جهودًا لمنع فرض عقوبات أشد على المؤسسات العراقية، لكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه الجهود ستنجح.
وفي ظل سعي واشنطن لاحتواء نفوذ إيران في العراق وفي الوقت الذي تحاول فيه طهران الحفاظ على موقعها في هذا البلد، تجد حكومة السوداني نفسها بين ضغوط داخلية وخارجية. إذا تم تنفيذ السياسات الجديدة لترامب بالكامل، فإن العراق سيعود مرة أخرى إلى ساحة تنافس شديدة بين إيران والولايات المتحدة، وهو التنافس الذي قد يؤثر بشكل كبير على استقرار وأمن المنطقة.