حكومة بزشكيان تسحب مليار دولار من صندوق التنمية الوطني لمساعدة “الأسر ذات الدخل المحدود”
قالت وسائل إعلام إيرانية إن حكومة مسعود بزشکیان ستسحب مليار دولار من صندوق التنمية الوطني بهدف "مساعدة الأسر الإيرانية ذات الدخل المحدود".

ميدل ايست نيوز: قالت وسائل إعلام إيرانية إن حكومة مسعود بزشکیان ستسحب مليار دولار من صندوق التنمية الوطني لدفع قيمة كوبونات المواد الأساسية بهدف “مساعدة الأسر الإيرانية ذات الدخل المحدود”.
هذه المرة الثانية التي تقوم فيها الحكومة الإيرانية بسحب أموال من صندوق التنمية الوطني في أقل من ستة أشهر.
وكان وزير الاقتصاد والمالية الإيراني قد أعلن في أكتوبر من العام الماضي أنه تم سحب أموال من صندوق التنمية الوطني لتعويض العجز في الميزانية، وتم الحصول على إذن من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، للقيام بذلك.
وفي لقطة نشرتها وكالة تسنيم يوم الاثنين حول قرار الحكومة بالسحب الجديد من الصندوق، ورد أنه سيتم تنفيذ هذا الإجراء بموافقة المرشد الأعلى، وأنه من المقرر سحب “مليار دولار بالمعادل الريالي” من الصندوق.
وفي الأسبوع الماضي، أعلن وزير التعاون والعمل والرفاه الاجتماعي عن “البرنامج الحكومي للدعم” عشية شهر رمضان وعيد النوروز لدعم “الإنفاق المعيشي” للأسر ذات الدخل المحدود، وقال إنه من المقرر أن يتم تنفيذ المرحلة الأولى من هذا البرنامج حتى 29 فبراير.
ووفقًا لما ذكره أحمد ميدري، في هذا البرنامج سيتم تخصيص كوبونات إلكترونية للثلاثة أفقر شرائح سكانية بمقدار 500 ألف تومان لكل فرد، وللشرائح من الثالثة إلى السابعة بمقدار 350 ألف تومان لكل فرد، ومن المتوقع أن يستفيد 70٪ من المجتمع من هذه الكوبونات، التي ستغطي 11 سلعة أساسية.
وبحسب رسالة رسمية من الحكومة، فإن عدد الأشخاص الذين سيشملهم هذا البرنامج هو “60 مليون شخص”.
ويأتي هذا السحب من صندوق التنمية الوطني في وقت كان فيه مهدي غضنفري، رئيس صندوق التنمية الوطني، قد انتقد عمليات السحب المتكررة من الصندوق، مشيرًا إلى أن البرلمان يصادق على ميزانية تتجاوز القدرة النقدية للبلاد، مما يضطر الحكومة إلى سحب الأموال من الصندوق لتعويض العجز في الميزانية.
ويبدو أن ارتفاع معدلات التضخم وسعر الصرف في السوق الحرة في إيران وازدياد الضغوط الاقتصادية الكبيرة على الإيرانيين، أجبر حكومة بزشكيان على العودة مجددا إلى سحب الأموال من صندوق التنمية الوطني.
وشهد سعر الدولار الأمريكي في السوق الحرة في إيران قفزة كبيرة في الأسبوع الماضي، حيث تخطى حاجز 92,500 تومان. ويتوقع بعض الخبراء أن يصل هذا الرقم إلى 100,000 تومان قبل عيد نوروز (مارس 2025).
وفي نفس الوقت، أشار موقع “تجارت نیوز” يوم السبت إلى أن سوق الأرز في إيران يشهد “تقلبات شديدة في الأسعار”، حيث تجاوز سعر هذا المنتج في بعض الحالات حاجز الـ200,000 تومان.
هذه الزيادة في الأسعار لا تقتصر على الأرز فقط، بل تشمل العديد من السلع الأخرى، مثل البطاطا.
وفي وقتٍ لاحق، قال الاقنصادي فرشاد مؤمني، يوم الاثنين استنادًا إلى البيانات الرسمية، إن “التقارير الرسمية تشير إلى أن عدد الفقراء في إيران قد زاد خمس مرات تقريبًا بين عامي 2006 و2021، وتشير التقارير إلى أن أكثر من 30% من إجمالي سكان إيران يعيشون تحت خط الفقر، وخلال السنتين أو الثلاث السنوات الماضية، تم إضافة أكثر من 3 مليون شخص إلى فئة الفقراء في إيران.”
رغم كل ذلك، ادعى وزير الاقتصاد والمالية الإيراني يوم الاثنين أن “لدينا الاستعداد اللازم لكل حالة”. وقال: “لقد حققنا نموًا بنسبة 18% في التجارة غير النفطية خلال عام 2024، كما أن صادرات النفط تشهد ‘اتجاهًا جيدًا'”.