مرافئ الصين الخاصة مراكز رئيسية لاستقبال نفط روسيا وإيران
استقبلت المرافئ التي يديرها القطاع الخاص في الصين شحنات النفط القادمة من ناقلات خاضعة للعقوبات الأميركية، مما يشير إلى أن المنطقة التي تضم أكبر مشتري الخام الإيراني والروسي في البلاد تجد طرقاً لتجاوز القيود التي يفرضها مشغلو الموانئ الرئيسية.

ميدل ايست نيوز: استقبلت المرافئ التي يديرها القطاع الخاص في الصين شحنات النفط القادمة من ناقلات خاضعة للعقوبات الأميركية، مما يشير إلى أن المنطقة التي تضم أكبر مشتري الخام الإيراني والروسي في البلاد تجد طرقاً لتجاوز القيود التي يفرضها مشغلو الموانئ الرئيسية.
برز “دونغ ينغ” الواقع في مقاطعة شاندونغ الشرقية، كميناء استقبال رئيسي، بعدما باعت مجموعة “شاندونغ بورت” (Shandong Port Group) التي تديرها الدولة، محطة واحدة على الأقل لكيان خاص، وفقاً لتجار مطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم خلال مناقشة معلومات غير معلنة.
وفي الأسبوع الماضي، قامت الناقلة “سي هي” (Si He)، التي خضعت لعقوبات في 10 يناير، بتفريغ أكثر من 744 ألف برميل من خام “إسبو” الروسي في ميناء دونغ ينغ، بحسب ما ذكره تجار ومنصة “كبلر” (Kpler) لتتبع السلع.
ظهرت مرافئ أخرى كمراكز استقبال رئيسية، من بينها رصيف مستقل في ميناء يانغشان بجنوب شنغهاي، ومرفأ في ميناء هويزو الجنوبي الذي استقبل شحنة من النفط الإيراني الشهر الماضي.
تزايد دور المرافئ الخاصة
اكتسبت المرافئ الخاصة أهمية متزايدة منذ أن دعت “شاندونغ بورت” الشهر الماضي المشغلين إلى رفض استقبال الناقلات المدرجة على القائمة السوداء، استجابة للتدقيق المتزايد من واشنطن. وقد عززت حزمة العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن هذا الاتجاه.
وبالاعتماد على هذه المرافئ الأصغر، يمكن لمصافي التكرير المستقلة، المعروفة باسم “أباريق الشاي”، مواصلة استيراد الخام بأسعار مخفضة، مع حماية الشركات اللوجستية الكبرى في الصين، التي تتولى عمليات شحن البضائع والحاويات، إضافة إلى المصافي الكبيرة.
في عام 2024، شكلت مشتريات الصين من الخام الروسي والإيراني ربع إجمالي وارداتها، وفقاً لحسابات “بلومبرغ” المستندة إلى بيانات الجمارك الرسمية. ومع ذلك، أدت القيود الأميركية المشددة التي دخلت حيز التنفيذ منذ أواخر العام الماضي إلى تعقيد التجارة ودفعت المشترين للبحث عن حلول بديلة للوصول إلى النفط الرخيص.
تُعد الرغبة المستمرة في استقبال الناقلات الخاضعة للعقوبات تذكيراً بمدى الضغط الذي تواجهه مصافي التكرير الخاصة في الصين، وكذلك استعداد بكين لغض الطرف عن هذه الأنشطة.
دونغ ينغ، مقاطعة شاندونغ
أصبحت محطة دونغ ينغ المبيعة مملوكة الآن لشركة “باوغانغ إنترناشونال” (Baogang International)، وفقاً لما ذكره التجار. وبفضل انتقالها إلى الملكية الخاصة، يمكن للمحطة استقبال الناقلات الخاضعة للعقوبات، وخفض تكلفة نقل الخام من سفينة إلى أخرى للتمويه على مصدره الأصلي. ومع ذلك، تقتصر قدرة المحطة على التعامل مع ناقلات “أفراماكس” (Aframax)، ما يعني أنها لا تستطيع استقبال الناقلات العملاقة المستخدمة في شحن النفط الإيراني، حسبما قال الأشخاص.
وكانت “رويترز” أول من أبلغ عن استقبال محطات دونغ ينغ الخاصة للناقلات الخاضعة للعقوبات.
وقال ممثل إعلامي لمجموعة “شاندونغ بورت” إنه ليس على دراية بسحب الاستثمارات من مرافئ دونغ ينغ، فيما لم تستجب “باوغانغ إنترناشونال” لطلبات التعليق عبر المكالمات الهاتفية والبريد الإلكتروني.
يانغشان، شنغهاي
لم يستقبل ميناء يانغشان في شنغهاي أي شحنات نفط خام روسي منذ أكثر من عامين. ومع ذلك، منذ 10 يناير، استقبل الميناء ناقلتين خاضعتين للعقوبات، تحملان أكثر من 1.2 مليون برميل من نفط “سوكول” القادم من أقصى شرق روسيا. كما يُتوقع وصول ناقلة ثالثة مدرجة على القائمة السوداء إلى الميناء هذا الأسبوع، وفقاً لبيانات “كبلر”.
وكانت الناقلة يوري سينكيفيتش (Yuri Senkevich)، التابعة لشركة “سوفكومفلوت” (Sovcomflot) والخاضعة للعقوبات، أول سفينة تفرغ حمولتها في الميناء، بعد مغادرتها “ساخالين 1” (Sakhalin 1) في 20 يناير محملة بنحو 700 ألف برميل من نفط سوكول، ثم فرغتها في يانغشان في 28 يناير، بحسب البيانات.
ولا يرتبط ميناء يانغشان مباشرة بأي مصافي تكرير، ما يعني أن الشحنات تُخزن مؤقتاً في صهاريج قبل إعادة نقلها إلى وجهات أخرى. وتدير عمليات التخزين هناك الشركة الخاصة “يانغشان شنغانغ إنترناشونال أويل لوجيستيكس” (Yangshan Shengang International Oil Logistics Co.).
ولم تستجب “شنغانغ إنترناشونال” لطلبات التعليق عبر المكالمات الهاتفية والبريد الإلكتروني.
هويزو، غوانغدونغ
يبرز ميناء هويزو في مقاطعة غوانغدونغ الجنوبية كشريك لوجستي ناشئ آخر. وتُدار إحدى محطاته من قبل شركة “هواينغ بتروكيميكل” (Huaying Petrochemical)، وهي مشغل خاص لتخزين النفط وإدارة المحطات، وتخضع لملكية مجموعة “وينتايم إنيرجي” (Wintime Energy Group) المدرجة في بورصة شنغهاي.
وفي أواخر الشهر الماضي، استقبلت المحطة شحنة تقارب مليون برميل من الخام الإيراني، تم نقلها عبر الناقلة “سويزماكس نيكولا” (Suezmax Nichola)، التي استلمته بدورها من الناقلة الإيرانية “سالينا” (Salina)، وفقاً لبيانات تتبع السفن.
وفي رد عبر البريد الإلكتروني، قال متحدث باسم “وينتايم” إن محطة هويزو استقبلت شحنة النفط الخام من ماليزيا وسنغافورة، وليس من إيران، مشدداً على أن الشركة وفرعها “هواينغ” يعملان وفقاً للوائح الصينية.