إيران ترد على تصريحات غروسي وتدعوه لعدم الانحياز السياسي
أصدرت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية اليوم الخميس، بيانًا ردت فيه على التصريحات الأخيرة لمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، التي صدرت في اليابان.

ميدل ايست نيوز: أصدرت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية اليوم الخميس، بيانًا ردت فيه على التصريحات الأخيرة لمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، التي صدرت في اليابان.
وافادت وكالة تسنيم الإيرانية ان بيان منظمة الطاقة الذرية الإيرانية اشار بأنه كان من المنتظر من المدير العام للوكالة، بصفته مسؤولًا رفيع المستوى في منظمة دولية مهمة، أن يتحدث دائمًا بموضوعية واحترافية وبعيدًا عن الانحياز السياسي.
واضاف البيان: للأسف، فإن بعض تصريحات ومواقف السيد غروسي، وخاصة مواقفه الأخيرة، تفتقر إلى هذه الخصائص، مما أثار القلق من أن هذه المنظمة الدولية المهمة قد تضر بمصداقيتها بخروجها عن مسار الحيادية والاحترافية.
وتابع بيان منظمة الطاقة الذرية الايرانية: في ظل الظروف التي تسعى فيها الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية إلى استغلال هذه المنظمة لفرض ضغوط غير عادلة على إيران، يمكن أن تكون هذه التصريحات السياسية وغير المهنية ذريعة للمطامع غير المشروعة لهؤلاء، وان تصريحات السيد غروسي الأخيرة في مؤتمره الصحفي في اليابان هي أحد الأمثلة على السلوك والكلام غير المهني.
واشار البيان: في تصريحاته، طلب غروسي من إيران إثبات أنها لا تسعى للحصول على أسلحة نووية. كل عقل سليم يعلم أن أبسط مبدأ قانوني هو مبدأ البراءة، أي “البينة على المدعي”.
وتابع البيان: ان غروسي يعلم أفضل من أي شخص آخر أن حوالي ربع إجمالي عمليات التفتيش التي تجريها الوكالة الدولية مخصصة للمنشآت النووية الإيرانية، والتي تشكل أقل من 3% من المنشآت النووية العالمية.
وختم بيان منظمة الطاقة الذرية: إيران أكدت مرارًا وتكرارًا أن برنامجها النووي سلمي بالكامل. هذا النمط من التصريحات السياسية المكررة من قبل المدير العام لا يتناسب مع مكانته ويجب أن يتوقف”.
وفي نفس السياق، قال كاظم غريب آبادي، نائب وزير الخارجية الإيراني، إن تعاون بلاده «يستند إلى التزاماتها القانونية، وليس إلى رغبات الوكالة».
وقال غريب آبادي إن «غروسي أدلى بتصريحات غير مهنية تحمل طابعاً سياسياً واضحاً بشأن إيران».
وتابع: «على إيران أيضاً أن تثبت أنها لا تسعى لتطوير أسلحة نووية. حكومة إيران تقول إنها لا تمتلك مثل هذا البرنامج. ونحن نثق بالجميع، ولكن يجب أن نتحقق من ذلك».
ورداً على غروسي، كتب غريب آبادي في منصة «إكس» أن «مستوى التخصيب لا يخضع لقيود بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)»، وأضاف: «الالتزام الوحيد على الدول غير الحائزة للأسلحة النووية هو عدم الانحراف نحو إنتاج أسلحة نووية».
وعدّ غريب آبادي تحذير غروسي بشأن تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة «غير قانوني تماماً وغير فني». وقال في نفس السياق: «من الضروري جداً أن يعلن غروسي رأيه الواضح والصريح بشأن برنامج أمن (أوكوس) بين الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة، والذي ينشر غواصات نووية تعمل بالوقود المخصب لأغراض عسكرية في المحيط الهادئ، ويمثل خطراً كبيراً على الانتشار النووي».
وزاد غريب آبادي: «اشتكى غروسي من عدم تعاون إيران بالطريقة التي ترغب فيها الوكالة. هل يعتمد التعاون على رغبات الوكالة؟».
ولفت إلى أن «إيران تتعاون وفق التزاماتها بموجب الاتفاقية الشاملة للضمانات، ولم تُسجل أي انتهاكات حتى الآن. إذا كان غروسي يريد إجراءات تحقق إضافية، فعليه أن يطالب أيضاً برفع العقوبات ضد إيران. هل تجرؤ على تقديم هذا الطلب إلى فارضي العقوبات الجائرة؟».
كما أشار غريب آبادي إلى قول غروسي إنه أجرى زيارة بنّاءة إلى إيران في منتصف نوفمبر الماضي. وقال: «من المستغرب أنه لم يذكر الإجراءات التخريبية التي اتخذتها ثلاث دول في محاولة اعتماد قرار في مجلس المحافظين، متجاهلة إنجازات زيارته»، وذلك في إشارة إلى قرار القوى الأوروبية الثلاث (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) لإدانة تقاعس إيران في التعاون مع الوكالة الدولية.
وتابع غريب آبادي: «البرنامج النووي الإيراني سلمي ولم يتغير. من المدهش أن يتحدث غروسي عن (احتمالات) بدلاً من الاعتماد على تقارير مفتشي الوكالة الموثقة. برنامجنا النووي يتم تحت إشراف الوكالة ووفقاً للالتزامات القانونية دون أي انحراف. هذه هي الحقيقة».
هذا، وقال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني هي “قشرة فارغة، ولم تعد صالحة للغرض”.
جاء ذلك في تصريحات غروسي خلال مؤتمر صحفي في طوكيو، حيث تابع: “إن خطة العمل الشاملة المشتركة (المعروفة باسم الاتفاق النووي الإيراني) عبارة عن قشرة فارغة، ولا أعتقد أن أحدا يعتقد أن لها أي دور تلعبه في هذه المرحلة. أرى انها كانت اتفاقية ناجحة لفترة من الوقت، أما الآن، وبغض النظر عما نعتقد بشأن إيجابياتها وسلبياتها، فقد تم استبدالها بالكامل”.
وأضاف غروسي: “أعتقد أننا سنرى شكلا آخر، فقد ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى رغبته في العودة إلى الاتفاق، وفي أوروبا يقولون إن الاتحاد الأوروبي أيضا يريد نوعا من الاتفاق. والسؤال هو كيف، لأن صيغة المشاركين (على الطاولة) أي 5+1 لم تعد ممكنة. والاختلافات والانقسامات فيما يتعلق بإيران كبيرة جدا، لذلك من المستحيل تخيلها. لذلك، قد تكون هناك مقاربات أخرى للقضية، ونحن مستعدون لها”.
وأشار غروسي أيضا إلى زيارته الأخيرة إلى طهران، نوفمبر الماضي، والتي وصفها بأنها كانت “بناءة”، وقال إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعقد مشاورات مع وزارة الخارجية الإيرانية في كثير من الأحيان.
واختتم المدير العام لوكالة الطاقة الذرية حديثه بالقول: “أعتقد أنه من الواضح للجميع أنه بدون الوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن أي اتفاق سيكون مصطنعا، مجرد قطعة ورق”.