طهران.. استعدادات متواضعة لزلزال حتمي
يرى الخبراء استنادًا إلى البيانات التاريخية ومع الأخذ في الاعتبار الفوالق في طهران أن وقوع زلزال كبير في العاصمة أمر حتمي.

ميدل ايست نيوز: لا يمكن التنبؤ بوقت وقوع الزلزال، لكن يرى الخبراء استنادًا إلى البيانات التاريخية ومع الأخذ في الاعتبار الفوالق في طهران أن وقوع زلزال كبير في العاصمة أمر حتمي.
وتقع طهران على فالقين رئيسيين، شمالي وجنوب مدينة ري. وعلى الرغم من أن شدة الزلزال على الفالق الشمالي أكبر، إلا أن البنية التحتية المتدهورة وغير الآمنة في جنوب العاصمة تجعل هذا الزلزال يتسبب في أزمة أكبر للمواطنين في طهران.
يثبت التاريخ أنه في المتوسط يحدث زلزال كبير (أكثر من 5.5 ريختر) في هذه المدينة كل 160 سنة. على مر التاريخ، تعرضت طهران للدمار بسبب الزلازل الكبيرة، وتم بناء المدينة مرة تلو الأخرى على الأنقاض.
ويرى رئيس إدارة الأزمات في مدينة طهران أن عدم الاهتمام الكافي من قبل صانعي السياسات بتحسين أمان المدينة أدى إلى أن انخفاض مستوى استعداد هذه المنظمة لمواجهة الزلزال إلى ما دون 50%.
هل طهران قادرة على تحمل الزلزال؟
وقال علي نصيري، رئيس منظمة الوقاية وإدارة الأزمات في مدينة طهران، خلال مؤتمر صحفي عُقد أمس في مقر هذه المنظمة، إن وقوع زلزال في العاصمة أمر حتمي، وأضاف: “طهران مدينة معرضة للزلازل، فهي تقع على فوالق كبيرة مثل فالق شمال طهران وفالق الجنوب والشمال في ري، بالإضافة إلى العديد من الفوالق المتوسطة والفرعية”.
وأوضح: “عندما ينشط فالق شمال طهران، يمكن أن يحدث زلزال بقوة 7.2 درجة على مقياس ريختر، وعندما ينشط فالق ري، هناك احتمال لحدوث زلزال بقوة 6.8 درجة؛ لكن احتمال حدوث أضرار في فالق ري أكبر من فالق شمال طهران”.
وأضاف: “على الرغم من أن خطر نشاط الفوالق الرئيسية في طهران أمر لا يمكن إنكاره، إلا أن التقارير التي تنذر بأن العاصمة بالكامل مهددة بالدمار وموت عدد كبير من السكان ليست صحيحة بشكل قاطع”.
إهمال الموازنة من قبل صانعي السياسات لأمان طهران
وحول مستوى استعداد منظمة إدارة الأزمات لمواجهة الزلزال المحتمل، قال نصيري: “لم يتم إجراء دراسة جديدة حول هذا الموضوع ولا يمكن تقديم رقم دقيق؛ لكن مستوى الاستعداد قد ارتفع من أقل من 10% في العقد الماضي إلى حوالي 50%. لذلك، تم إحراز تقدم ملحوظ، علما أن الوضع لا يزال بعيدًا عن الوضع المثالي”.
وأضاف: “عدم تخصيص موازنة لتحسين أمان مدينة طهران في خطط الموازنة السنوية للبلاد والإهمال في مسألة تحسين الأمان في طهران ومدن أخرى في البرنامج السابع للتنمية، يظهر بوضوح أن صانعي السياسات لم يتوصلوا بعد إلى الفهم المناسب لضرورة الاستعداد لمواجهة الزلازل”.
وأشار رئيس منظمة الوقاية وإدارة الأزمات في طهران إلى إحدى الإجراءات الهامة التي تم تنفيذها لإدارة الأزمات بعد الزلزال المحتمل في طهران، وهي بناء 186 خزانًا معدنيًا لتوفير المياه، وقال: “عدد هذه الخزانات كان أقل من 40 في الفترات السابقة؛ لكن بالتعاون مع مجلس مدينة طهران وشركة المياه والصرف الصحي، تم زيادة عدد هذه الخزانات إلى 186، وما زال البناء مستمرًا. الهدف من بناء هذه الخزانات هو توفير المياه الصالحة للشرب لكل فرد لمدة 3 أيام في حال حدوث زلزال”.
كما أشار نصيري إلى جهود إيران للانضمام إلى مجموعة الاستشارة الدولية للبحث والإنقاذ التابعة للأمم المتحدة، وقال: “نحن في مرحلة التدريب للانضمام إلى هذه المجموعة، وقد تم اختيار روسيا كمدرب لإيران في هذا المجال، وقد سافرت فرق للتدريب إلى هناك”.