اجتماع أمني وتدابير استثنائية ليوم تشييع نصر الله وصفي الدين في لبنان

عُقد اجتماع أمني برئاسة الرئيس جوزاف عون، بحث الأوضاع الأمنية في البلاد، وتطرّق إلى الإجراءات المتخذة لمواكبة تشييع الأمينين العامين السابقين لحزب الله حسن نصر الله وهاشم صفي الدين يوم الأحد، 23 فبراير/ شباط الحالي.

ميدل ايست نيوز: عُقد اجتماع أمني في قصر بعبدا الرئاسي في لبنان، اليوم الجمعة، برئاسة الرئيس جوزاف عون، بحث الأوضاع الأمنية في البلاد، وتطرّق إلى الإجراءات المتخذة لمواكبة تشييع الأمينين العامين السابقين لحزب الله حسن نصر الله وهاشم صفي الدين يوم الأحد، 23 فبراير/ شباط الحالي.

وقال مصدر في قصر بعبدا لموقع “العربي الجديد“، إنّ “التنسيق واسع وشامل بين مختلف الأجهزة الأمنية لضمان الأمن والاستقرار يوم الأحد، خصوصاً في ظلّ المعلومات التي تتحدث عن مشاركة كثيفة وحاشدة من وفود شعبية ورسمية من لبنان ودول العالم”.

ولفت المصدر نفسه إلى أنّ “الإجراءات تضمّنت تدابير السير الاستثنائية المتخذة في المنطقة، حيث مكان التشييع، والمواقع المحيطة، إلى جانب الانتشار الكثيف لعناصر الجيش والقوى الأمنية”، مشيراً إلى أنّ “الأمن يبقى أولوية، ونتمنى على جميع المشاركين في التشييع عدم إطلاق النار وعدم الإخلال بالأمن”.

أمنياً أيضاً، أصدر وزير الدفاع الوطني ميشال منسى قراراً بتجميد مفعول تراخيص حمل الأسلحة على كافة الأراضي اللبنانية اعتباراً من يوم السبت 21 فبراير إلى غاية 25 منه، مع استثناء تراخيص حمل الأسلحة التي تندرج تحت صفة دبلوماسية، وصفة خاصة الممنوحة لمرافقي الوزراء والنواب الحاليين والسابقين، ورؤساء الأحزاب، ورؤساء الطوائف الدينية، عندما يكونون برفقة الشخصية فقط، وتلك الممنوحة لموظفي السفارات الأجنبية.

وبحسب معلومات “العربي الجديد”، فإنّ الرئيس جوزاف عون لن يشارك شخصياً في مراسم التشييع، بل سيكون هناك ممثل له، علماً أنّ القرار لم يتخذ بعد بشأن مشاركة رئيس البرلمان نبيه بري شخصياً أم لا، وهناك بحث أيضاً في احتمال إرسال ممثل عن الرؤساء الثلاثة، عون وبري ونواف سلام، مع الإشارة إلى أنّ انتقادات حادة وُجهت إلى عون وسلام بمجرد انتشار أنباء مشاركة ممثلين عنهما في المراسم، باعتبار أن ذلك يشرّع وجود حزب الله في هذه المرحلة الدقيقة، والذي تعتبره القوى المعارضة “تنظيماً غير شرعي ومسلح”.

ومن بين الأحزاب اللبنانية التي أعلنت مشاركتها الحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط، الذي دعا أيضاً اللبنانيين إلى لحظة وطنية في يوم التشييع، والحزب السوري القومي الاجتماعي، وحركة أمل برئاسة نبيه بري، والحزب الديمقراطي اللبناني برئاسة طلال إرسلان، والأحزاب التي تدور في محور المقاومة.

ومن المرتقب أيضاً أن يحضر التيار الوطني الحر، علماً أنه لم يحسم بعد مسألة مشاركة رئيسه النائب جبران باسيل في التشييع من عدمه، وكذلك بالنسبة إلى الرئيس السابق ميشال عون، الذي أكدت أوساطه أنه سيشارك في حال سنحت ظروفه الصحية بذلك، مع الإشارة إلى الاتفاق الكبير الذي عقد بين عون ونصر الله لسنين طويلة، منذ فبراير 2006، قبل انتكاس التحالف بعد عام 2021، وصولاً إلى إنهائه.

في المقابل، اعتذر تيار المستقبل برئاسة سعد الحريري عن الحضور، كما تبحث مرجعيات سياسية ودينية إمكان إرسال ممثلين عنها أو حضورها شخصياً، من دون حسم الموضوع بعد، علماً أن الدعوات كانت واسعة جداً، وقد شملت أيضاً البطريرك الماروني بشارة الراعي، باستثناء القوى ذات الخطاب المعارض الحاد بوجه حزب الله، منها القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع.

ولم يعلن حزب الله بعد عن الوفود الرسمية التي ستشارك في مراسم التشييع، مكتفياً بإشارة المنظمين إلى الدول التي أحصِيَت مشاركتها، وهي 79 من مختلف أنحاء العالم، سواء شعبياً أو رسمياً، بيد أنّه بحسب المعلومات، فإنّ أعداداً كبيرةً من الوفود الشعبية والرسمية ستصل إلى لبنان من إيران عبر العراق، وكذلك من الأخيرة بالدرجة الأولى، ودول أخرى، وقد بدأت تذاكر الطيران بالنفاد. وتبعاً للمعلومات من مصادر في مطار بيروت، فإن “الرحلات الجوية من بغداد إلى بيروت ارتفعت في الأيام القليلة الماضية، وباتت شبه مكتملة حتى يوم الأحد، وذلك من أجل المشاركة في التشييع”.

في سياق آخر، أجرى فريق إيراني زيارة إلى مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت، لمتابعة التحضيرات النهائية لمراسم التشييع، واطلع من المنظمين على الترتيبات اللوجستية والتنظيمية المتخذة لضمان حسن سير المراسم، وذلك بحسب إعلان للسفارة الإيرانية في بيروت.

وتنطلق مراسم تشييع الأمينين العامين السابقين لحزب الله في مدينة الرئيس كميل شمعون الرياضية في بيروت عند الساعة الواحدة ظهراً بالتوقيت المحلي، حيث سيستمرّ برنامج التشييع نحو ساعة، على أن يلقي بعد ذلك الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم كلمة تأبينية، يعقبها أداء صلاة الجنازة، ثم تنطلق مسيرة التشييع إلى أماكن الدفن.

ويستوعب ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية حوالي 55799 كرسياً على صعيد المدارج، فهو يُعدّ من أكبر الملاعب في لبنان، بينما يستوعب الملعب ما بين 15 و20 ألف كرسي. كما يمتدّ الملعب على مساحة 50000 متر مربع مع مساحة 77000 متر مربع من الأسطح المغطاة وسبعة كيلومترات من الأسوار. بالإضافة إلى موقف للسيارات بمساحة 600 متر مربع بني تحت الملعب، وآخر بمساحة 20000 متر مربع خارجها. واستُحدث موقع في قطعة أرض تقع بين الطريقين المؤديين إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت لدفن نصر الله، بعدما كان قد دُفن مؤقتاً وديعةً في مكان سري منذ استشهاده في 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، في حين سيُدفن صفي الدين، الذي اغتيل في 3 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في مسقط رأسه في بلدة دير قانون النهر في الجنوب اللبناني.

واختار حزب الله شعار “إنا على العهد”، ما يعني “أننا متمسكون حتى الرمق الأخير بأمانة السيد”، معتبراً أنّ يوم التشييع هو “يوم تأبين لقائد المستضعفين في مواجهة المستكبرين، ولشهيد الإنسانية في مواجهة الإمبريالية”. في هذا الإطار، أعلن رئيس اللجنة التنظيمية لمراسم تشييع نصر الله وصفي الدين حسين فضل الله، اليوم الجمعة، أنّ رئاستي الجمهورية والبرلمان أكدتا المشاركة يوم الأحد، مشدداً على أنّ 23 فبراير “موعد لن ينساه أحرار العالم”.

ونفى فضل الله ما يجري التداول به حول أن هناك بطاقات للدخول إلى الملعب أو أسعار حدّدت لأجل ذلك، متوقفاً عند الإجراءات التنظيمية ومسارات الحشود والترتيبات النهائية للمراسم، خصوصاً في ظلّ حضور وفود إعلامية وسياسية وشعبية ودبلوماسية من لبنان ودول عربية وأجنبية عدة، وقال: “هناك مسارات للقادمين من المناطق مع 50 موقفاً للسيارات. ستُنشر شاشات لعرض المراسم في كل الطرقات، ويمكن لمن يصل إلى الباحة القريبة أن يتابع عبرها، ونحن في أعلى درجات الجهوزية لاستقبال الحشد المهيب”. واتُخذت سلسلة إجراءات أعلن عنها في وقتٍ مبكرٍ ربطاً بيوم التشييع، وخصوصاً تلك المتعلقة برحلات الطيران.

ومن أبرز الإجراءات التي اتُخذت، ومنها ما قد يكون غير مسبوق بالتزامن مع حدث لبناني أو مراسم تشييع، إعلان المديرية العامة للطيران المدني أن مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت سيقفل أبوابه يوم الأحد، ويوقف حركة الإقلاع والهبوط منه وإليه من الساعة 12 ظهراً وحتى الرابعة من بعد ظهر اليوم نفسه، أي لأربع ساعات.

في الإطار نفسه، أعلنت شركتا “إير فرانس” وطيران الإمارات إلغاء رحلاتهما إلى لبنان في التاريخ نفسه. كما دعت السفارة الأميركية في بيروت مواطنيها في لبنان إلى تجنّب التوجّه إلى منطقة بئر حسن بالقرب من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بالتزامن مع التشييع.

 

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة عشر − 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى