إيران.. نسبة الممرضين دون نصف الحد الأدنى القياسي
تشير الإحصائيات المقدمة من خبراء وزارة الصحة الإيرانية إلى أن عام 2024 شهد أكبر عدد من التجمعات الاحتجاجية للممرضين/ات.

ميدل ايست نيوز: تشير الإحصائيات المقدمة من خبراء وزارة الصحة الإيرانية إلى أن عام 2024 شهد أكبر عدد من التجمعات الاحتجاجية للممرضين/ات من حيث العدد. ومن بين هذه الاحتجاجات، كانت هناك مظاهرات أمام مبنى محافظة خراسان في مشهد، وكذلك احتجاجات داخل مستشفى ميلاد في طهران، وهي مجرد أمثلة على موجة الاحتجاجات المستمرة.
ومنذ مارس 2024، تم تسجيل أكثر من 50 حالة احتجاج للقوى العاملة في قطاع التمريض الإيراني في مختلف المحافظات حتى منتصف فبراير الجاري. لم يكن الاستغناء عن المناوبات سلوكًا معتادًا في احتجاجات الممرضين سابقًا، لكن في عام 2024، قدم مسؤولو العلاج في منظمة التأمين الاجتماعي ووزير الصحة وعودًا متعددة بشأن تعديل تعرفة الخدمات العلاجية للممرضين، وهي وعود لم تتحقق حتى الآن.
وفي يناير من هذا العام، لقي شاب يبلغ من العمر 17 عامًا مصرعه في أحد مستشفيات غرب طهران، حيث تعرض للطعن من قبل لصوص، لكنه توفي في قسم الطوارئ بسبب نقص الكادر الطبي وعدم تلقي الرعاية اللازمة في الوقت المناسب. هذه الحادثة ليست سوى مثال بسيط على أزمة نقص الكوادر الصحية، وخاصة الممرضين وفنيي الطوارئ، وهي قضية يجب على المسؤولين التعامل معها بجدية.
محمد شريفي مقدم، الأمين العام لـ”بيت التمريض” والناشط في مجال حقوق الممرضين، تحدث عن هذه الاحتجاجات قائلًا: واقع الأمر أن قطاع التمريض في البلاد يعاني من توتر مستمر منذ سنوات. وأضاف: السياسات التي تتبعها الحكومة في إدارة النظام الصحي تدفع الممرضين إلى الاحتجاج، حيث تُعد التجمعات الاحتجاجية أقل الأشكال ضررًا، بينما يكون البديل الأسوأ هو الهجرة الجماعية للممرضين من هذه المهنة أو العمل في الخارج، وهذان الاتجاهان تضاعفا بشكل كبير خلال العام الماضي.
وأشار إلى أن السبب الرئيسي وراء هذا النزوح الجماعي هو فقدان الأمل لدى الممرضين في تحسين أوضاع الموارد البشرية، وإصلاح نظام التعرفة للخدمات التمريضية، وتحسين مستوى المعيشة. كما أوضح أن لا توجد إحصائيات دقيقة حول عدد الممرضين الذين غادروا القطاع، كما أن الجهات المعنية لا تعلن أي أرقام رسمية.
وأكد شريفي مقدم أن المستشفيات الحكومية والجامعية، وحتى تلك التابعة لمنظمة التأمين الاجتماعي، تعاني من نقص حاد في عدد الممرضين، وهو نقص لا يشبه الأزمات الأخرى في البلاد، بل يؤدي بشكل مباشر إلى فقدان الأرواح.
وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية توصي بوجود 3 ممرضين على الأقل لكل 1000 نسمة، وإذا انخفض هذا المعدل عن الحد الأدنى، فسنشهد زيادة في معدل وفيات المرضى، مضيفًا أن إيران سجلت في السنوات الأخيرة معدلًا دون الحد الأدنى القياسي، إذ يوجد أقل من 1.5 ممرض لكل 1000 نسمة.
وأضاف الأمين العام لـ”بيت التمريض”: في دول الشرق الأوسط، يعمل الممرضون برواتب تصل إلى 2000 دولار، بينما في إيران، حتى مع العمل الإضافي، لا يتجاوز راتب الممرض 200 دولار.
وأكد شريفي مقدم أنه رغم النقص الحاد في أعداد الممرضين في طهران وبعض المحافظات المحرومة، فإن أكثر من 50 ألف ممرض، معظمهم من النساء، عاطلون عن العمل، رغم أن الدولة أنفقت ميزانيات كبيرة على تدريبهم، في حين يعرب المسؤولون عن قلقهم بشأن بطالة النساء.