خبير إيراني: خطط ترامب تجاه إيران تعني فعليا نهاية مسار المفاوضات
قال خبير في شؤون الشرق الأوسط أن العديد من الدبلوماسيين اليوم في إيران أصبحوا معزولين بسبب التحليلات السطحية والمتكررة، وأصبحت هذه التحليلات هي السائدة.

ميدل ايست نيوز: قال رئيس لجنة الأمن القومي السابقة في الدورة العاشرة للبرلمان الإيراني والخبير في شؤون الشرق الأوسط أن العديد من الدبلوماسيين اليوم في إيران أصبحوا معزولين بسبب التحليلات السطحية والمتكررة، وأصبحت هذه التحليلات هي السائدة.
وتحدث حشمت الله فلاحت بيشه، لوكالة إيلنا، حول تحديد السعودية كوسيط بين إيران والولايات المتحدة والافتراضات التي تجوب الأوساط هذه الأيام بشأن مستقبل السياسة الخارجية الإيرانية: أنا أعتقد أن دول المنطقة، أكثر من كونها تبحث عن الوساطة، هي تسعى إلى دفع الشر. بمعنى أن هذه الدول قلقة من أنه إذا نشبت حرب في المنطقة، فإن مصالحها ستكون مهددة. لأن التجارب السابقة أظهرت أن الحروب التي نشأت قد أثرت عمليًا على الممرات المائية في المنطقة، وإذا لم تكن إيران الطرف الرئيسي في الحرب، فإن تبعاتها تطال الدول الأخرى أيضًا. أما إذا كانت إيران طرفًا في الحرب، فإن هذا سيشكل قلقًا جديًا لدول جنوب الخليج، خاصة السعودية.
وتابع قائلاً: الخطط التي قدمها السيد ترامب لإيران كانت تعني فعليًا إنهاء أي نوع من المفاوضات في هذا المجال، لأنه لم يكن هناك اقتراح يمكن التفاوض بشأنه. خاصة أن العلاقات بين إيران وأمريكا أصبحت شديدة الأيديولوجية، والتحدي بين البلدين أصبح أيديولوجيًا بدرجة كبيرة. من بين خطوط الصدع التي أنشأها ترامب، يبدو أن الخط الوحيد الذي لا يمكن ترميمه هو الخط الفاصل بين إيران وأمريكا. السبب في ذلك هو أن كلا الطرفين يرى القضية من زاوية أيديولوجية، خاصة مع دخول لاعب جديد اسمه إسرائيل إلى المعادلة، الذي لا يقبل بأقل من الحرب، مما جعل التحديات في المنطقة أكثر تعقيدًا.”
وأشار الخبير في الشؤون الدولية إلى أن دول المنطقة، مقارنة بالولایئ الأولى لترامب، تسعى الآن لتخفيف التوترات بين إيران وأمريكا، وقال: في ولایة ترامب الأولى، كانت بعض الدول الإقليمية، وخاصة السعودية، منزعجة من دخول إيران في فترة تخفيف التوتر خلال عهد الاتفاق النووي، لأن اهتماماتها لم يتم مراعاتها في المفاوضات بين إيران والغرب. لكن الآن، أعتقد أن هذا العامل يمكن أن يساعد في التحكم في التوترات، لأن السعودية ودولًا أخرى تسعى إلى تجنب التوترات الحالية. كما طلبت السعودية من أمريكا أن توفر لها غطاء مشابه للمادة 5 من ميثاق الناتو، مما يعني أن الهجوم على أراضي السعودية يعتبر هجومًا على أراضي أمريكا والناتو. لكن على الرغم من توقيع اتفاق بقيمة 500 مليار دولار بين ترامب والسعودية في الماضي، إلا أنه عندما تعرضت آرامكو للهجوم، لم تقدم أمريكا أي مساعدة للسعودية.
وأكد الخبير في شؤون الشرق الأوسط قائلاً: “أعتقد أن السعودية الآن لديها مطالب، في مقدمتها هذا الغطاء الدفاعي من المادة 5 من الناتو. يمكن أن يعزز هذا الدبلوماسية، لأن ترامب نفسه يعلم أنه إذا ترك قضية إيران فقط لإسرائيل، ستتأثر العلاقات الأمريكية مع الدول العربية، وستتحول القضية نحو الحرب، وهو ما يعني تقليص الأسس الأمنية اللازمة للتعاون بين أمريكا والدول العربية.”
واستعرض فلاحت بیشه تصريحات وزير الخارجية الأخيرة حول دول منطقة الخليج وقال: السيد عراقجي صرح مؤخرًا بأن الخليج إما أن يكون آمنًا للجميع أو غير آمن. أعتقد أن هذا الموضوع قد يضعف الجهود الوساطية في المنطقة. هذه هي القدرات التي يجب أخذها في الاعتبار في الدبلوماسية. للأسف، في النظرة العامة، تم تجاهل جميع هذه القضايا. قبل أي شيء، القضية التي يتم تجاهلها في إيران هي احتمال التواطؤ بين روسيا وأمريكا بشأن إيران.
وأشار قائلاً: كنت قد توقعت أنه رغم أن إحياء الاتفاق النووي قد تم التضحية به من أجل حرب أوكرانيا، إلا أن التواطؤ الأسوأ سيكون عندما تصبح إيران ضحية للسلام في أوكرانيا. بمعنى آخر، قد تكون إيران ضحية للسلام. أعتقد أن الروس لا يرون في إيران أكثر من مجرد ورقة لعبة. لذا، يجب الانتباه إلى جميع هذه الجوانب وليس التحليلات السطحية. أصبح العديد من الدبلوماسيين اليوم في بلادنا معزولين بسبب التحليلات السطحية والمتكررة، وأصبحت التحليلات السطحية والمتكررة هي السائدة.