من الصحافة الإيرانية: هل تتمكن إيران من استغلال “الفجوة” الحاصلة بين أميركا وأوروبا؟

أحدث تصرف ترامب الأحادي في أزمة أوكرانيا إرباكا في أوروبا، لدرجة دفعت ماكرون للتخطيط للسفر إلى واشنطن ليحذر ترامب بشأن تداعيات هذا الانقسام.

ميدل ايست نيوز: أحدث تصرف ترامب الأحادي في أزمة أوكرانيا إرباكا في أوروبا، لدرجة دفعت ماكرون للتخطيط للسفر إلى واشنطن ليحذر ترامب بشأن تداعيات هذا الانقسام. فهل يمكن لإيران، التي تستعد لجولة جديدة من المفاوضات مع أوروبا، الاستفادة من هذه الفجوة؟

في أعقاب وساطة الرياض لعقد مفاوضات سلام بشأن أوكرانيا في العاصمة السعودية وتجاهل دور وأطراف أوكرانيا وأوروبا، بات الخلاف بين ضفتي الأطلسي أكثر وضوحًا من أي وقت مضى. وفي هذا السياق، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنه سيتوجه إلى واشنطن في محاولة لإقناع ترامب بأن مصالحه تتماشى مع مصالح حلفائه الأوروبيين. وقال ماكرون إن هذا النهج سيجعل التعامل مع إيران والصين أكثر صعوبة.

هذه القضية تذكرنا بفترة انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في مايو 2018، ما دفع الترويكا الأوروبية إلى اتخاذ مسار مختلف عن واشنطن في تعاملها مع إيران. وعلى الرغم من الخلافات بين طهران والعواصم الأوروبية، فإن فكرة تكرار تجربة 2017-2019 تبدو بعيدة عن الواقع، لكن طهران تسعى للاستفادة القصوى من هذه الخلافات.

في هذا الإطار، أعلن مجيد تخت روانجي، مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، عن رغبة طهران وثلاث دول أوروبية في المضي قدمًا في المفاوضات، وقال: نحن الآن في مفاوضات مع الدول الأوروبية وهناك أطر وتوجيهات نقوم بالعمل وفقًا لها لتحقيق اتفاق مشترك.

وفي جزء آخر من المقابلة حول مسألة التفاوض مع الولايات المتحدة، قال: حدد قائد الثورة الإطار العام في مسألة التفاوض مع أمريكا ونحن ملتزمون به.

هل هي فرصة لإيران؟

وحول ما إذا كان بإمكان إيران استغلال الخلافات بين بوكسل وواشنطن، قال مرتضى مكي، الخبير في الشؤون الأوروبية لصحيفة “دنياي اقتصاد“: دائمًا ما يمكن أن تخلق الفجوات والخلافات بين القوى الإقليمية والدولية فرصًا لدول أخرى. لكن حجم ونجاح هذه السياسة يعتمد على نوع وحجم الخلافات بين القوى.

وتابع مكي: الغزو الروسي روسيا لأوكرانيا والتحالف بين الحكومات الأوروبية وأمريكا ضد روسيا أتاح فرصة للدول النفطية والاقتصادات الصاعدة مثل الهند وإندونيسيا، حيث حاول البعض منهم، رغم علاقاتهم الاستراتيجية مع أمريكا، الاستفادة القصوى من هذه الفرصة الاقتصادية في إطار مصالحهم. هذه الفرصة قد تتيح لإيران الخروج من عزلة الوضع الحالي.

وأشار مكي إلى أن الخلاف العميق بين أمريكا وأوروبا في فترة ولاية ترامب الأولى حول الاتفاق النووي قد أدى إلى أن تختار الدول الأوروبية مسارًا مختلفًا في التعامل مع إيران. وأضاف: على الرغم من أن الحكومات الأوروبية لم تتمكن من تأمين المصالح الاقتصادية لإيران للاستفادة من الاتفاق النووي، إلا أن إرادتها السياسية كانت الحفاظ على الاتفاق، ووقفت في مجلس الأمن مرتين ضد قرارات أمريكا ضد إيران.

وأوضح الخبير: لكن في ولاية ترامب الثانية، ومع التطورات السياسية والإقليمية والعالمية المختلفة، والتوتر العميق والواسع بين طهران وبروكسل وتجاوز البرنامج النووي الإيراني؛ فهم غير راضين عن مواقف إيران وتعاونها مع روسيا، ويرون ذلك تهديدًا لأمن أوروبا. وفيما يتعلق بغزة، فقد وضعوا دعم إيران لمحور المقاومة شرطًا مسبقًا للتفاوض.

وأضاف: نظرًا لأن معظم العقوبات على إيران فرضتها أمريكا، والولايات المتحدة هي التي يجب أن تتخذ القرار والإرادة لرفعها، فإن أوروبا يمكنها فقط أن تكون قناة اتصال بحيث تتمكن إيران من تقليل أقصى ضغوطات التعاون مع الوكالة والحكومات الأوروبية ومنع تفعيل آلية الزناد.

وأشار مكي إلى القيود التي تواجه اتباع هذه السياسة: تبقى أقل من 9 أشهر على انتهاء مدة القرار 2231، وإذا أرادت أوروبا الوقوف ضد أمريكا في قضية الاتفاق النووي، فإنها ستفقد الفرصة الأخيرة لاستخدام العقوبات للضغط على إيران.

وأكد خبير الشؤون الأوروبية في الختام أن طهران يجب أن “تواصل المفاوضات مع أوروبا لخفض التوترات وأن تستخدم جميع القنوات المتاحة مثل قطر وعمان والعراق للتواصل مع أمريكا بهدف التفاوض بشرف وحكمة. صحيح أن المرشد حظر التفاوض مع أمريكا، ولكن إذا تم التفاوض بعزة وكرامة، فإن هذه القنوات يمكن أن تفعّل بشكل أكثر جدية.”

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

16 − ثمانية =

زر الذهاب إلى الأعلى