صحيفة إيرانية: لدينا فرصة كبيرة للتفاوض بقوة وبيد عليا
تمتلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجربة واضحة ومفيدة في مجال التفاوض مع حكومات مختلفة، سواء كانت متخاصمة أو غير متخاصمة، وحتى في ظروف الحرب.

ميدل ايست نيوز: كتبت صحيفة “جمهوري إسلامي” إن الأوضاع الحالية في إيران والمنطقة والعالم تقتضي أن يتم أخذ بعض النقاط بعين الاعتبار.
1- تعتبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية، من حيث القدرات الذاتية في جميع المجالات، القوة الكبرى في المنطقة وواحدة من القوى العالمية البارزة. من هنا، يمكن أن تدرس إيران وساطة قطر وعمان والسعودية وبعض الدول الأخرى من حيث المبدأ في مسألة الدخول في المفاوضات، وتقبل الموضوع الأساسي، ولكن لا داعي لأن تلعب هذه الدول دورًا في المراحل التنفيذية للمفاوضات. إن إجراء المفاوضات بدون وساطة هو أكثر فائدة من جوانب متعددة، فإيران، بفضل منطقها القوي وقواها ذات الخبرة وامتلاكها للموارد الذاتية، لديها الإمكانية العالية للدفاع عن مصالحها الوطنية وتأمين حقوق الشعب. يجب الاستفادة من هذه الفرصة التي تتيح لإيران التفاوض بقوة ويدٍ عليا. كما في الحالات السابقة التي دخلت فيها إيران في مفاوضات مع دول أخرى، لم نواجه أي خسارة، بل تم اتخاذ خطوات مفيدة في سبيل إزالة المخاطر وجذب المصالح للبلاد.
2- تمتلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجربة واضحة ومفيدة في مجال التفاوض مع حكومات مختلفة، سواء كانت متخاصمة أو غير متخاصمة، وحتى في ظروف الحرب. وقد كانت هذه التجارب مفيدة عمومًا للبلاد وجلبت منافع كبيرة للشعب. أحد أبرز الأمثلة هو التفاوض مع صدام حسين الذي ارتكب أكبر الجرائم ضد بلادنا، حيث قتل مئات الآلاف من أفضل شبابنا وتسبب في خسائر جسيمة، ولكن بعد مرور 8 سنوات من الحرب، دخلنا في مفاوضات معه، وحققنا العديد من المنافع لبلادنا. لماذا لا نستفيد من هذه التجارب القيمة للتفاوض مع دول أخرى؟ المفاوضات الوحيدة التي يُحظر الدخول فيها هي مع الكيان الصهيوني، الذي هو كيان مزيف وغير شرعي. من الجدير بالذكر أن حركة حماس التي كانت تحت ضربات هذا الكيان الإجرامي لمدة 16 شهرًا، وقدمت أكثر من 50 ألف شهيد، ودُمرت 80% من منازل غزة بسبب جرائم الصهاينة، قد تفاوضت مع هذا الكيان، وهي الآن في عملية تبادل أسرى، وقد حققت العديد من الفوائد من هذه المفاوضات لصالحها ولصالح الشعب الفلسطيني.
3- إذا تم التدقيق في الوضع الإقليمي بعد تطورات سوريا، مع الأخذ في الاعتبار المعلومات خلف الكواليس، سنرى صورة تختلف عن تلك التي تظهر لنا في العلن. هناك منافسة شديدة بين دول المنطقة بشأن تشكيل مستقبل سوريا، وقد تم إبعاد إيران عن هذه المنافسة. حان الوقت لأن نتخلى عن العديد من القضايا الرئيسية وأن نلعب دورًا في منع تشكيل الوضع الإقليمي الذي يتناقض مع مصالحنا الوطنية وأمن منطقة الشرق الأوسط.
4- حان الوقت ليتوجه حكامنا إلى الشؤون الداخلية في بلادنا بعناية خاصة. اعترفوا أنه بسبب الانشغال الكبير بالقضايا الخارجية لفترة طويلة، تم إغفال الاهتمام بالشؤون الداخلية، خصوصًا الوضع المعيشي للشعب الإيراني. لا تنسوا أبدًا هذه الحقيقة الأساسية: أن قوة الحُكم تأتي من الداخل ومن خلال كسب رضا الشعب عبر تأمين رفاههم المادي وحقوقهم المدنية. إن الإمكانيات الدفاعية وغيرها من القدرات المادية ستكون ذات فاعلية فقط عندما تكون مدعومة بشعب قوي. النظام سيكون قويًا عندما يكون مدعومًا من الشعب. اعترفوا أن الأولوية الحالية يجب أن تكون للداخل ولرعاية الشعب. من خلال اتباع هذه الأولوية، ستزداد قوة النظام، ومن خلال ذلك، سيتمكن النظام من كسر صلابة أعدائه الأقوياء.