عام 2025: نقطة تحول حاسمة لإيران وسط التحولات الإقليمية والدولية
يرى المراقبون أن العام الإيراني المقبل والذي يبدأ منتصف مارس القادم سيكون نقطة تحول بالنسبة لإيران.

ميدل ايست نيوز: نظرًا لمجموعة التطورات والأحداث التي جرت في العام الإيراني الجاري، يبدو أن السنة المقبلة ستتأثر بما حدث في الماضي وستكون سنة صعبة في جميع المجالات الداخلية والإقليمية والدولية. ومن هنا، يرى المراقبون ومن لديه نظرة أقل تفاؤلا بشأن التطورات المقبلة، أن العام الإيراني المقبل والذي يبدأ منتصف مارس القادم سيكون نقطة تحول بالنسبة لإيران.
وفي هذا السياق، أكد مهدي مطهر نیا، أستاذ الجامعة والمحلل السياسي، أن عامي 2025-2026 سيكونان فترة فاصلة حاسمة لاستقرار النظام العالمي الجديد وبدء القرن العسكري – الأمني من عام ۲۰۳۰، حيث سيظهر النظام العالمي الجديد بشكل كامل في المنطقة والعالم.
وأضاف: بغض النظر عما سيحدث في عام 2025، فإن ما سيحدث بالتأكيد هو أن هذا العام سيكون عام الانتقال. بمعنى أنه لم يعد بإمكان طهران أن تتصور أنها تستطيع إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه في السنوات والعقود الماضية، وأنه من الخطأ أن يعتقد البعض أنه إذا اجتازت طهران “مضيق 2025″، يمكنها الاستمرار في مسارها. هذا السيناريو غير صحيح تمامًا.
وأوضح هذا الخبير السياسي قائلاً: إن الولايات المتحدة لديها ثلاث خطوات جدية للانتقال من الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والتركيز على احتواء الصين. أولًا: إدارة وحل قضية الأنشطة النووية والصاروخية ونفوذ إيران الإقليمي بهدف الحفاظ على أمن إسرائيل والدول الحليفة. ثانيًا: إعادة تعريف هندسة القوة في الطبقات الأدنى فيما يتعلق بمنطقة غرب آسيا والدول العربية المطلة على الخليج. ثالثًا: خروج إسرائيل من العزلة الدبلوماسية ومحاولة توسيع علاقاتها مع الدول المحيطية.
وأضاف: تتمتع إيران بقوة كبيرة في التأثير على مسار النظام العالمي الجديد. لهذا السبب، فإن طهران في مسار إما أن تصبح حليفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة، أو ستكون الضحية الكبرى. بمعنى أن الولايات المتحدة في استراتيجيتها الكبرى تعتبر إيران حليفًا استراتيجيًا لإنشاء “قفل” يمتد من الشرق الأوسط إلى آسيا الوسطى ومن ثم إلى شرق آسيا بهدف احتواء الصين.
وحول أفضل حل لتجاوز هذا النظام بأقل تكلفة لإيران، قال مطهر نیا: الآن بعد أن أصبح التصدي للصين هو مبدأ السياسة الخارجية الأمريكية، ومن المتوقع أن يبدأ فصل جديد في تنافس القوى العظمى، يجب ألا تظن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أنها تستطيع ضمان مصالحها فقط من خلال التبعية التامة للصين وروسيا. يجب أن نصل إلى قناعة بأن أفضل مصالحنا وأكبرها تكمن في إقامة علاقات مع جميع الدول، وخاصة القوى العظمى، بشكل متوازن ومتوازي. إيران ليست مضطرة للانضمام إلى أي معسكر من القوى العظمى سواء في معسكر الغرب أو الشرق لكي تحقق مصالحها في هذه التوترات. بل يمكنها من خلال المرونة السياسية والحكمة الدبلوماسية أن تحقق أكبر قدر من المنافع من خلال إقامة علاقات مع جميع الأطراف. بالتأكيد، إن أي قرار للانحياز إلى أحد القوى العظمى في معسكر الشرق أو الغرب سيؤدي إلى حرمان إيران من العديد من المنافع الأخرى من الأطراف المقابلة.