ما وراء الستار.. ما الذي يحمله “لافروف” في جعبته خلال زيارته القادمة إلى إيران؟
على الرغم من أن زيارة لافروف إلى إيران لا ترتبط مباشرة بمفاوضات الرياض، لكن من المحتمل أن تتم مناقشة تطورات العلاقات الدولية وآثارها على السياسات الداخلية والخارجية الإيرانية خلال لقاءاته مع المسؤولين الإيرانيين.

ميدل ايست نيوز: وفقًا للتقارير الواردة، من المقرر أن يقوم سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، بزيارة إلى إيران يوم الثلاثاء المقبل. وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن لافروف سيزور طهران في الأيام المقبلة للقاء نظيره الإيراني والتباحث حول العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية.
وقال إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، في تصريحات له: هذه الزيارة تأتي في إطار المشاورات المستمرة بين إيران والاتحاد الروسي بشأن العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية. وأضاف: خلال هذه الزيارة، سيلتقي لافروف بالإضافة إلى وزير الخارجية الإيراني ببعض المسؤولين رفيعي المستوى في البلاد.
وفي أعقاب نشر تقارير حول زيارة وزير الخارجية الروسي إلى إيران، أكد كاظم جلالي، سفير إيران في روسيا، في اتصال هاتفي مع وكالة إيسنا، هذا الخبر، موضحًا أن هذه الزيارة ستكون يوم واحد، حيث سيجري لافروف خلال هذه الزيارة مشاورات مع عباس عراقجي حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية. وحسب بعض المصادر، من المتوقع أن يزور لافروف تركيا في بداية هذا الأسبوع قبل توجهه إلى طهران.
الحوار بين أمريكا وروسيا وتأثيره على إيران
وتأتي زيارة لافروف إلى إيران في وقت تجري فيه محادثات بين أمريكا وروسيا من أجل تطبيع العلاقات، والتي تستضيفها الرياض. وعلى الرغم من أن زيارة لافروف إلى إيران لا ترتبط مباشرة بهذه المفاوضات، فمن المحتمل أن تتم مناقشة تطورات العلاقات الدولية وآثارها على السياسات الداخلية والخارجية الإيرانية خلال لقاءاته مع المسؤولين الإيرانيين. في الواقع، قد تطلب روسيا من إيران أن تتخذ مواقف أكثر تنسيقًا في مواجهة الضغوط الأمريكية والغربية.
هل تسعى موسكو للوساطة بين ترامب وطهران؟
وتجري زيارة لافروف إلى طهران في وقت تحدث فيه محللون روس عن إمكانية أن تكون المحادثات بين ترامب وروسيا حول أوكرانيا تمهيدًا لتحدٍ أكبر للرئيس الأمريكي، وهو إيران. قد يبدو هذا غير ممكن، لكنه الطريق الذي قد تسلكه إدارة ترامب لحل واحدة من أقدم القضايا في السياسة الخارجية الأمريكية، التي أربكت الحكومات الأمريكية المتعاقبة منذ الثورة الإيرانية.
واقترح المحلل السياسي المقيم في موسكو، مالك دوداكوف، أن “على إدارة ترامب أن تسعى للحصول على مساعدة دبلوماسية من روسيا لتسهيل الحوار مع إيران، خاصة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية بعد المفاوضات الأمنية الأخيرة بين أمريكا وإسرائيل في تل أبيب ومحاولة حكومة نتنياهو لزيادة الضغط على طهران”.
ويرى دوداكوف أنه “إذا دخل ترامب من زاوية مختلفة وطلب مساعدة روسيا في المفاوضات مع طهران، قد يتم فتح المجال للحوار”. وأكد أنه في حال سعي أمريكا لتحقيق اتفاق شامل في الشرق الأوسط، يمكن لروسيا أن تلعب “دورًا مهمًا وأحيانًا حاسمًا”.
سوريا ما بعد الأسد ودور إيران وروسيا
كانت إيران وروسيا حليفين وثيقين لحكومة بشار الأسد السابقة في سوريا، وقدمتا العديد من التعاونات خلال الأزمة السورية في السنوات الماضية. لكن يجب مراعاة أن الوضع في سوريا والمنطقة قد تغير، حيث أن الإطاحة بالأسد قد أحدثت تغييرات كبيرة في المعادلات الداخلية السورية، مما قد يستدعي إعادة ضبط الاستراتيجيات لكل من إيران وروسيا. وهنا، قد تكون زيارة لافروف إلى إيران فرصة لتنسيق أكبر بشأن الوضع في سوريا واتخاذ إجراءات لإعادة بناء العلاقات مع سوريا بعد الأسد بعد سنوات من الحرب.