إيران… “أكثر من 60 بالمائة” من موقع بندر سيراف الأثري تعرض للتدمير
يقول خبراء في الآثار إن أكثر من 60٪ من المساحة الأصلية للمواقع الأثرية في بندر سيراف، بمحافظة بوشهر الإيرانية، قد دُمرت بسبب مشاريع البناء غير القانونية.

ميدل ايست نيوز: يقول خبراء في الآثار إن أكثر من 60٪ من المساحة الأصلية للمواقع الأثرية في بندر سيراف، بمحافظة بوشهر جنوب إيران، قد دُمرت بسبب مشاريع البناء غير القانونية.
وصرح محمد كنكاني، مدير جمعية “سيراف بارس موزِه”، يوم الأحد، في حديثه لوكالة أنباء إيلنا، بأن هناك نقصًا حادًا في الأراضي في سيراف، ما دفع الناس إلى تسجيل سندات ملكية مزورة، مضيفًا أن إدارة تسجيل العقارات تقوم بـ”تسجيلها بسهولة”.
ويعد بندر سيراف مدينة تاريخية في مقاطعة كنكان بمحافظة بوشهر، وقد لعب دورًا بارزًا في التجارة على طريق الحرير في الماضي.
ويرى الخبراء أن آثار هذه المدينة “أهم وثيقة تثبت سيادة إيران على الخليج الفارسي”.
وفي هذا الصدد، قال مدير جمعية “سيراف بارس موزِه” لوكالة إيلنا: بينما يطمح حكام دول الخليج إلى فرض مصطلح ‘الخليج العربي’، فإننا بأيدينا نمحو هذه الوثيقة التاريخية.
كما أكد محمد إسماعيلي، رئيس فريق التنقيب في المواقع الأثرية بسيراف، على وقوع عمليات بناء في جزء كبير من هذه المنطقة الأثرية، قائلًا: سيراف دُمّرت تقريبًا، ولا أحد يساعد في إنقاذ هذه المنطقة التاريخية المهمة.
وأضاف أستاذ جامعة طهران أن 50٪ من النطاق الحضري لبندر سيراف يقع فوق هذه المنطقة الأثرية، مشيرًا إلى أنه يكفي البحث في خرائط “جوجل إيرث” خلال العشرين عامًا الماضية لمشاهدة التوسع العمراني داخل حدود هذا الموقع التاريخي.
وأوضح إسماعيلي أن بلدية المدينة، في ردها على الاحتجاجات، أعلنت أن هذا الأمر لا يخصها، فيما يواصل السكان البناء بمجرد دفع الغرامات البلدية.
ويأتي نشر هذا الخبر في ظل تزايد التقارير خلال الأشهر الماضية عن تدمير المعالم الأثرية في أنحاء مختلفة من إيران، الأمر الذي أثار احتجاجات واسعة من قبل النشطاء في هذا المجال بسبب إهمال الجهات المسؤولة، وعلى رأسها هيئة التراث الثقافي.
ومن بين هذه الحوادث، تدمير جبل “مهر” (جبل رحمت) بالقرب من تخت جمشيد، واقتراب مترو شيراز لمسافة 500 متر من حافظية، ونمو الطحالب على أسطح مباني تخت جمشيد، بالإضافة إلى الترميم غير المهني لقصر كیومرث داراب في محافظة فارس.
وفي هذا السياق، صرح رضا صالحي أميري، وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية في إيران، في أكتوبر الماضي، ردًا على الاتهامات الموجهة إلى مسؤولي هذه الهيئة بـ”التخاذل” أمام هذه الانتهاكات، قائلًا: “القول بأن وزارة التراث الثقافي تعاملت مع هذه الأحداث بسلبية هو مجرد حكم شخصي”.