انخفاض حاد في إنتاج الأسمنت الإيراني بسبب أزمة الطاقة المستمرة
شهدت مختلف القطاعات الصناعية في إيران انخفاضًا في الإنتاج وباتت الوحدات والمصانع تعمل بنصف طاقتها، وهو ما انعكس في انخفاض الإنتاج والصادرات.

ميدل ايست نيوز: مع تفاقم أزمة الطاقة في إيران نتيجة للإهمال في تطوير البنية التحتية خلال السنوات الماضية، شهدت مختلف القطاعات الصناعية انخفاضًا في الإنتاج وباتت الوحدات والمصانع تعمل بنصف طاقتها، وهو ما انعكس في انخفاض الإنتاج والصادرات.
وفي هذا السياق، يواجه قطاع الأسمنت، الذي يمتلك تاريخًا يمتد لما يقارب 90 عامًا في إيران ويعد من الصناعات الأساسية في قطاع البناء، هذا العام مشكلة انقطاع الكهرباء والغاز.
وقد بدأت الانقطاعات المتكررة هذا المرة منذ شهر أكتوبر، ولا تزال مستمرة، مما أدى إلى توقف 30 إلى 70 بالمئة من أفران الأسمنت.
ورغم أن صناعة الأسمنت يمكنها استخدام الوقود البديل مثل المازوت، والذي يتحول إلى غاز خلال عملية الإنتاج، إلا أن التحديات البيئية تمنع السماح باستخدام الوقود البديل في ظل انقطاع الغاز والكهرباء.
وفي الوقت الراهن، تستمر بعض المصانع الكبرى مثل مصنع “أسمنت طهران”، “أسمنت آبِيك”، “أسمنت شمال”، “فارس”، “دورود”، “أصفهان” و”سباهان” في العمل بنصف طاقتها بسبب عدم تخصيص الطاقة المناسبة.
وأشار علي أكبر الوندیان، أمين عام جمعية أصحاب الأعمال لصناعة الأسمنت، إلى أن أزمة الطاقة ما زالت مستمرة دون تغيير، وقال: نظرًا لبرودة الطقس في البلاد، تم قطع الغاز عن مصانع الأسمنت مرة أخرى، وهذه المشكلة تتفاقم يومًا بعد يوم.
وأضاف أمين عام جمعية أصحاب الأعمال لصناعة الأسمنت أن المصانع بحاجة إلى نحو سبعة ملايين متر مكعب من الغاز، لكن لم يتم تخصيص سوى مليون و600 ألف متر مكعب فقط، مما تسبب في تعطيل وتوقف إنتاج الشركات الكبيرة في القطاع.
وقال أيضًا: لقد طلبنا مرارًا من منظمة البيئة السماح باستخدام المازوت للأسمنت الرمادي الذي لا يوجد عليه حظر، لأنه تم اختبار المؤشرات البيئية في هذه الصناعة ويتم الالتزام بالمعايير وفقًا للمقاييس البيئية، لكن لم تتم الموافقة.
وتابع الوندیان قائلاً: في الوقت الراهن، توقفت مصانع الأسمنت الكبرى في طهران وآبِيك، وتوقفت الأفران، وواجهنا مشاكل في إنتاج الأسمنت والكلنكر.
وأضاف: السوق يتجه نحو انتعاش البناء، وهذا بلا شك سيؤدي إلى نقص في الأسمنت في السوق مما سيرفع الأسعار.
وأشار إلى أنه في الأشهر العشرة الأولى من عام 2024، تم إنتاج 61 مليون طن من الكلنكر، وهو ما يعكس انخفاضًا قدره 5 ملايين طن مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، أي بنسبة 7.3%.
وقال أمين عام جمعية أصحاب الأعمال لصناعة الأسمنت: خلال عام 2024، تم إنتاج 59 مليون و300 ألف طن من الأسمنت، مما يعني انخفاضًا بنسبة 2% مقارنة بالعام الماضي، ويتضمن هذا نقصًا قدره 700 ألف طن.
وأضاف: استهلكنا خلال عام 2024 نحو 54 مليون طن في الداخل، بينما كان هذا الرقم العام الماضي 55 مليون و900 ألف طن، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 3% في الاستهلاك.
وكشف الوندیان عن أن صناعة الأسمنت شهدت انخفاضًا في الصادرات هذا العام بمقدار 7%، حيث بلغت الصادرات 11 مليون طن.
وأوضح: “انت هذه الحزمة قد تم الموافقة عليها سابقًا في لجنة البنية التحتية الحكومية، لكنها واجهت مشاكل في اللجنة الاقتصادية، ولذلك لم تُنفذ، لكن تم إرسالها مرة أخرى إلى نائب الرئيس الأول من أجل معالجة هذه المشاكل، وإن شاء الله سيتم تنفيذها قريبًا.