صحيفة إيرانية تنتقد نهج الإعلام الحكومي في نقل أخبار زيارة لافروف وتحذر من الثقة بروسيا

كتبت صحيفة "جمهوري إسلامي" أن ما قيل عن هدف زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى طهران هذا الأسبوع كان مجرد تصريحات شكلية وترويجية.

ميدل ايست نيوز: كتبت صحيفة “جمهوري إسلامي” أن ما قيل عن هدف زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى طهران هذا الأسبوع كان مجرد تصريحات شكلية وترويجية، بينما كانت الزيارة ذات طبيعة سياسية بحتة. ووفقًا للتكهنات، ارتبطت الزيارة بموضوعين: الصفقة الكبرى بين روسيا وأمريكا، ومستقبل العلاقات الأمريكية الإيرانية.

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك نهجًا خاطئًا في نقل الأخبار داخل الأجهزة الحكومية الإيرانية، وهو ليس بالأمر الجديد، لكنه لا يليق بالنظام الإسلامي، حيث لا يتم الإعلان عن المحتوى الحقيقي للعديد من الزيارات والاجتماعات والمفاوضات، ويتم نشر معلومات أخرى لا علاقة لها بالموضوع الفعلي.

وأكدت الصحيفة أن هذا الأسلوب يجب أن يتغير، لأنه يفقد الناس ثقتهم بالمؤسسات الحكومية، وثانيًا يدفعهم إلى العزوف عن وسائل الإعلام المحلية واللجوء إلى وسائل الإعلام الأجنبية، مما يشكل خسائر كبيرة.

كما شددت على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية يجب ألا تربط مصيرها بأي من القوى الشرقية أو الغربية، خاصة وأن هذه القوى أثبتت أنها غير جديرة بالثقة.

انتقاد للسياسة الخارجية الإيرانية

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الروسي يوم الثلاثاء، صرّح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قائلًا: “نتحرك في الملف النووي بتعاون وتنسيق مع أصدقائنا في روسيا والصين، ونقوم بتنسيق مواقفنا معهم”.

لكن الصحيفة اعتبرت هذا الموقف خطأً من وزارة الخارجية، مشيرةً إلى أنه، رغم التجارب العديدة، لا تزال الوزارة تثق بدول أثبتت أنها غير موثوقة. وأضافت أن روسيا أظهرت مواقفها في مفاوضات الاتفاق النووي، وفي الحرب الأوكرانية، وفي الملف السوري، وفي ملف الجزر الثلاث الإيرانية في الخليج، وكلها تدل على أنها ليست شريكًا يعتمد عليه.

وأكدت الصحيفة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي عقد صفقة مع ترامب حول أوكرانيا والرئيس الأوكراني زيلينسكي، أثبت في تعامله مع إيران في الملف السوري أنه لا يمكن الوثوق به، ولذلك من الخطأ القول إن إيران تنسّق مواقفها النووية مع روسيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن من البديهي أن ترامب، بعد تقديمه هذا الكمّ من التنازلات لبوتين بشأن أوكرانيا، حتى على حساب إغضاب أوروبا وعزلها، سيطلب منه تنازلات تتعلق بإيران، لأنه يعلم أن الجانب الروسي مستعد للمساومة والتخلي عن أي دولة من أجل مصالحه. وتساءلت: لماذا تكرر وزارة الخارجية الإيرانية أخطاءها السابقة في سوريا وأفغانستان وأوكرانيا، والآن في التعامل مع روسيا؟

موقف إيران من الحرب في أوكرانيا

ورأت الصحيفة أن روسيا كانت المعتدية في الحرب الأوكرانية، وهو أمر لا يمكن إنكاره، متسائلةً: لماذا إذن لم تصوّت وزارة الخارجية الإيرانية لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدين هذا العدوان الواضح؟

وأكدت الصحيفة أن إيران يجب ألا تُضيع الوقت، خاصة في الظروف الحالية التي تشهد توترًا بين أوروبا وأمريكا بقيادة ترامب، ما يتيح لطهران فرصة الاستفادة من هاتين القوتين الغربيتين لتحقيق مصالحها. وأضافت أن التعامل مع الغرب لا يعني بالضرورة التخلي عن العلاقات مع الشرق، بل يمكن لإيران أن تحافظ على علاقاتها مع الطرفين دون أن تربط مصيرها بأحدهما.

واختتمت الصحيفة بالقول إن هذه الفرصة الحالية ثمينة، ويجب عدم التفريط بها، لأن إيران أضاعت العديد من الفرص سابقًا، ولم يعد لديها متسع لمزيد من الأخطاء.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة عشر + خمسة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى