من الصحافة الإيرانية: يجب منع تقارب أوروبا والولايات المتحدة بسبب إيران
قال دبلوماسي سابق في وزارة الخارجية الإيرانية إنه لا يرى أي مؤشر على أن أوروبا قد ترغب في لعب دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة.

ميدل ايست نيوز: قال دبلوماسي سابق في وزارة الخارجية الإيرانية إنه لا يرى أي مؤشر على أن أوروبا قد ترغب في لعب دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة، خاصة مع التوترات التي نشأت بين أوروبا وأمريكا حول ملف أوكرانيا.
وتحدث كوروش أحمدي، في حوار مع وكالة إيلنا، حول الجولة الجديدة من المحادثات بين إيران والترويكا الأوروبية، والإنجازات التي يمكن أن تحققها زيادة العلاقات بين إيران وأوروبا في السياسة الخارجية الإيرانية: ليس من الواضح لي ما هو الهدف من هذه المحادثات. هل الهدف هو التوصل إلى حل للملف النووي؟ أم تحسين العلاقات المتوترة بين إيران وأوروبا؟ أم الاثنين معًا؟ إذا كان الهدف الأول، فمن الواضح أنه بدون الولايات المتحدة، لا يمكن تصور حدوث أي انفراجة في الملف النووي الإيراني أو رفع العقوبات. لأن معظم العقوبات تم فرضها بناءً على طلب الولايات المتحدة، والمشكلة الرئيسية تكمن بشكل كبير في عقوبات الولايات المتحدة. فرض العقوبات يعود إلى قوة الاقتصاد الأمريكي وقوة الدولار، والضمانات التنفيذية لفرض العقوبات وعدم خرقها من قبل الدول هي ببساطة أداة منع الوصول إلى السوق الأمريكية. قعلى الرغم من أن أوروبا قد فرضت أيضًا عقوبات ضدنا، إلا أن عقوبات أوروبا لا يمكن مقارنتها بعقوبات الولايات المتحدة. ناهيك عن أن أوروبا لا تمتلك القوة الكبيرة لفرض العقوبات.
وتابع: قد يُقال إن المفاوضات مع أوروبا بشأن الملف النووي مهمة من هذه الناحية، حيث ستعمل أوروبا كوسيط. لكنني أشك في أن أوروبا ستلعب نفس الدور الذي لعبته في فترة من الوقت أثناء مفاوضات إحياء الاتفاق النووي التي بدأت في أبريل 2021 واستمرت لمدة عام أو عامين. لأن تلك المفاوضات كانت تجري ضمن إطار اللجنة المشتركة للاتفاق النووي ومجموعة 1+4، وكانت البعثة الأمريكية حاضرة في مكان إجراء المفاوضات. لكن في هذه المرة، لا نرى أي مؤشر على أن أوروبا ترغب في أن تلعب دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة، خاصة مع التوترات التي نشأت بين أوروبا وأمريكا حول ملف أوكرانيا.
وفيما يتعلق بالاختلافات بين أوروبا وأمريكا والتكهنات التي تشير إلى أن هذا التوجه الأوروبي قد يكون ميزة للتعاون بين إيران وأوروبا، قال أحمدي: نشبت الكثير من الخلافات مؤخرا بين أوروبا والإدارة الأمريكية الحالية في مسائل متعددة، وقضية أوكرانيا هي واحدة من أهم هذه القضايا. لكن يبدو أن إيران هي الاستثناء في هذا السياق، بمعنى أنه لا يبدو أن هناك خلافات كبيرة بين الطرفين حول إيران. إحدى الأدوات التي تمتلكها أوروبا في هذا الصدد والتي تفتقر إليها الولايات المتحدة هي آلية الزناد أو آلية الانسحاب. وبما أن الولايات المتحدة قد خرجت من الاتفاق النووي فلا يمكنها اللجوء إلى هذه الأداة، وبالتالي فهي تعتمد على أوروبا في هذا الشأن.
وأضاف: لكن من غير المرجح أن تتطور الأوضاع بحيث تستخدم أوروبا هذه الأداة للحصول على مكاسب من الولايات المتحدة. من ناحية أخرى، إذا لم يتم استخدام آلية الزناد وإخراج القضية النووية الإيرانية من جدول أعمال مجلس الأمن، فمن غير الواضح ما إذا كان الغربيون سيتمكنون من إعادة إيران إلى جدول أعمال مجلس الأمن نظرًا لاستخدام الصين وروسيا لحق النقض (الفيتو). مع ذلك، من المهم أن تحسن إيران علاقاتها العامة مع أوروبا، لأن أوروبا بحد ذاتها فاعل رئيسي في العلاقات الدولية، حيث تمتلك اقتصادًا بقيمة 26 تريليون دولار ولها تأثير كبير في جميع المجالات. ومن جانب آخر، نعلم أن العلاقات الجيدة بين إيران وأوروبا لعبت دورًا في معارضة أوروبا لخروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في مايو 2018 وإحباط جهود أمريكا لتفعيل آلية الزناد في سبتمبر 2020.
وفيما يتعلق بدور أوروبا في استراتيجية “الضغط الأقصى” التي اتبعتها إدارة ترامب، أوضح هذا الدبلوماسي السابق: ما يهم هو أن قضية إيران لا يجب أن تكون سببًا في تقارب أوروبا وأمريكا. بمعنى آخر، يجب على مسؤولينا ألا يسمحوا بأن تصبح إيران جسرًا للتقارب بين ضفتي الأطلسي. كما ذكرت، ساعدت العلاقات الجيدة بين إيران وأوروبا خلال فترة ترامب الأولى في أن تكون أوروبا ضد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، ورفضت السياسات الأمريكية على المستوى السياسي، كما تم التفكير في إجراءات لمساعدة التجارة مع إيران مثل ‘إنستكس’. ولكن نظرًا لاعتراضات الولايات المتحدة وقلق الشركات والبنوك الدولية من العقوبات المالية، لم تنجح هذه الجهود اقتصاديًا، إلا أن الاعتراض السياسي الواضح من أوروبا على إجراءات ترامب كان له أهمية كبيرة”.



