صحيفة إيرانية: قضية إيران مع الغرب تتعلق بوجود النظام لا بالنووي والصواريخ
أكدت صحيفة إيرانية أن قضية إيران مع الغرب ليست قضية نووية أو صاروخية، بل هي مسألة وجود النظام نفسه.

ميدل ايست نيوز: أكدت صحيفة “جوان” المقربة من الحرس الثوري الإيراني أن قضية إيران مع الغرب ليست قضية نووية أو صاروخية، بل هي مسألة وجود النظام نفسه.
وجاء في المقال: نواجه الآن بسبب المشاكل الاقتصادية قراءتين من مفهوم “العزة” التي هي تهم الإيرانيين بشكل كبير.
إحدى القراءات تقول إننا لا يمكننا الاستسلام لمطالب الولايات المتحدة غير المشروعة لحل المشاكل الاقتصادية – التي ليس من المؤكد حتى حلها – وتحمل الصعوبات، لكننا لا نبيع عزتنا وكرامتنا وثقافتنا وتاريخنا في سوق العدمية. أما الفئة التي تؤمن أكثر بالحياة الدنيوية ومتأثرة بالعولمة، فتقرأ العزة على أنها جني المال وتناول الطعام الجيد والاستمتاع بالرفاهية، وتعتقد أن أي عقبة أمام الوصول إلى هذا الهدف يجب إزالتها بأي ثمن.
قضية التضحية بأوكرانيا من قبل الغرب وروسيا جعلت الصورة أكثر وضوحاً، والخروج المهين لزيلينسكي من البيت الأبيض أحدث صدمة في الإيرانيين.
في النصوص الدينية، لا تعرّف القوة فقط بالعوامل المادية المعروفة (الثروة، عدد السكان، المساحة، القوة العسكرية). الإمام (الخميني) غيّر معنى القوة ووقف مع عدم التوازن المادي في مواجهة الغرب الساعي للهيمنة، ولا يزال الغرب في حيرة من أمره حول القوة التي تقف بها إيران ولماذا تقوم بسد جميع طرق الإطاحة بها منذ 46 عامًا؟ في الثقافة الإيرانية-الإسلامية، لا يوجد لدينا مبدأ يقول إنه إذا كنت جائعًا يمكنك قبول مطالب الظالم غير المشروعة لتحصل على وضع أفضل.
نصوصنا الدينية مليئة بمقولات مثل “العزة في الاستغناء عن الناس” و”العزة في عدم مد اليد للآخرين”. فإذا كنت متأكدًا أن الطرف الآخر يسعى عمدًا لتحطيم شخصيتك، فإن الوقوف بثبات يصبح أهم.
هذا النص لا يعني أن شعبنا لا يعاني أو أن الكاتب لا يفهم مشاكلهم من باب الرفاهية، لكن الجوع أفضل من التوسل لمن يريد أن يجعلك عبداً له، دون أن يقدم لك ضمانات لمستقبل عبوديتك.
الحقيقة هي أننا قلما أخبرنا شعبنا أن القضية ليست مسألة نووية أو صاروخية، وإذا كان الأمر كذلك، فإن التخلي عنهما يعني نهاية وجودنا. لكن القضية هي الوجود، وليس فقط وجود الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بل وجود إيران نفسها. موضوع لم يتحول بعد إلى رسالة وسائل إعلامنا، وهو أن أمريكا ترى أن العامل الذي يضمن بقاء واستمرار الجمهورية الإسلامية ليس الصواريخ ولا الطاقة النووية ولا حتى النمو الاقتصادي. هم يعتبرون أن الثقافة الإسلامية، خصوصًا معايير مدرسة التشيع، هي العامل الرئيسي لبقاء واستمرار الثورة الإسلامية والمقاومة الحسينية للشعب الإيراني، وبالتالي فإن استراتيجية تقسيم إيران ونهب ثقافتها دائمًا على طاولة أعمالهم.
العيش برفاهية بالتأكيد له قيمة، لكن الرفاهية مع الذل كانت متاحة للإمام حسين بشكل أسهل منا، ومع ذلك لم يقبلها، وهذا هو النموذج الذي يزعج الغرب.
جرمنا هو عدم الامتثال للمعايير الغربية في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية، لن تجد أي دولة في العالم تحظى بعلاقة محترمة ومتوازنة مع أمريكا. إما أن تكون في مواجهة مع أمريكا (روسيا، الصين، إيران)، أو خاضعة لها ومستسلمة (مصر، كوريا، اليابان ودول الخليج)، أو دُمرت بسبب مواجهتها مع أمريكا (العراق، ليبيا، كوريا الشمالية، كوبا)؛ لذلك ليس لدينا خيار سوى الوقوف واستخدام كل جهد وابتكار لحل القضايا والملفات.
بالطبع، تتحمل الحكومة المسؤولية الرئيسية، عندما تشكل العملة الحرة 1 إلى 5 بالمئة فقط من الاقتصاد الوطني، بينما يتم تمويل باقي الاقتصاد بالعملة الحكومية، فلماذا لا نتعامل برفق مع بعضنا البعض في تحديد الأسعار؟ يجب أن يتحمل الشعب والحكومة المسؤولية المشتركة لكي لا تتاجر الحكومة “بالعزة”.



