تخفيض المساعدات الأميركية يعوق إعادة العراقيين من مخيم الهول

أفاد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي بأنّ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تخفيض المساعدات الخارجية يعوّق عملية استعادة العراق مواطنيه من مخيم الهول.

ميدل ايست نيوز: أفاد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي وكالة فرانس برس، الأربعاء، بأنّ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تخفيض المساعدات الخارجية يعوّق عملية استعادة العراق مواطنيه من مخيم الهول الواقع جنوبي محافظة الحسكة السورية، بحلول نهاية العام الجاري، وفقاً لآمال بغداد.

وتحتجز الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سورية نحو 56 ألف شخص، من بينهم ثلاثون ألف طفل، في 24 منشأة احتجاز ومخيمَين هما “الهول” و”روج”، وذلك منذ إعلان ذراعها العسكرية، قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، دحر تنظيم داعش من آخر معاقله في سورية في عام 2019.

وفي وقت ترفض دول عديدة استعادة مواطنيها، وهم من أفراد عائلات مقاتلي تنظيم داعش، سرّع العراق عمليات إعادة العراقيين وحثّ الدول الأخرى على حذو حذوه. وقال الأعرجي، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، من بغداد: “فوجئنا بوقف دعم المنظمات من الجانب الأميركي الذي لطالما كان الداعم الأكبر، بالتالي حصل خلل في عملها”.

وكانت إدارة ترامب قد أعلنت، الأسبوع الماضي، تخفيض المساعدات الأميركية الخارجية بصورة كبيرة، ولا سيّما من خلال إلغاء نحو 90% من تمويل برامج التنمية والمساعدات الخارجية التي تقدّمها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. وجاء ذلك بعدما وقّع ترامب أمراً تنفيذياً، في اليوم الأوّل من تسلّمه ولايته الثانية في البيت الأبيض، نصّ على تجميد كلّ المساعدات الأميركية الخارجية لمدّة 90 يوماً، من أجل إعطاء إدارته الوقت لمراجعة الإنفاق الخارجي. وأدّى هذا القرار إلى تعطيل برامج عدّة، من بينها برامج في مخيمات سورية، وقد حذّرت مجموعات حقوقية من تفاقم الوضع المتردّي أصلاً.

ويؤوي مخيم الهول أكثر من 40 ألف شخص، أكثر من نصفهم من الأطفال، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة، يعيشون في ظروف متردّية. وقد أعلنت السلطات العراقية إعادة أكثر من 13 ألف شخص، منذ عام 2021، من مخيم الهول الذي ما زال يؤوي أكثر من 16 ألف عراقي. كذلك أُعيد نحو ثلاثة آلاف جهادي عراقي من السجون الكردية، في حين أنّ ألفَي جهادي آخرين ما زالوا محتجزين فيها

وتعمل بغداد في الوقت الراهن على نقل كلّ العراقيين المتبقّين في مخيم الهول إلى مخيم الجدعة في محافظة نينوى شمالي العراق، علماً أنّ الأخير يحتاج إلى “بنى تحتية” ملائمة يمكن أن “توفّرها منظمات دولية” في العادة، وفقاً للأعرجي. لكنّ المسؤول العراقي بيّن أنّ “العقبة الوحيدة والأساسية هي توقّف الدعم لهذه المنظمات”، مشدّداً على أنّ “العراق غير قادر لوحده على إنهاء هذا الملفّ” وقد طلب من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي دعمه.

وأوضح الأعرجي أنّه لولا عرقلة المساعدات الأميركية الخارجية، لكان من الممكن إقفال ملفّ مخيم الهول ونقل كلّ العراقيين فيه إلى وطنهم، بحلول نهاية عام 2025. ودعا المجتمع الدولي إلى “الالتفات إلى هذه القضية (…) والتعاون” من أجل حلّها، خصوصاً أنّ “العالم بكامله تأثّر” بأفعال تنظيم داعش. وما زال العراق يعاني من تداعيات سيطرة التنظيم، ابتداءً من عام 2014، على نحو ثلث مساحة أراضيه، حتى إعلان القوات العراقية في نهاية عام 2017 دحره محلياً بدعم أميركي.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
بواسطة
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

13 − ثلاثة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى