أزمة ملوحة التربة في إيران تهدد الأمن الغذائي في البلاد
في ظل التغيرات المناخية ونقص الموارد المائية وتآكل التربة، أصبحت زيادة ملوحة التربة وتغيير استخدام الأراضي تهديدًا خطيرًا للأمن الغذائي في إيران.

ميدل ايست نيوز: في ظل التغيرات المناخية ونقص الموارد المائية وتآكل التربة، أصبحت زيادة ملوحة التربة وتغيير استخدام الأراضي تهديدًا خطيرًا للأمن الغذائي في إيران. يشير الاتجاه المقلق لارتفاع مساحة الأراضي المالحة في العقود الأخيرة إلى أزمة تؤثر بشكل مباشر على إنتاج المحاصيل الزراعية وتقلل من كفاءة التربة.
وتنتج ملوحة التربة بشكل رئيسي عن الاستخراج المفرط من المياه الجوفية والاستخدام غير الصحيح للأسمدة الكيميائية وسوء إدارة الري، مما يؤدي إلى خروج الأراضي الزراعية تدريجيًا من دورة الإنتاج.
ووفقًا للإحصائيات، ارتفعت مساحة الأراضي الزراعية المالحة من 6.8 مليون هكتار إلى أكثر من 10 ملايين هكتار خلال العقود الماضية. لا يقتصر هذا الاتجاه على تقليص المساحات المزروعة فحسب، بل يؤدي أيضًا إلى زيادة تكاليف استصلاح التربة، مما يضع المزارعين أمام تحديات اقتصادية كبيرة.
وتُعد أزمة ملوحة التربة وتغيير استخدام الأراضي أكثر من مجرد تحدٍ بيئي، فهي تهديد مباشر للاقتصاد الزراعي والأمن الغذائي في البلاد. وإذا استمر هذا الاتجاه دون تنفيذ سياسات فعالة لإدارة مستدامة للتربة، فسيواجه قطاع الزراعة الإيراني أزمات أعمق في المستقبل.
وفي هذا السياق، حذر نائب وزير الجهاد الزراعي لشؤون المياه والتربة من أن وضع التربة في إيران غير جيد، وأن ملوحتها تضاعفت خلال العقود الأخيرة.
وخلال المؤتمر السنوي السابع عشر لجمعية علوم التربة الإيرانية، أشار صفدر نياضي شهركي إلى أن ملوحة المياه زادت من 2000 إلى 4000 خلال العقود الماضية، مضيفًا أن مساحة الأراضي الزراعية المالحة ارتفعت من 6.8 مليون هكتار إلى أكثر من 10 ملايين هكتار. كما أكد أن معدلات تغيير استخدام الأراضي الخصبة، لا سيما في المناطق الشمالية ذات التربة الجيدة ومعدلات الهطول العالية، مرتفعة للغاية.
وأضاف نائب وزير الجهاد الزراعي لشؤون المياه والتربة أن معدل تآكل التربة يبلغ في المتوسط 16.5 طنًا لكل هكتار، حيث يُعزى ثلثا هذه الكمية إلى التعرية المائية، بينما يرتبط الثلث المتبقي بالتعرية الهوائية.
وأشار أيضًا إلى وجود 14 تحديًا رئيسيًا في مجال التربة، من أبرزها الملوحة وتغيير استخدام الأراضي والتعرية والتلوث الناجم عن مياه الصرف الصحي والعناصر الجيولوجية، والتدهور الناتج عن الأنشطة الإنشائية.
وبحسب قوله، فإن ملوثات التربة تشمل الملوثات الصناعية، مياه الصرف الصحي، والتلوثات الجيولوجية مثل الرصاص والزرنيخ.