برلماني إيراني: روسيا ستأخذ في الاعتبار مصالح إيران في المفاوضات مع الولايات المتحدة

يرى محللون أن روسيا تستفيد من إيران كأداة في مفاوضاتها مع الغرب، لا سيما الولايات المتحدة، وهي مستعدة للتخلي عن مصالحها في إيران لصالح مصالحها في أوكرانيا.

ميدل ايست نيوز: بينما أكدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أنها لن تجري مفاوضات مع الولايات المتحدة طالما استمرت سياسة الضغط الأقصى التي تنتهجها الحكومة الأمريكية الجديدة، أعلن المسؤولون الروس مؤخراً أن روسيا يمكن أن تلعب دور الوسيط في المفاوضات بين إيران وأمريكا. وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين في هذا السياق: “نحن مستعدون للقيام بأي شيء من أجل التوصل إلى اتفاق لحل المشاكل بين إيران وأمريكا. روسيا تعتقد أنه يجب على الولايات المتحدة وإيران حل جميع مشاكلهما من خلال المفاوضات”.

وجاءت هذه التصريحات بعد نحو أسبوعين من لقاء ماركو روبيو وسيرغي لافروف، وزيري خارجية أمريكا وروسيا، في الرياض، وبعد أسبوع من هذا اللقاء، زار لافروف طهران للقاء عباس عراقجي، وزير خارجية إيران. ورغم أن الهدف الرئيسي للقاءات الوفود الروسية والأمريكية في السعودية كان التوصل إلى اتفاق سلام بشأن أوكرانيا، إلا أن بعض المحللين يعتقدون أن ملف إيران كان على طاولة المفاوضات بين أمريكا وروسيا. بمعنى آخر، هناك احتمال لتعاون أو حتى تواطؤ بين القوتين العالميتين بشأن مصالح إيران.

ويرى هؤلاء المحللين أن روسيا تستفيد من إيران كأداة في مفاوضاتها مع الغرب، لا سيما الولايات المتحدة، وهي مستعدة للتخلي عن مصالحها في إيران لصالح مصالحها في أوكرانيا، أي تقليل دعمها لإيران مقابل الحصول على مزيد من المكاسب والأراضي في اتفاق سلام محتمل مع أوكرانيا. ويؤكد هؤلاء المحللون أنه كما أن الدعم النسبي لإيران لروسيا في بداية حرب أوكرانيا أدى إلى فشل مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، فإن هناك احتمالًا بأن تتنازل عن مصالح إيران مرة أخرى في مقابل اتفاق سلام مع أوكرانيا.

في هذا السياق، قال عباس مقتدائي خوراسكاني، نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، عن مدى احتمال أن يضحّى بمصالح إيران خدمة للمفاوضات المحتملة بين أمريكا وروسيا: أولئك الذين يحللون الأمور بهذا الشكل ويعتقدون أن أمريكا وروسيا سيتفاوضان على مصالح إيران مثلما يتفاوضون على مصالح أوكرانيا في اتفاق سلام مع أوكرانيا، لا يعرفون جيدًا بلادنا وإمكاناتها”. وأضاف أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية دولة واسعة ولا يمكن مقارنتها بالكثير من دول الشرق الأوسط من حيث عدد السكان أو القوة الإقليمية، لذا فإن الأطراف الخارجية لا يمكنها اتخاذ قرارات بشأن مصالحنا كما هو الحال مع أوكرانيا”.

وأشار في حديث لموقع ديده بان إيران، إلى أن إيران قد وقعت اتفاقيات استراتيجية طويلة الأمد مع روسيا والصين، ودول مثل هذه لا تأخذ مصالح حلفائها في الحسبان فقط في علاقاتها مع الدول الأخرى. وبالتالي، فإن المفاوضات بين أمريكا وروسيا حول أوكرانيا لا يمكن أن تُعتبر تهديدًا لإيران. وأوضح أن إيران من الناحية الدفاعية والأمنية، بالإضافة إلى قوتها السياسية واستقلالها الكامل، في وضع يمكنها من أن تكون قوة إقليمية، بينما أوكرانيا دولة تابعة ترغب في الانضمام إلى حلف الناتو، لكن لم يُسمح لها حتى بالانضمام.

واختتم قائلاً: تأخذ روسيا في مفاوضاتها مع أمريكا مصالح إيران بعين الاعتبار. لدى الروس  اتفاق استراتيجي وسيأخذون مصالحنا في الحسبان.

وأضاف: مكانة إيران وأوكرانيا في الساحة الدولية مختلفة تمامًا، وبالتالي المقارنة بين البلدين وتحليل أن أمريكا وروسيا يمكنهما التفاوض بشأن مصالح إيران كما يتفاوضان بشأن مصالح أوكرانيا هو تحليل خاطئ وغير دقيق ويعكس نقصًا في فهم واقع إيران ومكانتها في المنطقة وفي النظام الدولي.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى