بعد عجز الغاز والكهرباء.. العاصمة الإيرانية تواجه أزمة مائية غير مسبوقة
تواجه محافظة طهران نقصًا غير مسبوق في المخزون المائي، إذ تظهر البيانات الرسمية أن 85% من حجم السدود في العاصمة فارغة.

ميدل ايست نيوز: تواجه محافظة طهران نقصًا غير مسبوق في المخزون المائي، إذ تظهر البيانات الرسمية أن 85% من حجم السدود في العاصمة فارغة، مما حول تأمين مياه الشرب والزراعة إلى تحدٍ كبير.
وتواجه العاصمة الإيرانية طهران، والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من 13 مليون نسمة، أحد أخطر الأزمات المائية في تاريخها.
ووفقًا لتقرير منظمة المياه الإقليمية في طهران، فإن حجم المخزونات الإجمالية للسدود الخمسة في الإقليم (لتيان، ماملو، لار، طالقان، وأمير كبير) وصل إلى حوالي 15% من القدرة الاسمية، على سبيل المثال، سد لار الذي يعد أحد المصادر الرئيسية لتأمين مياه الشرب في شرق طهران يحتوي فقط على 7% من الماء، وسد ماملو، الذي يوفر جزءًا من مياه جنوب طهران، والذي يبلغ حجم تخزينه 14%، يكاد يكون في مرحلة الجفاف التام. وبينما تحتاج طهران سنويًا إلى 1.4 مليار متر مكعب من المياه، فإن المصادر المائية المتاحة لا تفي بهذه الكمية من الطلب.
وأكد محسن أردكاني، المدير العام لشركة المياه والصرف الصحي في طهران، أن الإفراط في استخراج المياه من المصادر الجوفية وقلة الأمطار جعلت 70% من الآبار في طهران على وشك الجفاف، وإذا استمر هذا الاتجاه، فإن العاصمة الإيرانية ستواجه كارثة شح المياه في غضون خمس سنوات.
ويعتبر الخبراء أن ثلاثة عوامل رئيسية ساهمت في تفاقم أزمة المياه في طهران: العامل الأول هو انخفاض الأمطار بشكل غير مسبوق، والثاني هو إدارة غير فعالة للموارد المائية والبناء غير القانوني في مناطق الأنهار، وتدهور شبكة نقل المياه (مع تسرب 30% من المياه في طريق النقل)، والثالث هو الاستهلاك المفرط. حيث إن متوسط استهلاك المياه في طهران يصل إلى 250 لترًا في اليوم، وهو تقريبًا ضعف المعايير العالمية (130 لترًا). ويعود الجزء الأكبر من هذا الاستهلاك إلى ري المساحات الخضراء بشكل غير صحيح والاستهلاك المنزلي.
وسبق أن ذكر مسؤولون في طهران أن نقل المياه من البحر هو أحد الخطط لمواجهة هذه المشكلة، وقال محافظ طهران في فبراير الماضي إن أحد المواضيع الأكثر أهمية التي وضعتها حكومة بزشكيان على جدول أعمالها هو تأمين مصادر المياه في ثلاثة فترات: قصيرة، ومتوسطة، وطويلة المدى. في المدى الطويل، تم النظر في نقل المياه من بحر عمان إلى المحافظات ذات المياه القليلة ومنها طهران، وقد بدأت الدراسات حول ذلك، ومن المتوقع أن يتم ذلك من خلال دخول القطاع الخاص ودعم الحكومة.
لكن محمد رضا بختياري، خبير في الموارد المائية، قال في هذا الصدد لوكالة مهر: إن حجم نقل المياه من مازندران إلى طهران لا يعوض سوى 10% من النقص الحالي. الحل الرئيسي هو إعادة بناء شبكة المياه، وتثقيف المجتمع لتقليل الاستهلاك، ومكافحة الآبار غير القانونية.
وتشير التوقعات إلى أنه إذا استمر الوضع الحالي، فإن طهران ستواجه نقصًا في المياه بمقدار 500 مليون متر مكعب بحلول عام 2031، وهو ما يهدد ليس فقط الحياة اليومية للمواطنين، بل أيضًا الأمن الغذائي والاقتصادي للعاصمة. ويواجه الزراعة في سهول ورامين وشهريار، التي توفر جزءًا من المنتجات الزراعية للعاصمة، خطر التوقف بسبب نقص المصادر المائية.