أين يقع مضيق ملقا ولماذا هو أهم من هرمز في خطة إدارة ترامب للاستيلاء على الناقلات الإيرانية؟

أفادت وكالة رويترز أن الحكومة الأمريكية تدرس خطة لوقف وتفتيش ناقلات النفط الإيرانية في إطار اتفاق دولي لمكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل.

ميدل ايست نيوز: أفادت وكالة رويترز يوم الخميس 6 مارس أن الحكومة الأمريكية تدرس خطة لوقف وتفتيش ناقلات النفط الإيرانية في إطار اتفاق دولي لمكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل.

ويدرس مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طرقًا يمكن للدول الحليفة بموجبها توقيف وتفتيش السفن التي تعبر المسارات البحرية. ومن بين الممرات البحرية الرئيسية التي تم ذكرها في التقرير، مضيق ملقا في آسيا.

لكن أين يقع هذا المضيق الاستراتيجي ولماذا أصبح ذو أهمية في هذه الخطة؟

مضيق ملقا هو مسار ملاحي يقع بين إندونيسيا وماليزيا وتايلاند، ويربط بين المحيطين الهادئ والهندي.

ووفقًا لتقرير “إدارة معلومات الطاقة الأمريكية”، تجاوز مضيق ملقا من حيث حجم مرور المواد الخام مضيق هرمز. حيث وصل مرور النفط الخام والمنتجات النفطية عبر مضيق ملقا في عام 2023 إلى 23.7 مليون برميل يوميًا بزيادة 800 ألف برميل يوميًا، بينما بلغ مرور النفط والمنتجات النفطية عبر مضيق هرمز في نفس العام 20.9 مليون برميل يوميًا.

وتأتي حوالي 60% من هذه المواد الخام من النفط والمنتجات النفطية المصدرة من منطقة الشرق الأوسط، والتي تشمل خمس دول منتجة كبيرة في منظمة أوبك وهي السعودية، العراق، الكويت، الإمارات العربية المتحدة، وإيران.

أما الـ 40% المتبقية فتأتي من أربعة مجموعات موردة:

  • المنتجون الروس الذين ينقلون النفط ومنتجاته إلى الشرق (التصدير من موانئ الجزء الأوروبي من روسيا) والعكس إلى الغرب (التوريد من سخالين).
  • الولايات المتحدة التي زادت صادراتها من النفط ومنتجاته بنسبة 20% تقريبًا بين عامي 2021 و2023 (من 8.6 مليون برميل يوميًا إلى 10.2 مليون برميل يوميًا).
  • الدول الإفريقية.
  • المنتجون الإقليميون مثل ماليزيا وإندونيسيا (التي بلغ إجمالي إنتاجهما 1.2 مليون برميل يوميًا في عام 2023) الذين يستخدمون مضيق ملقا ليس فقط للتصدير ولكن أيضًا للنقل الداخلي.

الأسباب الرئيسية لانخفاض حصة مضيق هرمز في ترانزيت النفط

انخفض ترانزيت النفط ومنتجاته عبر مضيق هرمز في عام 2023 بمقدار 200 ألف برميل يوميًا ليصل إلى 20.9 مليون برميل يوميًا.

إلى جانب اتفاق أوبك بلس، الذي بموجبه خفضت السعودية إنتاجها من النفط والغاز المكثف بمقدار 800 ألف برميل يوميًا في عام 2023 ليصل إلى 11.4 مليون برميل يوميًا، حدث هذا الانخفاض بسبب استخدام بنية تحتية بديلة لنقل النفط لتجنب مضيق هرمز.

على سبيل المثال، تمتلك الإمارات العربية المتحدة خط أنابيب نفط بسعة 1.5 مليون برميل يوميًا ينقل النفط إلى ميناء الفجيرة الواقع على ساحل بحر عمان. كما تستخدم السعودية خط أنابيب النفط الشرقي إلى الغربي لنقل النفط إلى سواحل البحر الأحمر.

من باب المندب إلى بنما

زادت حركة نقل النفط ومنتجاته عبر مضيق باب المندب في البحر الأحمر من 5.4 مليون برميل يوميًا في عام 2021 إلى 8.6 مليون برميل يوميًا في عام 2023. ونتيجة لذلك، أصبح البحر الأحمر في عام 2023 ثالث أكبر طريق نقل في سوق النفط، متجاوزًا رأس الرجاء الصالح (6.0 مليون برميل يوميًا)، ومضيق الدنمارك (4.9 مليون برميل يوميًا)، وقناة بنما (2.1 مليون برميل يوميًا)، ومضيق الدردنيل التركي (3.4 مليون برميل يوميًا).

لكن هذه القائمة في عام 2024 تغيرت بسبب تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر. على سبيل المثال، انخفض عدد ناقلات النفط والمنتجات النفطية والغاز الطبيعي المسال (الإن جي) التي تستخدم طريق البحر الأحمر بنسبة تصل إلى حوالي 60%.

الأهمية الجغرافية لمضيق ملقا

يعد هذا المضيق أقصر طريق بحري بين موردي النفط والغاز الطبيعي في الشرق الأوسط والأسواق الآخذة في النمو في شرق وجنوب شرق آسيا، فهو أقصر من أقرب بديل له بأكثر من الثلث. طول هذا المضيق 900 كيلومتر، وعرضه في أضيق نقطة له، التي تعرف بنقطة “فيليب”، يبلغ 2.8 كيلومتر فقط. وهو أسرع قناة ملاحية بين المحيطين الهندي والهادئ.

إذا اضطرّت السفن لاستخدام مسار بديل، فإن التكلفة ستتراوح بين 9 ملايين إلى 90 مليون دولار.

الأهمية الاقتصادية لمضيق ملقا

يمر عبر هذا المضيق سنويًا ما يعادل تريليون دولار على الأقل من التجارة العالمية. كما يحتوي هذا الطريق على 9 من بين 10 موانئ الأكثر ازدحامًا في العالم. حيث يعبر حوالي 30% من التجارة العالمية، وثلثي حجم التجارة البحرية للصين، و40% من القنوات التجارية البحرية لليابان عبر هذا المضيق، مما يجعله المصدر الرئيسي لتوريد النفط لاثنين من أكبر مستهلكي النفط في آسيا، جمهورية الصين الشعبية واليابان.

وبين عامي 2021 و2023، زادت إجمالي تدفقات النفط عبر مضيق ملقا بمقدار 1.8 مليون برميل يوميًا. وساهم المنتجون الرئيسيون للنفط من منطقة الخليج الذين يمثلون حوالي 60% من النفط الخام المنقول عبر المضيق في عام 2023 في جزء كبير من هذا النمو.

ووفقًا للتقارير، تنقل الصين حوالي 80% من واردات النفط عبر هذا المضيق.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

13 + 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى