فرص لكهرباء الخليج في العراق وسط العقوبات الأميركية على إيران
مثّل إلغاء الولايات المتحدة الإعفاء الممنوح للعراق لاستيراد الغاز الإيراني الذي تعتمد عليه محطات الكهرباء، مأزقاً للحكومة في بغداد لتأمين الطاقة.

ميدل ايست نيوز: مثّل إلغاء الولايات المتحدة الإعفاء الممنوح للعراق لاستيراد الغاز الإيراني الذي تعتمد عليه محطات الكهرباء، مأزقاً للحكومة في بغداد لتأمين الطاقة ولا سيما خلال فصل الصيف المقبل، ما يعد فرصة وفق محللين لدول الخليج لتعزيز حضورها في مجال الطاقة، إذ إن القرار الذي جاء جزءاً من حملة العقوبات الأميركية ضد إيران يدفع العراق إلى البحث عن بدائل جديدة لتلبية احتياجاته.
ويهدف الاتجاه الأميركي الأخير، بقرار من الرئيس دونالد ترامب، إلى منع العراق من استخدام النظام المالي الدولي لتسهيل التهرب من العقوبات الإيرانية، ضمن إجراءات أوسع نطاقاً لخفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، بما في ذلك الشحنات إلى الصين، واعتبار ذلك جزءاً من حملة “الضغط الأقصى” التي توعد بها ترامب.
وترتبط الفرصة الخليجية بمشروع الربط الكهربائي بين مجلس التعاون، إذ يمكن للمشروع تزويد العراق بالكهرباء وتحسين استقرار شبكة الطاقة لديه، ما يعزز التعاون الاقتصادي بين دول الخليج من جانب ويقلل اعتماد العراق على إيران من جانب آخر، بحسب إفادة خبيرين.
وقال الخبير الاقتصادي، رائد المصري، إن السياسة الأميركية الجديدة، التي تهدف إلى تشديد العقوبات الاقتصادية على إيران، من شأنها حرمان العراق من الاستفادة من الغاز والطاقة الإيرانية لتوليد الكهرباء، ما سيسبّب انهياراً كبيراً في قطاع الطاقة الكهربائية في العراق، حيث ستفقد البلاد حوالي 7000 ميجاوات من الكهرباء، بما في ذلك 1200 ميجاوات يتم استيرادها مباشرة من إيران.
وأشار المصري إلى أن هذا الوضع سيضع العراق أمام تحديات كبيرة، مما يدفعه إلى البحث عن مصادر بديلة للطاقة، مثل استيراد الغاز من تركمانستان أو دول الخليج، معتبراً أن هذا التحول من شأنه أن يعطي دول الخليج دوراً أكبر في إعادة تزويد العراق بالكهرباء وموارد الطاقة، مما يعزز من مكانتها الاقتصادية والسياسية في المنطقة.
كما أن هذا التوجه من شأنه أن يسهم في تقليل الاعتماد العراقي على إيران، مما يضعف النفوذ الإيراني في العراق ويفتح المجال لتحرر السياسة الخارجية العراقية من القبضة الإيرانية، بحسب المصري، مؤكداً أن العالم يشهد تحولات جيوسياسية واقتصادية كبيرة تهدف إلى عزل إيران وتقليل نفوذها في المنطقة، خاصة في دول مثل سورية ولبنان والعراق، وهو ما قد يعزز من دور دول الخليج بوصفها قوة اقتصادية وسياسية فاعلة، ويسهم في تعزيز التكامل الاقتصادي العربي ويضعف التحالفات التي تقودها إيران.