إيران.. توقيع عقد بقيمة 17 مليار دولار لزيادة الضغط في حقل غاز مشترك مع قطر
وقعت إيران عقد "زيادة الضغط" لحقل الغاز في بارس الجنوبي للمرة الثانية خلال العامين الماضيين، لكن هذه المرة مع ثلاث شركات محلية والشركة الوطنية للنفط.

ميدل ايست نيوز: وقعت إيران عقد “زيادة الضغط” لحقل الغاز في بارس الجنوبي للمرة الثانية خلال العامين الماضيين، لكن هذه المرة مع ثلاث شركات محلية والشركة الوطنية للنفط. تم تحديد قيمة هذا العقد بـ 17 مليار دولار، ووفقًا لوزير النفط، تم توقيعه مع أربع مقاولين هم: بتروبارس ومقر خاتم الأنبياء وأويك ومبنا.
وقالت صحيفة اعتماد في تقرير لها، إن هذا العقد يأتي في حين أنه في الحكومة الثالثة عشرة تم توقيع 4 عقود تمهيدية بهدف تعريف المقاولين بهذا المجال بقيمة تصل إلى 400 مليون دولار، وهو ما يختلف اختلافاً كبيراً عن قيمة عقد الحكومة الرابعة عشر (17 مليار دولار)، وبحسب وزير النفط، “مع الأسف لم يتم إنفاق حتى سنت واحد على هذا العقد”.
بالتوقيع على هذا العقد، يدخل قطاع النفط الإيراني مرحلة جديدة من الاستفادة المستدامة من أكبر حقل غازي في العالم، الذي سيؤدي إلى دور هام في تأمين الغاز المستدام وتنمية الاقتصاد الوطني.
لماذا زيادة الضغط مهمة؟
حقل غاز بارس الجنوبي مسؤول عن إنتاج 70% من الغاز في إيران، وهو أحد أكبر الحقول الغازية في العالم. يعتمد عليه لتوفير حوالي 70% من الغاز المستخدم في مختلف القطاعات مثل الاستخدام المنزلي والصناعات الصغيرة والكبيرة ومحطات الطاقة.
واستخرجت إيران وقطر الغاز من هذا الحقل بشكل مشترك لمدة ثلاثين عامًا، ومن الطبيعي أن يشهد الحقل انخفاضًا في الضغط بعد فترة من الزمن. هذا الانخفاض في الضغط سيؤدي إلى تقليص كمية الإنتاج، ولهذا السبب بدأت قطر منذ سنوات في طلب منصات وأجهزة ضغط والتوربو كمبروسرات اللازمة، ومن المتوقع أن توفر قطر هذه القدرة في السنوات القادمة. ومع توفر هذه الإمكانية في قطر، يعني ذلك أنه لن يزيد الضغط في الحقل الشمالي الذي يقع في الجانب القطري فقط، بل سيذهب جزء من الغاز الموجود في الجانب الإيراني إلى قطر بسبب الفرق في الضغط.
إحصائيات مفاجئة عن انخفاض الضغط في بارس الجنوبي
يقول وزير النفط الإيراني إنه “تم التقدير أنه بدءًا من عام 2027، سيكون هناك انخفاض في الإنتاج بما يعادل مرحلة واحدة من حقل بارس الجنوبي، وإذا لم يتم زيادة الضغط، فسيتم فقدان مرحلة ونصف من الإنتاج اعتبارًا من عام 2029.”
وأضاف وزير النفط: نظرًا لأن 40% من بنزين البلاد يأتي من حقل بارس الجنوبي، ولأن جزءًا من المكثفات الغازية في هذه المنطقة يتحول إلى بنزين، فإن عدم تنفيذ هذا المشروع سيؤدي إلى تفاقم نقص البنزين في البلاد.
وأكد محسن باك نجاد يوم السبت، خلال مراسم توقيع عقد زيادة الضغط لحقل بارس الجنوبي، الذي حضره مسعود بزشكيان ومديرو صناعة النفط، أن توقيع هذا العقد بعد مرور سبعة أشهر من بداية حكومة الدورة الرابعة يُعد خطوة هامة لتحقيق حلم طويل الأمد وولادة جديدة لحقل بارس الجنوبي.
نحتاج إلى 75 مليار دولار للاستثمار
وفي جزء آخر من حديثه، قال وزير النفط: وفقًا للتقديرات الفنية، فإن مجموعة المشاريع الخاصة بتطوير وصيانة قدرة الإنتاج تحتاج إلى استثمار يقارب 75 مليار دولار، حيث يخص حوالي 53 مليار دولار منها تطوير حقول غازية جديدة، و22 مليار دولار للمشاريع المتعلقة بالحفاظ على قدرة الإنتاج، بما في ذلك مشروع زيادة الضغط في بارس الجنوبي.
وأضاف باك نجاد: من أجل الوصول إلى الهدف المتمثل في إنتاج مليار و340 مليون متر مكعب يوميًا في السنوات الأربع القادمة، نحتاج إلى استثمار سنوي متوسط قدره 19 مليار دولار.
وأشار وزير النفط إلى أن وزن المنشآت البحرية التي سيتم استخدامها في هذا المشروع يقدر بنحو 420 ألف طن، في حين أن ما تم تركيبه في مجال البحر في حقل بارس الجنوبي خلال عشرين عامًا مضت يبلغ حوالي 200 ألف طن، مما يعني أن هذا المشروع سيتضمن تركيب منشآت بحرية ضعف ما تم تنفيذه سابقًا. وأضاف أن حوالي 600 كيلومتر من خطوط الأنابيب البحرية لنقل الغاز الحامض سيتم تركيبها، وسيتم تصميم وبناء أكثر من نصف هذه التوربوكمبريسورات بواسطة الشركات المحلية.
وأوضح أن 70% من الأعمال في هذا المشروع ستتم بواسطة الشركات والمقاولين والمصممين المحليين، مما يعزز من الاقتصاد المحلي ويخلق ورش عمل واسعة النطاق في إيران. كما أضاف أن هذا المشروع سيخلق نحو 17 ألف وظيفة مباشرة و50 ألف وظيفة غير مباشرة.
وأشار وزير النفط إلى أن تسريع تنفيذ هذا العقد وبدء العمليات التنفيذية يتطلب إتمام عقد التمويل مع صندوق التنمية الوطني والموافقة عليه في مجلس الاقتصاد.