الحرس الثوري الإيراني ينفي بشكل قاطع تصريحات قياديه السابق بشأن اغتيالات في أوروبا

اعتبر نائب مسؤول العلاقات العامة والمتحدث باسم الحرس الثوري الإسلامي التصريحات الأخيرة للقيادي السابق في الحرس، "محسن رفيق دوست"، غير صحيحة وغير واقعية.

ميدل ايست نيوز: اعتبر نائب مسؤول العلاقات العامة والمتحدث باسم الحرس الثوري الإسلامي التصريحات الأخيرة للقيادي السابق في الحرس، “محسن رفيق دوست”، غير صحيحة وغير واقعية، وأكد أنه لم يكن له أي دور في القضايا الاستخباراتية أو الأمنية أو العملياتية للحرس الثوري.

واعتبر العميد نائيني، نائب العلاقات العامة والمتحدث باسم الحرس الثوري الإسلامي، في بيان أفادت به وكالة “تسنيم” الإيرانية ردًا على محتوى المحادثة الأخيرة لمحسن رفيق دوست مع إحدى وسائل الإعلام، أنها غير صحيحة وغير واقعية وأكد: كما يتضح من خلفية السيد محسن رفيق دوست وسجل خدمته في الحرس الثوري الإسلامي، لم تكن له أي مسؤولية أو دور في القضايا الاستخباراتية والأمنية والعملياتية لهذه المؤسسة، وكانت مسؤولياته الرئيسية في مجال توفير الإمدادات والدعم للحرس خلال حقبة الحرب الإيرانية العراقية، وهذه التصريحات هي آراؤه الشخصية.

وأضاف: “إن الحالات التي رواها السيد رفيق دوست على أنها ذكريات شخصية عن اغتيال بعض الأشخاص في الخارج أو ارتباطهم بجماعات انفصالية ليست حقيقية أبدًا وتفتقر إلى المصداقية ويتم نفيها بشكل قاطع”.

وأكد المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني: “إن الاستغلال الإعلامي لهذه المقابلة من قبل وكالات الدعاية الأجنبية ومنظمة مجاهدي خلق يأتي في ظل ثبوت تورطهم في معظم الأعمال الإرهابية بشكل كامل ولن يتم محو ذلك من ذاكرة الأمة الإيرانية النبيلة من خلال أساليب الدعاية”.

وما زالت تصريحات القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني، محسن رفيق دوست، بشأن عمليات اغتيال لشخصيات معارضة كبيرة خارج البلاد، تتفاعل داخلياً، لكونها تعتبر أول اعترافات باغتيال هؤلاء بعد عقود طويلة من حالة من الغموض.

يُذكر أن رفيق دوست يعد من مؤسسي الحرس الثوري وأول وزير للحرس (1982 ـ 1988) بعد الثورة الإسلامية قبل أن يلغى لاحقاً المنصب.

والسبت الماضي، قال رفيق دوست في مقابلة مع برنامج التاريخ الشفهي المصور لموقع “ديده بان إيران” (المرصد الإيراني) إنه قاد عمليات اغتيال لعدد من معارضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية في خارج البلاد، متحدثاً أيضاً عن دور القائد العام الأسبق للحرس الجنرال محسن رضائي في ذلك.

وعن الشخصيات التي أشرف على اغتيالها، أشار أول وزير للحرس الثوري الإيراني (ألغي المنصب لاحقاً) في المقابلة، إلى قيادته عملية اغتيال فاشلة لآخر رئيس وزراء إيراني في العهد الملكي شابور بختيار عام 1981 في فرنسا، مضيفاً أن الناشط اللبناني أنيس نقاش (الذي توفي عام 2021) كان قد تلقى الأوامر منه باغتيال بختيار.

وكانت محكمة فرنسية قد حكمت على نقاش بالسجن المؤبد، لكنه بعد عشر سنوات تم تبادله مع رهائن فرنسيين في بيروت. وأضاف رفيق دوست أنه سافر شخصياً إلى باريس للحديث مع وزير الخارجية الفرنسي آنذاك بشأن الإفراج عن نقاش، قائلاً إنه هدد الوزير بتفجير السفارة الفرنسية أو اختطاف طائرة إن لم يفرج عن نقاش. كما قال إن هذه الاغتيالات كانت تتم أيضاً عبر انفصاليين باسكيين (إسبانيا) من خلال دفع أموال لهم.

كما تحدث رفيق دوست عن أشخاص آخرين تم اغتيالهم أو محاولة اغتيالهم في خارج إيران، هم الضابط البحري شهريار شفيق، الملك الإيراني السابق محمد رضا بهلوي، في عام 1979 في باريس، واللواء غلامعلي أويسي من قيادات الجيش الملكي عام 1983 في العاصمة الفرنسية، والشاعر فريدون فرخزاد عام 1992 فی مدينة بون الألمانية.

يُذكر أن العقود الثلاثة الأولى للثورة الإسلامية الإيرانية، شهدت اغتيالات عديدة لعدد من الرموز الإيرانية المعارضة في مدن أوروبية، مما تسبب بتوترات مستمرة في العلاقات الإيرانية الأوروبية خلال تلك العقود وسط اتهامات لطهران ونفيها ذلك. ومن أشهر تلك العمليات، كانت عملية مطعم ميكونوس في مدينة برلين الألمانية في 17 سبتمبر/ أيلول 1992، حيث اغتيل فيها الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، صادق شرفكندي، وثلاثة من رفاقه. وتسببت العملية بتوتير العلاقات الإيرانية الألمانية فأصدرت محكمة ألمانية حكم جلب دولي لوزير الاستخبارات الإيراني آنذلك علي فلاحيان، بعد اتهامات وجهتها للمرشد الإيراني الأعلى والرئيس الإيراني آنذاك علي أكبر هاشمي رفسنجاني ووزير خارجيته علي أكبر ولايتي. وحينها وصف رفسنجاني، الحكم بأنه “فضيحة تاريخية” لألمانيا وذلك بعد استدعاء البلدين سفيريهما.

وبعدما أثارت المقابلة ضجة وردود فعل، أصدر مكتب العميد محسن رفيق دوست، بياناً قال فيه إنه خلال السنوات الأخيرة خضع لعملية جراحية في الدماغ و”قد يذكر بعض الأسماء والذكريات بالخطأ”، مشيراً إلى أن تصريحاته في المقابلة “لا يمكن الاستناد إليها حقوقياً وتاريخياً”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة عشر − سبعة =

زر الذهاب إلى الأعلى