معركة النفط الإيرانية الأميركية على مياه الخليج… ماذا سيفعل ترامب لمواجهة طهران؟
بينما يسعى ترامب إلى تصفير مبيعات النفط الإيراني، أفادت وسائل إعلام غربية بأن إيران تستخدم طرقًا مبتكرة جديدة لبيع النفط في البحر.

ميدل ايست نيوز: بينما يسعى ترامب إلى تصفير مبيعات النفط الإيراني، أفادت وسائل إعلام غربية بأن إيران تستخدم طرقًا مبتكرة جديدة لبيع النفط في البحر. فما هي هذه الطرق وما هو الحل الأمريكي لمواجهتها؟
وفي السنوات الأخيرة، تحولت مياه الخليج إلى ساحة معركة صامتة ولكن مشحونة بين إيران والولايات المتحدة. لم تستخدم الأسلحة العسكرية في هذه المعركة، بل العقوبات الاقتصادية والطرق مبتكرة لتجاوزها.
في قلب هذا الصراع، تكمن صناعة النفط الإيرانية التي تعد شريان الاقتصاد الرئيسي في البلاد. فمع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تم فرض عقوبات جديدة على إيران تهدف إلى قطع جميع الإيرادات النفطية الإيرانية وتقليص القدرة المالية لإيران. لكن الأخيرة استمرت في تصدير النفط باستخدام أسطول الظل وطرق حديثة.
أسطول الظل: سلاح إيران ضد العقوبات
تقول وسائل الإعلام الغربية إن إيران منذ سنوات وبعد أن وقعت تحت وطأة العقوبات الأمريكية، تستخدم أسطول الظل والسفن القديمة وغير المؤمنة لنقل نفطها إلى الأسواق العالمية. ووفقًا للتقارير التي نشرتها “S&P Global” في 12 فبراير 2025، تمكنت إيران في عام 2023 من تحقيق إيرادات بلغت 53 مليار دولار باستخدام أساليب مثل النقل من سفينة إلى سفينة (Ship-to-Ship Transfer) في المياه الدولية للخليج وبحر عمان. هذه الأساليب، على الرغم من تكلفتها العالية ومخاطرها، تمكنت من رفع صادرات النفط الإيرانية إلى حوالي 1.7 مليون برميل يوميًا.
يشمل أسطول الظل الإيراني سفنًا تغير هويتها بشكل مستمر وتستخدم أعلامًا مزيفة. وغالبًا ما تقوم هذه السفن بنقل الشحنات النفطية إلى المشترين في مناطق بعيدة عن السواحل وفي المياه الدولية. ورغم أن هذه الطرق كانت ناجحة في الماضي، إلا أنها تواجه تحديات خطيرة في ظل تشديد العقوبات الأمريكية الجديدة.
الهدف الجديد لترامب: قطع شريان إيران المالي
مع عودة دونالد ترامب إلى السلطة، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة ضد إيران تهدف إلى قطع جميع الإيرادات النفطية الإيرانية. وفقًا لتقرير نشرته “رويترز”، قال مسؤول أمريكي: هدفنا هو قطع جميع المصادر المالية لإيران المتعلقة بالبرنامج النووي والمجموعات الوكيلة. وأكد سكوت بيسينت، وزير الخزانة الأمريكي، في تقرير نشرته “Yahoo News” قائلاً: نستخدم جميع الأدوات لتعطيل سلسلة إمدادات النفط الإيرانية. كما أعلن وزير الطاقة الأمريكي أن الولايات المتحدة مستعدة لفرض عقوبات نفطية على إيران.
وبذلك، فإن الهدف الرئيسي من هذه العقوبات هو الادعاء الغربي بتقليص القدرة المالية لإيران على مواصلة برامجها النووية ودعم الجماعات الوكيلة في المنطقة. كما يهدف ترامب من خلال هذه العقوبات إلى زيادة الضغط على حلفائه الإقليميين، بما في ذلك إسرائيل ودول الخليج العربي، لجذب دعمهم لسياسات واشنطن.
طرق أميركية: من تفتيش السفن إلى فرض عقوبات على أسطول الظل
لمواجهة الطرق الإيرانية، لم تقتصر الولايات المتحدة على العقوبات الورقية، بل نفذت عمليات بحرية. وفقًا لتقرير “US News” في 6 مارس 2025، قال مصدر أمريكي مطلع: “نستخدم اتفاقية مواجهة أسلحة الدمار الشامل لتفتيش السفن في مضيق ملقا.” هذا المضيق هو أحد أهم الطرق التجارية في العالم ويعد نقطة ترانزيت رئيسية للنفط الإيراني.
بالإضافة إلى ذلك، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على 16 شركة و13 سفينة تابعة لأسطول الظل، في محاولة لكشف شبكات تصدير النفط الإيرانية. وذكرت “Marine Insight” في 7 مارس 2025 أن الولايات المتحدة فرضت هذه العقوبات بهدف “كشف الشبكات غير القانونية.” كما أعلن قسم الخزانة الأمريكية: “لقد فرضنا عقوبات على أكثر من 30 شخصًا وسفينة بسبب التجارة بالنفط الإيراني.”
الصين وروسيا: المشترين الرئيسيين للنفط الإيراني تحت الضغط
أصبحت الصين وروسيا، وهما أكبر المشترين للنفط الإيراني، تحت مراقبة الولايات المتحدة. في هذا السياق، نقلت “بلومبرغ” عن مصدر مطلع قوله: “العقوبات جعلت التجارة بين الصين وإيران أكثر تعقيدًا، لكنها لم توقفها.” الصين التي اشترت أكثر من 80% من نفط إيران في عام 2024، تواجه الآن العقوبات الأمريكية الجديدة.
أما روسيا، فهي تواجه نقصًا في ناقلات النفط، فهي تبحث عن سفن جديدة لمواصلة شراء النفط الإيراني. نقلت “Yahoo News” عن مصدر مطلع قوله: “نحن نبحث عن سفن جديدة.” هذا النقص قد يجبر موسكو على التراجع عن شراء النفط الإيراني، لكن من غير المرجح أن يتوقف بيع النفط تمامًا.
طرق جديدة لإيران: مقاومة العقوبات
ردًا على العقوبات الأمريكية الجديدة، ابتكرت إيران أساليب جديدة لتصدير نفطها. وفقًا لتقرير “Oil Price” في 7 مارس 2025، قال محلل: “إيران تستخدم سفنًا أصغر ونقلًا متعدد المراحل في البحر لتشويش الرادارات الأمريكية.” هذه الطرق، رغم أنها مكلفة، تمكنت إلى حد ما من التهرب من المراقبة الدقيقة من قبل الولايات المتحدة.
بالإضافة إلى ذلك، تعاونت إيران مع دول مثل تركمانستان لإنشاء مسارات برية-بحرية جديدة لتصدير نفطها. نقلت “Ata Watan” من تركمانستان عن مصدر مطلع قوله: “إيران تتعاون مع تركمانستان في إنشاء مسارات برية-بحرية.”
توقعات رد فعل ترامب: تصعيد الضغوط
يتوقع الخبراء أن ترامب لن يتراجع أمام الطرق الجديدة التي تستخدمها إيران. وأشار “Oil Price” في تقريره إلى أن مصدرًا مطلعًا ذكر: “ترامب يتبع نهجًا غير متسامح.” من المحتمل أن تواصل الولايات المتحدة تنفيذ عمليات التفتيش البحرية بشكل أكثر شدة، مع زيادة الضغط على حلفائها.
ويقول المراقبون السياسيون إن المعركة النفطية بين إيران وأمريكا على أمواج الخليج أصبحت واحدة من أكثر النزاعات الاقتصادية تعقيدًا وتوترًا في العالم. بينما تواصل إيران تصدير نفطها باستخدام أسطول الظل وطرق مبتكرة، فإن العقوبات الأمريكية الجديدة والضغط على المشترين تخلق تحديات كبيرة لإيران. ومع ذلك، من المرجح أن تكون ردود الفعل التالية لترامب هي تصعيد العمليات البحرية وفرض عقوبات أكثر صرامة، في محاولة لتحويل هذه المعركة لصالحه.