عشية محادثات بكين.. الصين تدعو إلى حل “دبلوماسي” للنووي الإيراني
دعت الصين الخميس إلى حل "دبلوماسي" لمسألة ملف إيران النووي في حين تستعد لاستضافة محادثات يجريها دبلوماسيون من طهران وموسكو.

ميدل ايست نيوز: دعت الصين الخميس إلى حل “دبلوماسي” لمسألة ملف إيران النووي في حين تستعد لاستضافة محادثات يجريها دبلوماسيون من طهران وموسكو.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ للصحفيين “في الوضع الحالي، نعتقد أن على جميع الأطراف المحافظة على الهدوء وضبط النفس لتجنب التصعيد في الوضع النووي الإيراني، أو حتى التحرك باتجاه مواجهة ونزاع”.
وقالت ماو إن “الصين تأمل بصدق أن يكون بإمكان الأطراف كافة العمل معا وزيادة الثقة المتبادلة بشكل متواصل وتبديد المخاوف وتحويل زخم إعادة إطلاق الحوار والتفاوض إلى حقيقة في موعد قريب”.
وتعقد الصين غداً الجمعة حواراً ثلاثياً مع روسيا وإيران لمناقشة الملف النووي الإيراني على مستوى نواب وزراء خارجية الدول الثلاث.
ويأتي الاجتماع في الوقت الذي تواجه فيه طهران تدقيقاً متجدداً بشأن أنشطتها في تخصيب اليورانيوم. ومن المقرر في اليوم نفسه، أن يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جلسة مغلقة في نيويورك لمناقشة مخزون إيران المتنامي من اليورانيوم المخصب إلى مستويات قريبة من مستويات صنع الأسلحة النووية.
ويأتي الاجتماع في أعقاب محاولة الرئيس الأميركي الأخيرة لاستئناف المفاوضات مع طهران. فخلال الأسبوع الماضي، بعث ترامب رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، يعرض فيها إجراء محادثات بشأن اتفاق نووي مُعدّل. غير أن إيران رفضت العرض، واصفة نهج ترامب بـ”التنمر”.
كما رفض الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، المبادرة الأميركية، قائلاً: “من غير المقبول بالنسبة لنا أن يصدروا الأوامر ويوجهوا التهديدات. لن أتفاوض معكم.. افعلوا ما تريدون”. وكان ترامب قد حذر في رسالته إلى طهران قائلاً: “آمل أن تتفاوضوا لأنه إذا كان علينا اللجوء للخيار العسكري فسيكون الأمر مريعاً جداً”.
وكانت وزارة الخارجية الصينية قد أعلنت أمس الأربعاء أن بكين ستعقد اجتماعاً يضم روسيا وإيران بشأن القضية النووية الإيرانية في 14 مارس/آذار.
وسيرأس نائب وزير الخارجية ما تشاو شيو الاجتماع، وسيحضره نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ألكسيفيتش ريابكوف، ونائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي. وأضافت أن الأطراف الثلاثة سوف تتبادل وجهات النظر حول الملف النووي الإيراني وقضايا أخرى ذات اهتمام مشترك. من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في بيان، أن جدول الأعمال سيشمل التطورات المتعلقة بالملف النووي ورفع العقوبات.
تطلعات بكين
يرى أستاذ الدراسات السياسية في معهد قوانغ دونغ، لين تشين، أن الصين لديها مصلحة في جمع الأطراف ذات الصلة لبلورة رؤية مشتركة بشأن الملف النووي والقضايا ذات الاهتمام المشترك، في ظل التطورات الأخيرة، سواء ما يتعلق بالدعوة التي وجهها الرئيس الأميركي إلى طهران لاستئناف المفاوضات، أو ما يحاك الآن لمعالجة الأزمة الأوكرانية عبر التقارب الروسي الأميركي غير المسبوق.
وأضاف بأن بكين تشعر بأن هناك فرصة حقيقية لتقريب وجهات النظر في معالجة القضايا الدولية الملحة، ولكن على أن يتم ذلك في إطار من التوافق بين الدول الثلاث (الصين، روسيا وإيران)، وبما يحقق المصالح المشتركة. ولفت إلى أن الصين تربطها علاقات استراتيجية مع كلا البلدين، ولديها رغبة ومصلحة في تحقيق السلام والاستقرار ودعم الجهود الدولية في هذا الاتجاه بما ينسجم مع مكانتها باعتبارها قوة رئيسية وعضواً دائما في مجلس الأمن.
مخاوف صينية
في المقابل، يقول جو فانغ، الباحث الزميل في جامعة آسيا (تايوان)، في حديث مع “العربي الجديد”، إن تسارع الأحداث الأخيرة والمبادرات غير المتوقعة التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب أحدثت ضجة كبيرة في العالم، وأربكت جميع الحسابات الدولية، لأنها تمس مصالح العديد من الدول، بما في ذلك المصالح الصينية.
وبالتالي، هناك خشية في بكين من أن تأتي هذه الحلول على حسابها، بمعنى أن يكون التقارب مع روسيا أو إيران مصحوباً باشتراطات أميركية تحد مع علاقة هاتين الدولتين بالصين في مجالات التجارة والاقتصاد والنفط. لذلك، يأتي هذا الاجتماع، حسب جو فانغ، لاستطلاع الأفكار ومحاولة صياغة رؤى مشتركة، غير أن نجاح ذلك، أي تبديد مخاوف الصين، يتوقف على مدى استعداد كل من طهران وموسكو لموازنة مصالحهما الخاصة وضبط علاقاتهما بواشنطن وبكين.
يشار إلى أنه خلال فترة ولاية ترامب الأولى، انسحبت الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة التي تم توقيعها في عهد إدارة أوباما، واعتمدت سياسة أحادية الجانب تتمثل في ممارسة أقصى قدر من الضغط على إيران، لكن خلال إدارة بايدن، خففت الولايات المتحدة إلى حد كبير عقوباتها الاقتصادية على إيران بسبب القضية النووية الإيرانية.
وفي الوقت نفسه، وحسب تقارير غربية، استخدمت إيران انتهاك الولايات المتحدة أحادي الجانب للاتفاق ذريعةً لمواصلة تطوير التكنولوجيا النووية ذات الصلة واحتياطيات المواد النووية، ما أدى إلى حالة طوارئ بعد عودة ترامب مرة ثانية إلى البيت الأبيض.