من الصحافة الإيرانية: دلالات تعيين أنور قرقاش لإبلاغ رسالة ترامب لإيران

قال خبير بارز في السياسة الخارجية الإيرانية إن الإمارات تشعر بأنها ستتكبد خسائر كبيرة إذا نشب صراع بين الولايات المتحدة وإيران ولذلك قامت بتكليف شخصية أمنية لمتابعة هذا الملف.

ميدل ايست نيوز: علق خبير بارز في السياسة الخارجية الإيرانية على الوساطة التي قام بها أنور قرقاش بين ترامب وإيران، قائلا إن الإمارات تشعر بأنها ستتكبد خسائر كبيرة إذا نشب صراع بين الولايات المتحدة وإيران، ولذلك قامت بتكليف شخصية أمنية لمتابعة هذا الملف، نظرًا لأن أولويتهم الأساسية في هذه القضية هي الجانب الأمني، وإلا كان بإمكانهم تكليف وزير خارجيتهم بهذه المهمة.

وفي مقابلة مع وكالة إيلنا، تحدث حسن بهشتي بور عن الرسالة التي بعث بها ترامب إلى إيران عبر مبعوث إماراتي، وأسباب اختيار الإمارات وأنور قرقاش تحديدًا: يبدو أن هذا جزء من لعبة جديدة. الإمارات وقطر وعُمان جميعها معنية بتحسين العلاقات بين إيران وأميركا، خاصةً الإمارات التي تربطها علاقات تجارية واسعة مع إيران، إذ تعدّ دبي مركزًا للتجارة مع إيران. بالتالي، إذا تحسّنت العلاقات بين إيران وأميركا، فسيكون ذلك لصالح أبوظبي. أعتقد أن الإمارات قد تكون شعرت بتهديد محتمل، حيث إنها ستتضرر إذا نشب صراع بين إيران أميركا.

الإمارات مستفيدة من تحسين العلاقات بين إيران وأمريكا

وأضاف: بكل الأحوال، الإمارات مستفيدة من تحسين العلاقات بين طهران وواشنطن، لذلك من الطبيعي أن تسعى لاتخاذ خطوات في هذا الاتجاه. أما فيما يتعلق باختيار الولايات المتحدة للإمارات كوسيط، فلا أملك تحليلًا دقيقًا لذلك، وربما كان الأمر بمبادرة من الجانب الإماراتي نفسه.

اختيار شخصية أمنية يؤكد الطابع الأمني للقضية

أما بشأن اختيار أنور قرقاش كناقل لرسالة ترامب، أوضح المحلل الدولي: لم تختره الولايات المتحدة، بل اختارته الإمارات. أي أن أمريكا سلّمت الرسالة للإمارات، والأخيرة هي التي قررت من سيتولى إيصالها إلى إيران. هذا يعزز فرضيتي بأن الجانب الأمني كان محوريًا في هذه القضية، فاختيار شخصية أمنية يعني أن هناك اهتمامًا كبيرًا بالجوانب الأمنية. الإمارات تدرك أنها قد تتضرر بشدة إذا اندلع صراع بين إيران وأميركا، لذا أوكلت الملف إلى شخصية أمنية، لأن أولويتهم الأولى هنا هي الأمن، وإلا لكان بإمكانهم تكليف وزير خارجيتهم بهذه المهمة.

الأجهزة الأمنية تفهم بعضها البعض بشكل أفضل

وأشار بهشتي بور إلى نقطة أخرى، قائلًا: الأشخاص العاملون في المجال الأمني يتواصلون مع بعضهم البعض بسهولة أكبر، ويفهمون بعضهم البعض بشكل أفضل. وإذا كانت هذه الرسالة بهذه الدرجة من الأهمية، فمن المرجح أنها كُتبت للمرشد الأعلى في إيران، وكان الهدف أن تصل إلى يد القائد الأعلى. في المرة السابقة، تم تسليم رسالة مماثلة إلى رئيس وزراء اليابان، وتم التعامل معها على نفس المستوى. على أي حال، أعتقد أن الإماراتيين هم من اختاروا هذه الشخصية، وليس الأمريكيون. الأمريكيون فقط طلبوا منهم تسليم الرسالة.

لا يجب أن نتصرف وكأن الأمريكيين يتحكمون في كل شيء

وفي ختام حديثه، شدّد بهشتي بور على ضرورة عدم المبالغة في تقدير الدور الأمريكي، قائلًا: نحن نتصرف أحيانًا وكأن الأمريكيين يتحكمون في كل شيء وكأن قراراتهم نافذة لا محالة، لكن الأمر ليس كذلك. الحقيقة أن هذه الرسالة تحمل طابعًا أمنيًا بالنسبة لهم، ولذلك تم تسليمها إلى شخصية أمنية، يبدو أنها أعلى مسؤول أمني لديهم، ويؤدي دورًا شبيهًا بالمستشار في الشؤون الخارجية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى