أزمة مياه شديدة في إيران وسدود طهران تبلغ أدنى مستوياتها

أفادت مديرية العلاقات العامة لشركة المياه والصرف الصحي في محافظة طهران أن 19 محافظة في إيران تواجه مشاكل في المياه وأزمة جفاف.

ميدل ايست نيوز: أعلنت شركة المياه والصرف الصحي فی محافظة طهران أن مخزون المياه في سد لتيان يبلغ 12% وسد ماملو 12% وفي سد لار في أسوأ حالة ممكنة 1%، بينما وصل مخزون سد كرج، الذي كان دائمًا ممتلئًا، إلى 7%.

وأفادت مديرية العلاقات العامة لشركة المياه والصرف الصحي في محافظة طهران أن 19 محافظة في إيران تواجه مشاكل في المياه وأزمة جفاف.

ويحتوي سد لتيان، الذي يضم خزان بسعة 95 مليون متر مكعب ويعد من السدود الرئيسية الخمسة لتأمين مياه الشرب لمحافظة طهران، يحتوي حاليًا على 9 مليون متر مكعب من المياه فقط.

وبحسب تقرير شركة المياه، فإن “الإحصائيات المتعلقة بحجم المياه الداخلة إلى السدود مثيرة للقلق، حيث دخلت فقط 42% من المياه إلى السدود، بينما بلغت نسبة الأمطار 43%، ومستوى امتلاء السدود 43%.”

وينذر التراجع الملحوظ في الأمطار والعجز في موارد المياه والكهرباء بتفاقم الأزمة في البلاد. وفقًا لوزارة الطاقة، تراجعت نسبة الأمطار في بعض المناطق بنسبة تصل إلى 40%، وتتوقع التنبؤات أن يستمر هذا الاتجاه في الأشهر المقبلة.

ووفقًا لوكالة إيسنا، لا تقتصر أزمة الموارد المائية على تحديات توفير مياه الشرب في المدن المكتظة بالسكان، بل أضافت ضغطًا إضافيًا على الموارد المائية في القطاع الزراعي. في الوقت نفسه، يعتبر الخبراء أن أحد الأسباب الرئيسية لهذا التراجع هو عدم كفاءة استخدام المياه والكهرباء.

جفاف غير مسبوق وتهديد بتأمين مياه الشرب

قال محمد جوانبخت، نائب وزير الطاقة لشؤون المياه والصرف الصحي، إن انخفاض هطول الأمطار بشكل ملحوظ أدى إلى حدوث جفاف شديد، مما تسبب في صعوبة تأمين مياه الشرب والزراعة في بعض المحافظات مثل طهران وخوزستان وأصفهان.

وأشار إلى أن متوسط ​​الانخفاض في الأمطار حتى ثلاثة أيام مضت كان أكثر من 50%، ولكن مع الأمطار الأخيرة، انخفضت هذه النسبة إلى 40%. وأوضح أن التوقعات تشير إلى استمرار قلة الأمطار في الأشهر القادمة، مما يستدعي إدارة الموارد الحالية وتنفيذ سياسات فعّالة لمواجهة الأزمة.

إدارة الاستهلاك: الحل الوحيد للخروج من الأزمة

إلى جانب المشاكل المتعلقة بتقليص الأمطار والعجز في الموارد المائية، شدد المتحدث باسم صناعة المياه في إيران على ضرورة تغيير النهج المتبع في استهلاك المياه. وأكد فيروز بزرك زاده، أهمية إدارة الموارد المائية، قائلاً: إن حدوث عام مطري عادي بين سنوات من الجفاف المتوالي يمكن أن يساعد في تخزين المياه في الخزانات السطحية والجوفية، لكن هذا وحده ليس كافيًا، فنحن بحاجة إلى إدارة ذكية لاستهلاك المياه.

وحذر بزرك زاده من الإفراط في استخدام المياه الجوفية، مؤكدًا أن هذا لا يؤدي فقط إلى زيادة الملوحة وتلوث المياه، بل يهدد استدامة المياه الجوفية. وأوضح أن أي زيادة في استخراج المياه من هذه المصادر يجب أن تتم بعد دراسة دقيقة من الخبراء.

وطالب المسؤول الإيراني المواطنين بتقليل استهلاك المياه، مشيرًا إلى أن “الحل الوحيد للخروج من الأزمة هو تقليص الاستهلاك، ويجب على المستهلكين في المدن، وكذلك في القطاع الزراعي والصناعي، تغيير نمط استهلاكهم.” وأوضح أن “تنفيذ أنماط الزراعة المتوافقة مع ظروف الجفاف وتقليل المساحات المزروعة بمحاصيل استهلاك المياه الكبير أمر ضروري.”

كما حذر من الحلول السطحية وغير الصحيحة، وقال: حفر آبار جديدة أو زيادة استخراج المياه الجوفية لن يحل مشكلة نقص المياه، بل سيزيد من تفاقم الأزمة. الحل الوحيد هو التعاون العام والاعتراف بحقيقة قلة المياه.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

8 + 18 =

زر الذهاب إلى الأعلى