بزشكيان أمام أربعة تحديات: هل سيفي بوعوده في عام 2025؟
يعتقد بعض المراقبين أن بزشكيان حتى الآن اتخذ مواقف واضحة ومؤكدة فقط في قضية الحجاب، بينما في قضايا مثل فاتف وقيود الحجب على مواقع التواصل، فقد أعطى الفرصة للطرف الآخر.

ميدل ايست نيوز: “الوعود التي قدمتها لا أنساها”. ما سبق هو جملة كتبها الرئيس الإيراني مسعود بزشکیان صباح 10 فبراير المنصرم على حسابه على إكس، مما أثار تفاعلا بين الإيرانيين.
وقالت وكالة خبرآنلاين إن بزشكيان في هذه الأيام يشعر بشدة بالوحدة أمام مجلس الشورى الإسلامي، ويتعرض لانتقادات كثيرة من مؤيديه القدامى ومن مجموعة من الإصلاحيين الذين بذلوا جهدًا كبيرًا من أجل نجاحه في الانتخابات.
قيود الحجب؛ سد لم يتم تحطيمه
قبل أن تُجرى الانتخابات الرئاسية في صيف 2024، صرح مسعود بزشکیان في مناظراته وظهوره الانتخابي بأنه سيقف ضد قيود الحجب على الإنترنت وبيع برامج كاسر الحجب (VPN). أعلن حينها بشكل قاطع أنه ضد هذه القيود. وعندما بدأت الخطوة الأولى نحو إزالة الحجب والتي كانت في واتساب ومتجر غوغل بلاي، كان من المتوقع أن تؤدي الخطوتان التاليتان على الأقل إلى إلغاء حظر يوتيوب وتويتر، والأهم من ذلك، تيليجرام وإنستغرام.
ومع ذلك، تبين لاحقًا أن المجلس الأعلى للفضاء الافتراضي ليس لديه العزم اللازم لرفع الحظر عن مواقع التواصل المهمة. علما أنه انتشرت بعض الادعاءات حول محادثات جرت بين إيران وإدارة المنصات الأجنبية، إلا أنه يقال إن هذه المنصات لا تبدي أي اهتمام بالتفاوض مع طهران.
ومع مرور الوقت، بدا أن مسعود بزشکیان لا يظهر اهتمامًا بمتابعة القضية، ويبدو أنه قد أخرج إزالة الحجب من أولوياته رغم توصيات العديدين له بتوجيه الأمل للناس في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
قانون الحجاب؛ جدل مع المتشددين
أحد أبرز مواضيع الجدل بين مسعود بزشکیان والمتشددين في هذه الأيام هو مسألة قانون الحجاب والعفاف. وفقًا لتصريحات قائم بناه، نائب الرئيس التنفيذي، فقد صرح بزشکیان مؤخرًا قائلاً: لا أستطيع تطبيق قانون الحجاب والعفاف لأنه سيسبب مشاكل للناس ولن أقف ضد الشعب.
وقد ذكر هذا في حوار تلفزيوني في منتصف شهر ديسمبر، حيث أعلن أن الحكومة غير مستعدة لتطبيق قانون الحجاب والعفاف. ورغم وضوح موقفه حول مسألة الحجاب، إلا أن الوضع بالنسبة له أصبح أكثر صعوبة.
في الأسبوعين الأخيرين، تظاهر مؤيدو قانون الحجاب والعفاف عدة مرات أمام مبنى البرلمان، وهو ما يشير بوضوح إلى أن الرئيس الإيراني يتعرض لضغوط كبيرة من أطراف عدة لتنفيذ هذا القانون. وعلى الرغم من أن رئيس البرلمان لم يرسل بعد هذا القانون إلى الحكومة بسبب قرار المجلس الأعلى للأمن الوطني، إلا أن مسعود بزشکیان سيظل تحت ضغط مستمر في عام 2025 في هذا الملف.
فاتف؛ قضية قد تصبح جزءًا من التاريخ
أحد الوعود الرئيسية لمسعود بزشکیان في فترة ترشحه للرئاسة كان السعي للخروج من القائمة السوداء لفاتف. رغم أنه لم يقدم خطة محددة للخروج من هذه القائمة، إلا أنه قال: فاتف مثل الفيفا، إذا لم نوافق عليها، لن نتمكن من المشاركة في المباريات الدولية، والبنوك لن تسمح لنا باللعب.
وأظهرت هذه التصريحات في وقتها أن مسعود بزشکیان لديه رؤية واقعية تجاه قضية فاتف. رغم أن الكثيرين يعتقدون أن خروج إيران من هذه القائمة لن يساهم في حل المشكلات الاقتصادية ما لم يتم رفع العقوبات الدولية، إلا أن هذا الخروج قد يخلق نوعًا من الأمل داخل البلاد. ومع ذلك، تم إخراج مشروعي باليرمو وCFT من جدول أعمال مجمع تشخيص مصلحة النظام، ولكن بزشکیان طلب من المرشد الأعلى أن يعاد طرحهما على جدول الأعمال، وهو ما لاقى قبولًا منه.
ومع مرور الأشهر، وبعد دراسة المشروعين في اللجان المعنية، أعلن مصطفى ميرسليم، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام والمعارض لفاتف، أن مصير مشروعي باليرمو وCFT سيتحدد بحلول الربيع المقبل.
العقوبات؛ وضع محبط
القضية الرابعة والأكثر حيوية بالنسبة لمسعود بزشکیان هي مسألة رفع العقوبات أو التفاوض حولها؛ حيث أشار الرئيس الإيراني عدة مرات أثناء الانتخابات وبعدها إلى أهمية رفع العقوبات. ومع ذلك، نحن اليوم بعيدون عن رفع العقوبات الاقتصادية بأكبر قدر ممكن. وقد جعلت مذكرات “أقصى الضغوط” التي وقعها دونالد ترامب الوضع أسوأ مما كان عليه سابقًا.
ورغم أن مسعود بزشکیان أكد أنه يؤيد التفاوض لرفع العقوبات، إلا أنه كما كان متوقعًا منذ البداية أن مثل هذه القرارات هي مسألة حاكمة أكثر من كونها مسألة حكومية.
وبينما يتم إرسال تهديدات من ترامب حول احتمالية استخدام القوة العسكرية، تتخذ طهران قرارات بعدم إجراء أي حوار مع إدارة ترامب في الوقت الراهن. ومع ذلك، تجري إيران مفاوضات مع الأوروبيين لتجنب تفعيل آلية “الزناد”، ولكن حتى هذه المفاوضات لا تحمل آمال كبيرة لرفع العقوبات في المستقبل القريب.
يعتقد بعض المراقبين أن بزشكيان حتى الآن اتخذ مواقف واضحة ومؤكدة فقط في قضية الحجاب، بينما في قضايا مثل فاتف وقيود الحجب على مواقع التواصل، فقد أعطى الفرصة للطرف الآخر. يعتقد مؤيدو هذه الفكرة أنه إلى جانب التوترات التي تواجهها حكومة مسعود بزشکیان مع البرلمان، فقد نشأت موجة من الإحباط بين مؤيدي الإصلاحات والناخبين. ومع ذلك، يبدو أنه سيكون من الضروري بذل مزيد من الوقت لإصدار حكم نهائي على أداء حكومة مسعود بزشکیان في هذه القضايا الأربعة.