فرصة تاريخية لإيران: كيف يمكن للأزمات الأوروبية تعزيز موقف طهران في النظام الدولي؟
يمكن للنهج الذكي أن يوفر فرصة لإيران لتعزيز موقفها في النظام الدولي الجديد وتحقيق تقدم في ملفها النووي.

ميدل ايست نيوز: تواجه العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والقوتين الكبيرتين في النظام الدولي تحديات كبيرة، ويمكن للنهج الذكي أن يوفر فرصة لإيران لتعزيز موقفها في النظام الدولي الجديد وتحقيق تقدم في ملفها النووي.
وكتبت وكالة إرنا الحكومية، أن تذبذب العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وكلاً من الولايات المتحدة وروسيا، الذي تأثر بالأحداث الداخلية في الاتحاد والدولتين المعنيتين من جهة، وبالتحولات العالمية من جهة أخرى، أصبح محوراً للعديد من التحليلات والتكهنات. تعمل أوروبا، وبالأخص بريطانيا وفرنسا وألمانيا، حالياً على تحديد مكانتها في ساحة مليئة بالتحديات، في وقت باتت فيه المشاكل الداخلية الأوروبية تزيد من تعقيد هذه المساعي.
وتأثرت إيران، من خلال علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي وخاصة الترويكا، بالقرارات والإجراءات الأوروبية. ومع ذلك، تسعى طهران إلى أن تجد طريقها وسط هذه التحديات الأوروبية وتسعى لتلبية مصالحها الخاصة.
نظرة على التحديات الأوروبية مع أمريكا وروسيا
يرى ترامب أن أوروبا ليست اتحادًا متماسكًا ومتساويًا مع أميركا، بل قارة تحتاج إلى دعم أمريكي وتطالب به بشكل متزايد في مجالي الاقتصاد والأمن. ولا تبدو الحقائق الاقتصادية والعسكرية الحالية في أوروبا بعيدة عن هذا الرأي، حيث تشير التوقعات إلى أن النمو الاقتصادي في أوروبا في عام 2024 لن يتجاوز 0.9%. في القطاع الدفاعي، لا تلوح الأوضاع بالإيجابية أيضًا، إذ يواجه حلف الناتو، الذي يُعدّ الدرع الدفاعي الأهم لأوروبا، تحديات مالية في ضوء تكاليف الحرب في أوكرانيا، مما يجعل الدول الأوروبية مترددة في تخصيص مزيد من ميزانيتها لهذا التحالف.
ومع تصاعد الحروب التجارية التي فرضها ترامب على جميع الدول، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي، ظهرت أيضًا توترات جديدة عبر تطبيق قوانين صارمة ضد شركات التكنولوجيا الأمريكية مثل جوجل وآبل ومايكروسوفت.
أين تكمن الفرصة لإيران؟
قد يُعتبر الشقاق المتزايد بين أمريكا وأوروبا من جهة، والتوتر بين أوروبا وروسيا من جهة أخرى، بداية لفرصة جديدة لإيران. يعتقد بعض المحللين أن هذا التوتر المتزايد مع أمريكا في ملف إيران النووي قد يدفع أوروبا للتقارب مع طهران في محاولة لإدارة التوترات. كما أن روسيا، التي تلعب دورًا محوريًا في هذا السياق، تسعى للتوسط في القضية الإيرانية الأمريكية بشكل ثلاثي.
“ركسانا نيكنامي”، وهي أستاذة جامعية ومحللة في الشؤون الأوروبية، قالت في حديث مع وكالة إرنا، إن إيران في السنوات الأخيرة تم تصنيفها بشكل غير دقيق من قبل الاتحاد الأوروبي باعتبارها قريبة من روسيا، ما أدى إلى اتخاذ مواقف سلبية ضدها. وأضافت أن إيران تحتاج إلى إصلاح هذا التصور والعمل مع الترويكا الأوروبية على بناء الثقة المتبادلة.
وأكدت نيكنامي أن الشقاق الحالي بين أمريكا والاتحاد الأوروبي يُعدّ فرصة تاريخية لإيران، مشيرة إلى أن المفاوضات الثنائية مع الولايات المتحدة في الوقت الراهن لن تحقق مصلحة لإيران، وأن إيران لا تستطيع الحصول على مكاسب من ترامب في ظل هذه الظروف.
وحذرت نيكنامي من أن الوساطة الروسية في هذه المسألة قد لا تكون فعّالة في الوقت الحالي، مشددة على ضرورة ألا تتحول إيران إلى ورقة في اللعبة الأمريكية أو غيرها من الدول.
وفي النهاية، دعت نيكنامي إيران إلى التركيز على المفاوضات متعددة الأطراف مع الترويكا الأوروبية والصين وروسيا، مؤكدة أن وجود الصين في هذه المفاوضات أمر ضروري بالنظر إلى أن الهدف الرئيس من الحروب التجارية الأمريكية هو مواجهة الصين.
كما شددت على أهمية أن توازن إيران بين الأطراف الأوروبية والصينية والروسية، مؤكدة ضرورة أن يكون الحوار مع أمريكا عبر قنوات متعددة الأطراف.