بعد اليمن.. تحذير من تصعيد أمريكي في العراق وفصيل: سنرد
كشفت وسائل إعلام عن مصادر مختلفة عن إيصال وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث رسالة تحذير شديدة اللهجة إلى السوداني، خلال اتصاله معه مساء الأحد.

ميدل ايست نيوز: بالتوازي مع العمليات العسكرية الأمريكية في اليمن، أطلقت البنتاغون تحذيراتها لفصائل “المقاومة” العراقية من أي نشاط أو تدخل عبر اتصال تلقاه رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، وفيما حذر مراقبون من أي تدخل إلى جانب الحوثيين، أكدوا أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متلهفة للرد حتى على “التهديد الشفوي” للمصالح الأمريكية في أي مكان، لكن فيصلا مسلحا استبعد حصول أي “استفزاز” أمريكي في الوقت الحالي، مهددا بالرد في حال حصول ذلك في العراق.
ويقول مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل، إن “اتصال وزير الدفاع الأمريكي وتحذيراته للسوداني في ما يتعلق بالفصائل المسلحة، يأتي بسبب توقعات بمشاركة فصائل عراقية في اليمن، كما حصل سابقا بمسرح العمليات العسكرية في سوريا ولبنان وغيرها من المناطق”.
وكشفت وسائل إعلام عن مصادر مختلفة، عن إيصال وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث رسالة تحذير شديدة اللهجة إلى السوداني، خلال اتصاله معه مساء الأحد.
ويضيف فيصل، أن “الولايات المتحدة دخلت اليوم، في حرب مباشرة في اليمن، لأنها واحدة من مسارح العمليات العسكرية الخارجية بالنسبة لإيران وموقع استراتيجي مهم للتحكم بمضيق باب المندب وممر للبحر الأحمر والخليج وقناة السويس وكل هذه تمثل أهدافا استراتيجية لدعم إيران عسكريا ولوجستيا وماديا، كما أن تلك الممرات المائية المهمة لا يجب المساس بأمنها ضمن إطار القانون الدولي”.
ويعد فيصل، “الحرب الأمريكية على الحوثيين في اليمن، رسالة تهديد لولاية الفقيه وإيران بضرورة التوقف والامتناع عن الاستمرار في دعم الحوثيين ووقف العمليات العسكرية المستمرة على الخطوط التجارية للطاقة وغيرها، إضافة لقصف البوارج الأمريكية والطائرات وغيرها من النشاطات التي تمثل تحديا للولايات الأمريكية وتؤسس لرد أمريكي واسع النطاق قد يمتد من اليمن إلى إيران وقصف مفاعلها النووي”.
وفي ما يتعلق بالفصائل، يشير إلى أنها “سبق أن اشتركت في حروب مماثلة، ولكن هناك احتمالية أن تذهب للمشاركة في حرب جديدة، ولهذا السبب فإن طلب وزير الدفاع الأمريكي يأتي في صميم ضرورة ردع الفصائل ومنعها من الذهاب لليمن أو استهداف المصالح الأمريكية وقواعدها في العراق وسوريا والخليج، خاصة أن هناك 45 قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة وإذا أرادت الفصائل استهدافها فهي أهداف حيوية”.
ويخلص مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية إلى أن “الحرب الأمريكية على اليمن هدفها إنهاء وتصفية قيادات الحوثي كما حصل مع حزب الله في لبنان الذي خسر أكثر من 500 شخصية من نخبة القادة، فالاستراتيجية الأمريكية في اليمن تستهدف تفكيك القدرات العسكرية والسياسية للحوثيين والعودة لإنتاج نظام مدني جديد وتجهيزه برؤية أمريكية”.
ونقلت وسائل إعلام عن “مصادر”، قولها إن “هيغسيث ابلغ السوداني، بأن أي تدخل للفصائل المسلحة العراقية، بشأن الاستهداف الأمريكي ضد الحوثيين في اليمن، سيدفع واشنطن لرد عسكري سريع ضد تلك الفصائل داخل العراق، ولهذا يجب منعها من أي تدخل كما حصل سابقا في حرب لبنان وغزة”.
وأضافت المصادر، أن “وزير الدفاع الأمريكي شدد على السوداني بضرورة الإسراع بحسم ملف نزع سلاح الفصائل المسلحة والعمل على تفكيكها، وأكد أن هذا الملف محل اهتمام كبير لدى الرئيس ترامب وإدارته، فيما أكد السوداني بان الحكومة تعمل على ذلك ولديها حوارات مع الأطراف المسلحة للوصول الى اتفاق بهذا الخصوص”.
ووفق البيان الرسمي، بحث رئيس الوزراء، مع وزير الدفاع الأمريكي، تطورات الأوضاع الأمنية في المنطقة وخاصة المتعلقة بالعمليات العسكرية في اليمن والوضع “المقلق” في سوريا.
من جهته، يعلق المحلل السياسي عقيل عباس، بأن “اتصال وزير الدفاع الأمريكي بالسوداني حصل بعد الضربة الأمريكية للحوثيين، وهو وفقا للواضح يحمل تحذيرا لفصائل المقاومة من التعاون مع الحوثيين لأنها في السابق كانت تشارك بعمليات ثنائية ويتم إعلانها وفقا لمبدأ وحدة الساحات، ولذلك فإن التحذير واضح انه اذا تجدد الدعم سيتم الاستفراد الأمريكي بالفصائل العراقية واحدة بعد الأخرى وهذه هي الرسالة الأمريكية التي نقلها وزير الدفاع”.
وعن طريقة ومستوى استهداف الفصائل في العراق، لا يعتقد عباس أن “الإدارة الأمريكية ستبدأ بضربات للفصائل شبيهة بما حصل في اليمن، إلا إذا قامت تلك الفصائل أولا بحركة أو نشاط ما تجاه المصالح الأمريكية”.
ويجد المحلل السياسي، أن “الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة ترامب متلهفة جدا لهذه الحرب، فبمجرد تهديد الحوثيين بالقصف، بدأت عملية عسكرية ضدهم”، محذرا من أن “الأمر ذاته سيحصل مع أي فصائل عراقية تحاول تهديد الولايات المتحدة ومصالحها، لأن ردة الفعل الأمريكية جاهزة”.
ويشير عباس إلى أن “التهديد الأمريكي والوضع الحالي يضع الفصائل في وضع صعب لذا عليها ألا تقوم بعمل مستفز لإدارة ترامب، والمقصود بما هو مستفز هنا، ليس الأفعال فقط كما في السابق، بل إن مجرد الأقوال والتهديدات ستضع الفصائل أمام رد قوي”.
وقال المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل أمس الاثنين إن القيادة المركزية الأميركية بدأت سلسلة عمليات شملت ضربات دقيقة ضد أهداف حوثية مدعومة من إيران في جميع أنحاء اليمن، وأفاد بأن هدف هذه العمليات هو “استعادة حرية الملاحة وترسيخ الردع الأميركي”.
وشهدت الساحة اليمنية تصعيدا عسكريا غير مسبوق عقب الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة ضد مواقع الحوثيين في عدة محافظات يمنية، وارتفعت حصيلة الغارات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن إلى 53 قتيلا، بحسب حصيلة جديدة ونهائية أعلنتها وزارة الصحة التابعة للحوثيين، أمس الأول الأحد.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الاثنين، إن “أي هجوم آخر أو رد من الحوثيين سيقابل بقوة كبيرة”، وذكر في تغريدة على حسابه في منصة “تروث سوشيال”: “لا ينبغي لأحد أن ينخدع! إن مئات الهجمات التي يشنها الحوثيون، رجال العصابات والبلطجية الأشرار المتمركزون في اليمن، والذين يكرههم الشعب اليمني، كلها تنبع من إيران وهي من صنعها”.
إلى ذلك، يفيد عضو المكتب السياسي لحركة النجباء فراس الياسر، بأن “ما تقوم به الولايات المتحدة في اليمن من عمليات قصف أمر مستهجن ومرفوض، وهو يكشف الوجه الحقيقي لمن قام بقصف غزة، ما يتطلب وجود ردة فعل أممية وأوربية تجاه هذه الحرب”.
ويحذر الياسر من أن “استهداف أمريكا لليمن ستكون له تداعيات خطيرة على المنطقة، لأن جغرافيا اليمن حساسة ومؤثرة في المنطقة بوجود قدرات عسكرية يمنية متقدمة وكبيرة جدا وهذا باعتراف أمريكي وإسرائيلي، ولذلك فالاستهداف الأمريكي الأخير لليمنيين لن يمر مرور الكرام”، لافتا إلى أن “الجغرافية اليمنية صعبة ويمتلك الحوثيون قدرات عسكرية متطورة وإذا استمرت أمريكا بمحاولة إخضاعهم فهي ستفتح جبهات عديدة إلى حد إدخال دول الخليج في الحرب”.
وردا على ما يتعلق باتصال وزير الخارجية الأمريكي بالسوداني، يجيب بالقول: “ليست لدينا معلومة دقيقة عن فحوى هذا الاتصال، وفيما إذا ما قام بالتهديد أو إيصال رسالة”، مشيرا إلى أنه “في جغرافيا المقاومة روح واحدة وتعاون بين جميع الأطراف لأن الاستهداف الأمريكي ليس لشعب دون آخر، بل الهدف إخضاع دول المنطقة للهيمنة الأمريكية بأسلوب البلطجة، وهو ذاته ما حصل في فلسطين والإبادة التي تعرض لها شعبها”.
وعلى الرغم من أنه يستبعد “حصول استفزازات أمريكية للفصائل العراقية في العراق حاليا”، لكنه يتهم “الطرف الأمريكي والإسرائيلي ببدء الاستفزاز وإشعال المنطقة، وهي رغبة مستمرة والدليل ما حصل في سوريا مؤخرا”، محذرا من أن “أي استفزاز للفصائل في العراق سيقابل بالرد بقوة وهو أمر طبيعي من منطلق الدفاع عن النفس والشعب العراقي”.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من تشرين الأول أكتوبر 2023، يهاجم الحوثيون، الذين يسيطرون على مساحات واسعة من اليمن، السفن التجارية في البحر الأحمر، وتركزت عملياتهم قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي في جنوب البحر الأحمر، حيث يستهدفون السفن التي يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو تلك المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية.