تراجع كبير للجامعات الإيرانية في التصنيف العالمي

استمر تراجع التصنيف العلمي للجامعات والمراكز التعليمية في إيران على المستوى العالمي في أحدث تصنيف لمؤسسة «سایمكو».

ميدل ايست نيوز: استمر تراجع التصنيف العلمي للجامعات والمراكز التعليمية في إيران على المستوى العالمي في أحدث تصنيف لمؤسسة «سایمكو» (SCImago) لعام 2025. وتعد «سایمكو» واحدة من بين ثلاثة تصنيفات رئيسية تُستخدم كمؤشر لتحديد الموقع العلمي للجامعات والمؤسسات التعليمية في مختلف الدول.

يهدف هذا التصنيف إلى تقييم الأداء العلمي للجامعات في مجالات البحث والابتكار والتواصل الدولي، استنادًا إلى عدد المقالات المنشورة والاستشهادات العلمية والتعاون البحثي الدولي وتأثير الأبحاث.

ووفقًا لأحدث قائمة صادرة عن «سایمكو»، كانت “جامعة العلوم الطبية التابعة لجامعة آزاد إسلامي في طهران” المؤسسة التعليمية الوحيدة من بين أفضل 20 جامعة إيرانية التي شهدت تحسنًا محدودًا، بينما تراجعت جميع الجامعات الأخرى في الترتيب.

وشهدت جامعة “صنعتي في أصفهان” أكبر انخفاض بواقع 1,019 مركزًا، تليها جامعة “شيراز” بانخفاض 923 مركزًا، ثم جامعة “تربيت مدرس” بـ 737 مركزًا، وجامعة “علم وصنعت” بـ 582 مركزًا، وأخيرًا جامعة “ضنعت شريف” التي تراجعت بـ 524 مركزًا.

أما جامعة طهران، التي احتلت المركز 735 عالميًا في عام 2022، فقد تراجعت إلى المرتبة 739 في 2023، ثم إلى 827 في 2024، ووصلت إلى المرتبة 1,030 في 2025. كما انخفضت جامعة “تربيت مدرس” من المرتبة 1,545 عالميًا في عام 2022 إلى 1,795 في 2023، ثم إلى 2,015 في 2024، قبل أن تهبط مجددًا إلى المرتبة 2,752 في 2025.

وتعرضت جامعة “صنعت شريف”، التي تُعرف بأنها إحدى الجامعات الرائدة في تأهيل النخب الإيرانية، لانخفاض مستمر في التصنيف خلال السنوات الأربع الماضية، حيث هبطت من المرتبة 2,146 في عام 2022 إلى 2,542 في 2023، ثم سجلت انخفاضًا حادًا في 2025، حيث احتلت المرتبة 3,614.

كما تراجعت جامعة “صنعتي أمير كبير” من المرتبة 2,301 في 2022 إلى المرتبة 2,823 في 2025، في حين انخفض تصنيف جامعة “شهيد بهشتي” من المرتبة 3,953 في 2022 إلى 4,732 في 2025.

ويرى الخبراء أن العوامل الرئيسية وراء تراجع ترتيب المؤسسات التعليمية الإيرانية عالميًا تشمل هجرة النخب والطلاب إلى الخارج، وتراجع الميزانيات البحثية وانخفاض مستوى التعاون الدولي مع المؤسسات الأكاديمية المرموقة عالميًا وغياب الاستقرار الإداري والنظرة غير العلمية في تعيينات المناصب الإدارية التعليمية.

وأشار يوسف حجت، القائم بأعمال رئيس جامعة “تربيت مدرس”، إلى انخفاض التصنيف العلمي لجميع الجامعات الإيرانية في مختلف التصنيفات العالمية بحلول ديسمبر 2023، مرجعًا ذلك إلى ضعف التمويل المقدم للجامعات.

وأوضح حجت أن نقص الميزانية المخصصة لشراء المعدات البحثية والتجهيزات المختبرية أصبح واضحًا مقارنةً بالثلاثة عقود الماضية، قائلاً: «للأسف، يتم إنفاق معظم ميزانيات الجامعات اليوم على النفقات التشغيلية اليومية مثل الرواتب والأجور والإقامة والطعام، مما يترك جزءًا ضئيلًا جدًا للبحث العلمي مقارنةً بما كان متاحًا في السنوات الماضية».

ومن العوامل الأخرى التي يعتبرها الخبراء مؤثرة في تدهور التصنيف العلمي، تزايد هجرة النخب والطلاب وأساتذة الجامعات خلال العقد الماضي، مما أدى إلى انخفاض كبير في المستوى البحثي والعلمي للمؤسسات التعليمية الإيرانية.

وفقًا لأحدث البيانات الصادرة في عام 2024، بلغ عدد الطلاب الإيرانيين في الوجهات العشر الأولى للدراسة في الخارج 110 آلاف طالب، مقارنة بـ 60 ألف طالب إيراني كانوا يدرسون في الخارج عام 2020، ما يمثل زيادة بنسبة 82%. ومن بين المؤشرات الأخرى التي تعكس تراجع التصنيف العلمي لإيران عالميًا، معدل هجرة الحاصلين على المراتب الأولى في امتحانات القبول الجامعي خلال العقدين الماضيين.

إقرأ أكثر

انخفاض رتبة الجامعات الإيرانية في التصنيف العالمي والسبب “نقص التمويل”

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 + سبعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى