إيران تدين بأشد العبارات الانتهاكات ضد المدنيين في سوريا وتطالب برفع العقوبات على دمشق
وصف الممثل الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية والمشاكل الاقتصادية الراهنة في سوريا بأنها نتيجة مباشرة للعقوبات الأمريكية غير القانونية، مؤكدًا أن إيران تعمل على إرساء الاستقرار والأمن المستدام في سوريا.

ميدل ايست نيوز: وصف الممثل الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية والمشاكل الاقتصادية الراهنة في سوريا بأنها نتيجة مباشرة للعقوبات الأمريكية غير القانونية، مؤكدًا أن إيران تعمل على إرساء الاستقرار والأمن المستدام في سوريا.
وألقى السفير الإيراني أميرسعيد إيرواني كلمة مساء الثلاثاء بتوقيت نيويورك خلال جلسة مجلس الأمن الدولي حول “الوضع في الشرق الأوسط: (سوريا)”. وأدان إيرواني بأشد العبارات أعمال العنف الواسعة ضد المدنيين في مدينتي اللاذقية وطرطوس منذ السادس من مارس، والتي أدت إلى مجازر بحق المدنيين.
وأكد أن على السلطات السورية اتخاذ إجراءات حاسمة لإنهاء جميع أشكال العنف، وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. كما طالب باحترام حقوق جميع المجتمعات، ووقف أي محاولات لتهجير الأقليات قسرًا، خاصة العلويين والشيعة.
وأشار إيرواني إلى ضرورة مكافحة الإرهاب في سوريا، محذرًا من التهديد الخطير الذي يشكله الإرهابيون الأجانب على الأمن الإقليمي والدولي. وطالب بعمل جماعي منسق لمواجهة هذا التهديد العابر للحدود، مؤكدًا التزام إيران بمكافحة الإرهاب واستعدادها للتعاون مع الشركاء الدوليين في هذا الصدد.
وأعرب السفير الإيراني عن قلقه إزاء الانتهاكات المتكررة من قبل الكيان الصهيوني ضد سيادة سوريا ووحدة اراضيها ، مشيرًا إلى أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة، بما في ذلك الهجوم على مدينة درعا، أدت إلى مقتل مدنيين وتصعيد التوترات الإقليمية. ووصف هذه الاعتداءات بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي، ودعا مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الانتهاكات وإجبار إسرائيل على الانسحاب الكامل من جميع الأراضي السورية المحتلة، بما في ذلك هضبة الجولان.
وأكد إيرواني أن العقوبات الأمريكية والأوروبية تعيق عملية إعادة الإعمار في سوريا وتؤثر بشكل كبير على الفئات الأكثر ضعفًا. ورحب بقرار الاتحاد الأوروبي الأخير بتعليق بعض العقوبات في قطاعات النقل والطاقة والبنوك، لكنه اعتبر ذلك غير كافٍ، داعيًا إلى رفع جميع الإجراءات غير القانونية لتمكين سوريا من إعادة الإعمار وضمان عودة اللاجئين بأمان.
وأكد إيرواني أن مستقبل سوريا يجب أن يحدده الشعب السوري فقط دون أي تدخل خارجي، ودعم تشكيل حكومة شاملة من خلال انتخابات حرة وحوار وطني. كما أكد على ضرورة إجراء استفتاء على الدستور المؤقت لتعزيز الوحدة الوطنية وليس كأداة لتأجيج الانقسامات الطائفية أو العرقية.
ورحب السفير الإيراني بعودة سوريا إلى منظمة التعاون الإسلامي بعد تعليق عضويتها لمدة 13 عامًا، معتبرًا ذلك خطوة مهمة تتيح لسوريا لعب دور فاعل في المنظمة. وأكد التزام إيران بدعم سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية، ووعد بمواصلة لعب دور بناء في تحقيق السلام والاستقرار الدائم في المنطقة.
ورفض إيرواني بشدة الاتهامات الأمريكية غير المبررة، ووصفها بأنها محاولة لتضليل المجتمع الدولي. وأشار إلى أن الولايات المتحدة تنتهك سيادة سوريا تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، بينما تدعم في الواقع الجماعات الإرهابية وتشجع الاحتلال الإسرائيلي.
وختم بالقول: “إيران ملتزمة بتحقيق الاستقرار والأمن الدائم في سوريا، ولا تشارك في أي أعمال تهدف إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.”



