الحلويات التركية تكتسح أسواق العراق.. هل تفقد إيران حصتها؟

كانت العلامات التجارية الإيرانية للحلويات والشوكولاتة تمتلك حصة كبيرة من سوق العراق، لكن الآن أصبحت رفوف متاجر هذا البلد ممتلئة أكثر فأكثر بالمنتجات التركية.

ميدل ايست نيوز: في العقد الماضي، كانت العلامات التجارية الإيرانية للحلويات والشوكولاتة تمتلك حصة كبيرة من سوق العراق، لكن الآن أصبحت رفوف متاجر هذا البلد ممتلئة أكثر فأكثر بالمنتجات التركية. فقد أدى ضعف البنية التحتية التجارية والمشاكل المتعلقة بالعملات الأجنبية وإلغاء المزايا التنافسية، إلى تراجع المنتجين الإيرانيين أمام منافسيهم الإقليميين.

يقول إبراهيم شهير، نائب رئيس لجنة التصدير في غرفة أصفهان، في حديث مع «إكوإيران»: مع تغيير القوانين الخاصة بالاستيراد في العراق، سيتم حظر تصدير البسكويت والمنتجات المماثلة إلى هذا البلد بشكل كامل في المستقبل القريب. لقد حدث هذا الأمر من قبل في صناعات أخرى، وهو ما يشير إلى أن السوق العراقية تتجه نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي.

وأدى ارتفاع التعريفات الجمركية في عام 2024 إلى زيادة التكاليف التي يواجهها المصدرون الإيرانيون لدخول السوق العراقية. ومن المتوقع أن تصبح الظروف أكثر صعوبة في عام 2025، مما سيجعل المصدرين الإيرانيين يواجهون منافسة أكثر شراسة للحفاظ على مواقعهم.

ويوضح شهير أنه قبل 10 سنوات، كانت المنتجات الإيرانية تمتلك حصة كبيرة في متاجر العراق، لكن هذه الحصة تراجعت الآن لتحل محلها المنتجات التركية. وأحد أسباب ذلك هو التسهيلات المصرفية والائتمانية التي تقدمها تركيا للصادرات إلى العراق، في حين يواجه المصدرون الإيرانيون مشكلات متعددة في عمليات التحويل المالي واستعادة العملات الأجنبية.

ويضيف قائلًا: هذه الأوضاع جعلت المنافسة في السوق العراقية غير واقعية وصعبة بالنسبة للمنتجين الإيرانيين، حيث يتعين عليهم تعويض تكاليف العقوبات والسياسات الاقتصادية في سعر المنتج النهائي. في الوقت الحالي، لم يتبقَ في السوق سوى العلامات التجارية التي تمتلك جودة تنافسية، أو التي تلجأ إلى استراتيجيات البيع بأسعار أقل بكثير وتقديم خصومات كبيرة، وهي أساليب لا يمكن أن تستمر على المدى الطويل.

ويتابع نائب رئيس لجنة التصدير في غرفة أصفهان موضحًا: لم تعد اليوم المنافسة في السوق العراقية تقتصر على الجودة فقط، بل أصبح لسعر المنتج النهائي وتصميم العبوة دور مهم أيضًا في جذب العملاء.

ويؤكد شهير على أن “النجاح في هذا السوق يتطلب تخطيطًا دقيقًا وتطوير التكنولوجيا الحديثة وتحسين الجودة وإنشاء شبكات بيع فعالة. ومن خلال اعتماد هذه الاستراتيجيات، يمكن لصناعة الحلويات والشوكولاتة الإيرانية أن تواصل تحقيق النجاح في الأسواق المحلية والدولية”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

9 + 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى