بعد الرد الإيراني على رسالة ترامب.. مكالمة هاتفية بين وزيري خارجية إيران وبريطانيا

ميدل ايست نيوز: في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مساء اليوم الخميس، ناقش وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي القضايا الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية، بما في ذلك القضية النووية الإيرانية.

وحسب بيان للخارجية الإيرانية، هنأ وزير الخارجية البريطاني نظيره الإيراني بمناسبة عيد النوروز ورأس السنة الإيرانية الجديدة، وأكد التزام المملكة المتحدة وغيرها من الدول الأوروبية بالسعي إلى حل دبلوماسي للقضية النووية الإيرانية، وقال إنه سوف يتابع هذه القضية مرة أخرى قريبا بالاتصال مع نظرائه الأوروبيين والأمريكيين.

وفي إشارة إلى عقد أربع جولات من المحادثات بين وفود الجمهورية الإسلامية الإيرانية وثلاث دول أوروبية، أعرب وزير خارجية إيران عن خيبة أمله من بعض التحركات والمواقف غير البناءة للدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي، بما في ذلك فرض العقوبات المختلفة ضد إيران تحت ذرائع كاذبة، ودعا الدول الأوروبية الثلاث إلى إعادة النظر في نهجها تجاه إيران والقضايا في منطقة غرب آسيا.

واستذكر عراقجي نهج الجمهورية الإسلامية الإيرانية القائم على المشاركة فيما يتعلق بالقضية النووية، واعتبر المفاوضات المباشرة لا معنى لها في ظل ظروف “الضغوط القصوى” و”التهديد العسكري”، مؤكدا في الوقت نفسه استعداد طهران لمتابعة النهج الدبلوماسي.

وأشار عراقجي إلى المواقف والرسائل المتناقضة للمسؤولين الأميركيين بشأن المفاوضات مع إيران، واعتبر استخدام الدبلوماسية كأداة للضغط السياسي والنفسي أمرا غير مقبول، وأوضح أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بنظرة مسؤولة والتزاما بالعرف الدبلوماسي، ردت على رسالة الرئيس الأميركي عبر القنوات المناسبة.

وفي هذا الاتصال الهاتفي، رحب وزيرا الخارجية الإيراني والبريطاني بتنصيب السفيرين الإيراني والبريطاني الجديدين في لندن وطهران، وأعربا عن أملهما في أن يساعد هذا التطور في دفع العلاقات الثنائية بشكل أفضل وأكثر سلاسة.

كما تم خلال هذه المحادثة التطرق إلى بعض القضايا القنصلية المتبادلة، وأكد الجانبان، معربين بوضوح عن آرائهما ومخاوفهم في هذا الصدد، على أهمية الحفاظ على قنوات الاتصال بين طهران ولندن لمتابعة القضايا الثنائية وغيرها من المواضيع التي تهم الطرفين بشكل أكثر فعالية.

وأعلن وزير الخارجية الإيراني قبل ساعات أن الرد الرسمي لطهران على رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تم إرساله يوم أمس الأربعاء بـ”الطريقة المناسبة” وعن طريق سلطنة عمان.

وتابع عراقجي حسب ما أفادت وكالة إرنا الإيرانية الرسمية: “يتضمن هذا الرد الرسمي رسالة تم فيها شرح وجهات نظرنا بشأن الوضع الحالي ورسالة السيد ترامب بالكامل ونقلها إلى الطرف الآخر”.

وأكد: “سياستنا لا تزال تتمثل في تجنب المفاوضات المباشرة في ظل ظروف الضغوط القصوى والتهديدات العسكرية، لكن المفاوضات غير المباشرة، كما كانت موجودة في الماضي، يمكن أن تستمر. كما تم إجراء مفاوضات غير مباشرة في حكومتي روحاني ورئيسي.

وكانت تقارير إعلامية أمريكية أفادت بوقت سابق بأن رسالة ترامب إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي تضمنت مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق نووي جديد.

وقبل أسابيع، كشف ترامب أنه أرسل رسالة إلى المرشد الإيراني يقترح فيها إجراء مفاوضات مباشرة.

وفي اليوم التالي، قال ترامب إن الولايات المتحدة “وصلت إلى اللحظات الأخيرة” مع إيران. وأضاف: “لا يمكننا السماح لهم بامتلاك سلاح نووي. سيحدث أمر ما قريبا جدا. من الأفضل التوصل إلى اتفاق سلام على الخيار الآخر، هذا الخيار سيحل المشكلة”.

وسلم مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، الرسالة قبل أيام قليلة إلى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد، في اجتماع بأبو ظبي.

وفي اليوم التالي، سافر مستشار محمد بن زايد، أنور قرقاش، إلى طهران، وسلم الرسالة إلى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي.