تصريحات لأردوغان حول “الجغرافيا الروحية” تثير جدلاً في إيران

وصف بعض المستخدمين الإيرانيين التصريحات الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنها «وقاحة» و«تعدٍّ على وحدة أراضي إيران".

ميدل ايست نيوز: أثارت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن «الجغرافيا الروحية» لبلاده، والتي أشار فيها إلى مدينة تبريز الإيرانة (شمال غرب إيران)، ردود فعل من قبل المستخدمين الإيرانيين على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي خطاب ألقاه في 24 مارس الجاري بمناسبة الذكرى السنوية لمعركة جناق قلعة التاريخية (المعروفة بالإنجليزية باسم غاليبولي)، قال أردوغان: «من سوريا إلى غزة، من حلب إلى تبريز، من الموصل إلى القدس، يرقد الشهداء من كافة أرجاء جغرافيتنا الروحية في جناق قلعة.»

ووصف بعض المستخدمين الإيرانيين هذه التصريحات بأنها «وقاحة» و«تعدٍّ على وحدة أراضي إيران»، بينما دعا آخرون إلى مقاطعة السفر إلى تركيا، التي تستقبل سنويًا، وخاصة خلال عطلات النوروز والصيف، آلاف السياح الإيرانيين.

وأشار البعض إلى الاحتجاجات الأخيرة في تركيا واعتقال المعارضين، معتبرين أن تصريحات أردوغان موجهة «للاستهلاك الداخلي وكسب الشعبية بين القوميين»، ووصفوه بـ«الديكتاتور» الذي «يفعل أي شيء للخروج من أزمته». في المقابل، رحب بعض القوميين الأتراك ومؤيدي أردوغان في إيران بهذه التصريحات.

ماذا حدث في معركة جناق قلعة أو غاليبولي؟

بدأت معركة جناق قلعة في عام 1915 خلال الحرب العالمية الأولى، حيث قاد الحلفاء، بقيادة بريطانيا وفرنسا، حملة عسكرية ضد الجيش العثماني في مضيق جناق قلعة (المعروف بالإنجليزية باسم الدردنيل) بهدف السيطرة عليه وفتح الطريق أمام هجوم نهائي على إسطنبول لدعم روسيا القيصرية.

استمرت المعركة نحو ثمانية أشهر، وأسفرت عن مقتل ما يقارب نصف مليون شخص من الجانبين. في النهاية، نجح الجيش العثماني في الصمود والدفاع عن المنطقة، مما أجبر الحلفاء على الانسحاب بعد فشلهم في تحقيق أهدافهم العسكرية.

كان مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة، من أبرز القادة العسكريين العثمانيين في هذه المعركة، بينما لعب ونستون تشرشل، وزير الحرب البريطاني آنذاك، دورًا رئيسيًا في التخطيط للهجوم.

وسبق أن أثارت الإشارات إلى الحروب التاريخية بين إيران والدولة العثمانية توترات دبلوماسية. ففي 30 ديسمبر 2024، أُقيمت مراسم في أردبيل تحت عنوان «تكريم شهداء معركة جالديران وجبهة المقاومة» بحضور ممثل المرشد الإيراني، مما أثار جدلًا واسعًا بعد بث مباشر لرادود محلي وجّه إهانات إلى أردوغان ونظيره الأذربيجاني إلهام علييف، ما أدى إلى استدعاء القائم بالأعمال الإيراني في باكو.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

9 + تسعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى