مصادر عراقية تؤكد: «الإطار التنسيقي» يتجه لدمج «الفصائل» بالحشد

بات موضوع دمج الفصائل العراقية المسلحة بهيئة الحشد الشعبي قريبا من التحقق، بعد اتفاق داخل قوى الإطار التنسيقي على ذلك “عقب العيد”، بحسب تسريبات أكدها مقرب من الفصائل.

ميدل ايست نيوز: بات موضوع دمج الفصائل العراقية المسلحة بهيئة الحشد الشعبي قريبا من التحقق، بعد اتفاق داخل قوى الإطار التنسيقي على ذلك “عقب العيد”، بحسب تسريبات أكدها مقرب من الفصائل بهدف “عبور المرحلة” التي فرضتها المتغيرات الإقليمية.

ونقلت وسائل إعلام عن مصادر مطلعة، قولها إن قوى الإطار التنسيقي توصل إلى اتفاق مبدئي يقضي بدمج الفصائل المسلحة بالحشد الشعبي والتزام الجميع بأوامر القيادة العسكرية العليا، مؤكدة أنه تضمن أيضا عدم التعرض للمصالح الأمريكية في العراق، وإيقاف العمليات خارج الحدود.

ويقول المحلل السياسي المقرب من الفصائل علي فضل الله، إن “قضية دمج الفصائل أو هيكلتها أصبحت أمرا مفروغا منه بحكم المتغيرات الإقليمية في المنطقة التي تحتم على الإطار التنسيقي التعامل معها، بعدما تبدلت قواعد اللعبة وتغيرت قواعد الاشتباك العسكري، لاسيما بعد نتائج عملية الطوفان في غزة ولبنان والتغيير في سوريا”.

ويضيف فضل الله، أن “هذه المتغيرات ألقت بظلالها على الداخل العراقي، والطبقة السياسية في العراق والحكومة العراقية تعاملت بذكاء عال جدا في المرحلة الأخيرة وحاولت اجتياز هذه المرحلة العصيبة لتتجنب الوقوع في صدام مع الكيان الصهيوني، حيث ضغطت بكل ما تمتلك من قوة باتجاه الجانب الأمريكي، ونجحت إلى حد ما في هذه السياسة”.

وعن جدية حل الفصائل، يشير إلى أن “الجانب الأمريكي لديه إصرار على إبعاد العراق عن إيران، وذلك لا يتم إلا من خلال حل هذه الفصائل، ومن الجانب التكتيكي سلمت قوى الإطار التنسيقي والحكومة العراقية لهذه الموضوع كمرحلة آنية للتعاطي مع هذه الظروف، وهذا يعتبر نوعا من العبور لهذه المرحلة العصيبة”.

أما عن سبب عدم الإعلان رسميا عن هذه الخطوات، يرى أن “إجراءات الدولة لا تحتاج إلى إعلانات في هذا الجانب، بل تتطلب سرية أكبر والأهم أن تصل الرسائل إلى الولايات المتحدة عن أن هناك تعاطيا مع هذه المتغيرات وأن بغداد تتجنب أي صدام مع واشنطن وبالمقابل تريد من البيت الأبيض أن يكون إيجابيا تجاه هذه الخطوات”، مشيرا إلى أن “الإطار والحكومة العراقية تعاملا بناء على الواقع السياسي والأمني في المنطقة واعتقد أنهما حتى الآن نجحا في هذه السياسة”.

يذكر أن وسائل الإعلام المحلية نقلت أيضا عن المصادر المطلعة، قولها إن قرار دمج تلك الفصائل نهائي ولا رجعة فيه، وسيبدأ تطبيقه فعليا بعد الاجتماع المرتقب للإطار التنسيقي وائتلاف إدارة الدولة، بعد عطلة عيد الفطر، مع اعتقال كل من يقوم بأية أعمال خارج إطار الدولة لضرب المصالح الأمريكية.

يأتي ذلك بعد أيام من إعلان “فصائل المقاومة الإسلامية في العراق” جهوزيتها للصراع مع إسرائيل، سواء عبر “حرب شاملة أو عمليات محدودة”، فيما شددت لجنة الأمن والدفاع النيابية على ضرورة أن تكون أي مشاركة عراقية في الصراعات الخارجية مرتبطة بقرار عربي أو دولي وليس منفردة.

وتأتي هذه المواقف عقب استئناف إسرائيل هجماتها على قطاع غزة، مما أنهى الهدنة الهشة التي استمرت لأسابيع، كما تزامنت مع بدء الهجمات الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن، في إطار مواجهة التهديدات التي تستهدف الملاحة البحرية، حسب قولهم.

لكن مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل، يعتقد من جهته أن “الفصائل المسلحة لن تتخلى عن نفوذها السياسي والعسكري والاقتصادي، كما لن تترك التبعية السياسية والعسكرية لإيران ومرجعية قم حتى لو اندمجت مع الحشد، فستبقى سياساتها واستراتيجيتها العسكرية مختلفة تماما، لأن طبيعة ووظيفة ومهام الفصائل المسلحة مختلفة”.

ويضيف فيصل، أن “هذه الفصائل وتبلغ نحو 34 فصيلا، منضوية تحت لواء المقاومة الإسلامية العالمية ذات طبيعة أممية تحت قيادة المرشد الإيراني الأعلى بوصفه القائد العام للمقاومة العالمية، فالموضوع جهادي وعقائدي”.

ويعتقد أن “كل الأحاديث عن دمج وهيكلة وارتباط الفصائل بالقيادة العامة للقوات العراقية المسلحة لن تذهب نحو تلبية الضغوط والمطالب الأمريكية الواضحة بتفكيك الفصائل والحشد الشعبي، وبخلاف هذا التفكيك الكلي للفصائل ستبقى العلاقة معقدة بين العراق والولايات المتحدة، لذا لا بد من الخروج من مأزق الازدواجية في السياسة الخارجية العراقية، فبغداد متحالفة من جهة مع واشنطن، ومن جهة أخرى متحالفة عبر أحزاب الإطار التنسيقي مع إيران”.

وأجرى قائد الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني زيارة خاطفة غير معلنة إلى بغداد، يوم الأربعاء الماضي، وعقد اجتماعا مهما مع قيادات في الإطار التنسيقي وبحضور قادة الفصائل والحشد الشعبي الى جانب حضور السفير الإيراني في بغداد، وبحسب وسائل إعلام، فإن الاجتماع أكد على ضرورة التزام العراق بجانب الحياد وعدم التدخل في الملف السوري إلى جانب ضبط الملف الأمني ومنع أي اجتهادات خارج إطار الدولة.

وكشفت وسائل إعلام نقلا عن مصادر مختلفة، الاثنين الماضي، عن إيصال وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث رسالة تحذير شديدة اللهجة إلى السوداني، خلال اتصال هاتفي، ووفقا للمصادر فإن “هيغسيث أبلغ السوداني، بأن أي تدخل للفصائل المسلحة العراقية، بشأن الاستهداف الأمريكي ضد الحوثيين في اليمن، سيدفع واشنطن لرد عسكري سريع ضد تلك الفصائل داخل العراق، ولذا يجب منعها من أي تدخل كما حصل سابقا في حرب لبنان وغزة”.

وأضافت المصادر، أن “وزير الدفاع الأمريكي شدد على السوداني بضرورة الإسراع بحسم ملف نزع سلاح الفصائل المسلحة والعمل على تفكيكها، وأكد أن هذا الملف محل اهتمام كبير لدى الرئيس ترامب وإدارته، فيما أكد السوداني بأن الحكومة تعمل على ذلك ولديها حوارات مع الأطراف المسلحة للوصول إلى اتفاق بهذا الخصوص”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العالم الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 + 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى