مباحثات هاتفية بين السوداني والشرع: تطور جديد في العلاقات بين بغداد ودمشق

أجرى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، والرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الثلاثاء، أول اتصال هاتفي بينهما، في تطور جديد على مستوى العلاقة بين البلدين.

ميدل ايست نيوز: أجرى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، والرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الثلاثاء، أول اتصال هاتفي بينهما، في تطور جديد على مستوى العلاقة بين البلدين، منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي.

ونقل بيان للحكومة العراقية، عن السوداني، خلال الاتصال، “تمنياته وتهانيه للشعب السوري بمناسبة تشكيل الحكومة الجديدة”، مؤكداً “موقف العراق الثابت بالوقوف إلى جانب خيارات الشعب السوري الشقيق، وأهمية أن تضمّ العملية السياسية كل أطيافه ومكوناته، وأن تصبّ في مسار التعايش السلمي والأمن المجتمعي، من أجل مستقبل آمن ومستقر لسورية وكلّ المنطقة”.

وبحسب البيان العراقي، فقد أكد رئيس الوزراء، في الاتصال “رفض العراق لتوغل الكيان الصهيوني داخل الأراضي السورية، ودعم العراق لوحدة وسلامة أراضي سورية وسيادتها، ورفض التدخلات الخارجية، وكذلك أهمية التعاون المتبادل في مواجهة خطر عصابات داعش الإرهابية، بالإضافة إلى التعاون في المجالات الاقتصادية، بحكم العوامل والفرص المشتركة”.

رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني يتبادل التهاني مع الرئيس السوري السيد أحمد الشرع، بمناسبة عيد الفطر المبارك، وذلك خلال اتصال هاتفي مشترك.

من جهتها، قالت الرئاسة السورية إن الشرع تلقى اتصالاً هاتفياً من السوداني، جرى خلاله بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، حيث تم التأكيد على عمق الروابط الشعبية والاقتصادية التي تجمع سورية والعراق، كما شدد الجانبان على أهمية فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية، تقوم على التعاون المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية ومنع التوتر في المنطقة.

وخلال الاتصال، هنأ السوداني الشرع بمناسبة عيد الفطر المبارك، “متمنياً له وللشعب السوري دوام الأمن والاستقرار والتقدم، كما رحب العراق بتشكيل الحكومة السورية الجديدة، مؤكداً موقفه الثابت في دعم أمن سورية وسيادتها”، وفق البيان السوري، الذي أشار إلى أن الاتصال تناول أيضاً ملف أمن الحدود والتعاون في مكافحة تهريب المخدرات، حيث شدد الطرفان على ضرورة تعزيز التنسيق الأمني لمنع أي تهديدات قد تؤثر على استقرار البلدين.

من جانبه، أكد الرئيس الشرع، وفق البيان السوري، التزامه بتطوير العلاقات الثنائية، مشدداً على احترامه لسيادة العراق، وحرصه على عدم التدخل في شؤونه الداخلية، وضرورة التعاون بما يسهم في مواجهة التحديات المشتركة، وتوطيد العلاقات السياسية بين البلدين. وأكد العراق مجدداً موقفه الداعم لسورية، مشيراً إلى أهمية تعزيز العلاقات بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، ويحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.

ويأتي التطور بعد يوم واحد من سلسلة كلمات وخطب مشحونة لقادة فصائل عراقية مسلّحة وأحزاب سياسية مقربة من إيران، هاجموا فيها الإدارة السورية الجديدة، أبرزها زعيم مليشيا “عصائب أهل الحق” قيس الخزعلي، وزعيم مليشيا “كتائب سيد الشهداء”، التي حوت على عبارات قاسية تجاه الإدارة السورية وتهديد الرئيس السوري أحمد الشرع بأنه “لن يطأ أرض العراق”، وفقاً لزعمه.

وفي السياق، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي عامر الفايز، إن “العراق يتعامل بواقعية مع المتغيرات في المنطقة، وخاصة في الساحة السورية، وهو ليس ضد الحكومة السورية الجديدة إطلاقاً، لكن كانت لديه مخاوف، وهذا أمر طبيعي، لكن العراق في نفس الوقت مع إقامة علاقات متوازنة مع دمشق، بحسب حسن الجوار، وهذا الأمر ثابت لدى بغداد”.

وبيّن الفايز أن بلاده تريد “إقامة علاقات جيدة وطيبة مع سورية، من أجل تبادل المعلومات الأمنية، وكذلك ضبط الحدود وعودة العلاقات التجارية والاقتصادية كما كانت سابقاً، وهو ليس مع أي قطيعة مع أي من دول المنطقة والعالم، واتصال السوداني بالشرع أمر طبيعي، فالشرع حالياً رئيس سورية والنظام الجديد في دمشق معترف به من كل دول العالم، والعراق جزء من هذا العالم”.

وأضاف أن “التواصل الأول بين السوداني والشرع، سيكون محطة انطلاق جديدة لبناء علاقات قوية خلال الفترة المقبلة، وعلى ضوء هذا الاتصال وما جاء فيه، سيحدد العراق نوع وطبيعة علاقاته مع سورية الجديدة، ونتوقع عودة العلاقات إلى طبيعتها خلال الفترة المقبلة بين البلدين على مختلف الأصعدة، كذلك سيكون هذا التواصل أمراً مشجعاً لحضور الشرع إلى بغداد قريباً للمشاركة في القمة العربية”.

وفي قت سابق، أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، عدم وجود أي تحفظ أو شروط من بغداد لتقبّل التعامل مع القيادة السورية الجديدة، لافتاً إلى أن العراق سيدعو الرئيس السوري أحمد الشرع لحضور قمة بغداد التي ستُعقد في مايو/ أيار المقبل. يأتي ذلك في وقت أثير الجدل في بغداد بشأن إمكانية توجيه دعوة رسمية للشرع أو عدمه، لحضور القمة.

وتستعد العاصمة العراقية بغداد لاستضافة القمة العربية التي من المفترض أن تعقد في مايو المقبل، وقد يكون للقمة الدور الأبرز في تحديد العلاقة الدبلوماسية بين بغداد ودمشق للمرحلة المقبلة، خصوصاً وأنها تتسم حالياً بجمود واضح، على الرغم من أن بغداد أبدت بعد سقوط نظام الأسد رغبة واضحة بتعزيز العلاقات مع دمشق، إلا أن مواقفها اليوم تبدو غير واضحة وغير مستقرة بهذا الاتجاه.

وفي 14 مارس/ آذار الفائت، أكد وزيرا خارجية سورية أسعد الشيباني والعراق فؤاد حسين، خلال لقاء في بغداد، أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وضرورة الوقوف ضد التهديدات الخارجية. وفي مؤتمر صحافي مشترك، حينها أوضح الوزير العراقي أن استقرار سورية ينعكس مباشرة على العراق، معبراً عن تأييده للاتفاق بين الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، متمنياً تطبيقه بما يخدم مصلحة سورية.

كما أشار حسين إلى معاناة الشعبين السوري والعراقي من سياسات حزب البعث، وطرح فكرة تأسيس مجلس تعاون بين بغداد ودمشق، مع الإعلان عن قرب انطلاق “غرفة عمليات محاربة داعش”. بدوره، شدد الشيباني على التزام سورية بتعزيز الروابط مع العراق، مؤكداً وحدة المصير بين البلدين، وضرورة التصدي للتهديدات والتدخلات الخارجية. كما أبدى استعداد بلاده للتعاون في محاربة تنظيم داعش، مشيراً إلى أن فتح الحدود سيشكل خطوة أساسية في تنمية العلاقات الثنائية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 − واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى