منظمة الرعاية الاجتماعية في إيران: عدد المعاقين في البلاد بلغ 9.5 مليون شخص
كشف رئيس منظمة الرعاية الاجتماعية في إيران عن ارتفاع ملحوظ في معدلات الإعاقة.

ميدل ايست نيوز: كشف رئيس منظمة الرعاية الاجتماعية في إيران عن ارتفاع ملحوظ في معدلات الإعاقة، مشيرًا إلى أن نتائج “المسح الوطني لانتشار الإعاقة” أظهرت أن حوالي 11.5% من السكان يعانون من نوع من الإعاقة، ما يعادل حوالي 9.5 مليون شخص من إجمالي عدد السكان في 2024.
وأعلن جواد حسيني أن هذا المسح شمل 297 ألف أسرة من الفئات المستهدفة من قبل منظمة الرعاية الاجتماعية، وأكدت النتائج وجود قفزة إحصائية كبيرة مقارنة بالسنوات السابقة.
وأشار إلى أن هناك 3100 مركز تعليمي وتأهيلي في مختلف أنحاء البلاد تقدم خدماتها للأشخاص ذوي الإعاقة في 13 مجالًا مختلفًا. كما شدد على أن رعاية الأطفال المصابين بالتوحد تُعد أحد أكبر التحديات، موضحًا أن المنظمة تعمل على تطوير المدارس الخاصة بهذه الفئة في جميع المحافظات.
وتقول تقارير إيرانية، إنه على الرغم من أن معدل الإعاقة البالغ 11.5% لا يزال أقل من المتوسط العالمي البالغ 15%، فإن النمو السريع لهذه النسبة في السنوات الأخيرة يعود إلى عدة عوامل، من بينها: حوادث المرور المتزايدة وارتفاع نسبة كبار السن في المجتمع والسياسات السكانية للحكومة الإيرانية.
وتشير الإحصائيات إلى أن حوالي 67 ألف إصابة سنويًا تؤدي إلى إعاقات دائمة، إضافة إلى ازدياد الولادات بأمراض خلقية تؤدي إلى الإعاقة.
وتظهر الإحصائيات أن نسبة الأشخاص ذوي الإعاقة في إيران ارتفعت من 1.3% في 2011 إلى 11.5% في 2024. ففي عام 2011، سجل مركز الإحصاء الإيراني وجود 970 ألف شخص فقط من ذوي الإعاقة بين 75 مليون نسمة، بينما تكشف البيانات الحالية أن العدد ارتفع إلى 9.5 مليون شخص.
وتُظهر نتائج المسح الجديد أن الإعاقة الحركية هي الأكثر شيوعًا بنسبة 6.6%، تليها: الإعاقة البصرية (3.6%) والإعاقة السمعية (1.8%) والاضطرابات الذهنية والمعرفية (1.8%) واضطرابات الصوت والنطق (0.8%)
إلغاء الفحص الطبي للأمهات الحوامل ساهم في ارتفاع معدلات الإعاقة
يرى الخبراء أن أحد الأسباب الرئيسية للزيادة الكبيرة في أعداد الأشخاص ذوي الإعاقة هو إلغاء برنامج الفحص الطبي الإلزامي للنساء الحوامل، وهو القرار الذي تم تنفيذه خلال حكومة إبراهيم رئيسي.
وفي 2021، حذرت وزارة الصحة الإيرانية من أن إلغاء الفحص الطبي سيؤدي إلى ولادة ما لا يقل عن 70 ألف طفل سنويًا بعيوب خلقية وجينية، بما في ذلك متلازمة داون. وعلى الرغم من هذه التحذيرات، فإن الحكومة مضت في تنفيذ القرار، مما أدى إلى تزايد أعداد الأطفال الذين يولدون بإعاقات.
زيادة في معدلات التوحد
إلى جانب هذه العوامل، يشير الخبراء إلى زيادة عدد حالات تشخيص التوحد، إذ ارتفع عدد المصابين بهذا الاضطراب في إيران من 170 ألف شخص في 1990 إلى 234 ألف شخص في 2019. وتشير التقديرات إلى أن واحدًا من كل 100 مولود جديد يعاني من اضطراب طيف التوحد.
حوادث المرور.. سبب رئيسي آخر للإعاقة
تعد حوادث المرور من العوامل الرئيسية في ارتفاع معدل الإعاقة في إيران، حيث يؤدي نقص معايير السلامة في السيارات والبنية التحتية الضعيفة والقيادة المتهورة إلى وقوع آلاف الإصابات يوميًا.
في سبتمبر 2024، كشف نائب قائد شرطة الطرق في إيران أن حوالي 100 شخص يوميًا يُصابون بإعاقات دائمة بسبب حوادث المرور. وخلال أول 13 يومًا من عطلة النوروز 2025، لقي 505 أشخاص مصرعهم وأصيب 12 ألف آخرون في حوادث مرورية.
تتزامن هذه الزيادة في معدلات الإعاقة مع أزمة في قطاع الرعاية الصحية، حيث تعاني المستشفيات والمراكز الطبية من نقص حاد في الموارد البشرية والمالية. كما تواجه الأسر التي لديها أفراد من ذوي الإعاقة أعباء مالية كبيرة بسبب عدم كفاية التأمين الصحي وصعوبة الحصول على خدمات العلاج والتأهيل.