من الصحافة الإيرانية: تحديد مصير العلاقات بين إيران وأوروبا أصبح مرتبطًا بحل القضايا الأمنية

إن القضية الرئيسية بين إيران وأوروبا هي المسألة النووية، ومن المحتمل جدًا أن تعود العقوبات النووية في نهاية أكتوبر إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين إيران وأوروبا وأمريكا.

ميدل ايست نيوز: تحدث المدير العام السابق لشؤون الشرق الأوسط والدبلوماسي المتقاعد في وزارة الخارجية الإيرانية، حول مستقبل السياسة الخارجية الإيرانية في مواجهة السياسات الحالية للغرب، وخاصة الترويكا الأوروبية ورئيس الولايات المتحدة الذي لديه خلافات مع جميع دول العالم، قائلا إن القضية الرئيسية بين إيران وأوروبا هي المسألة النووية، ومن المحتمل جدًا أن تعود العقوبات النووية في نهاية أكتوبر إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين إيران وأوروبا وأمريكا.

وأضاف محمد قاسم محب علي، في حديث لوكالة إيلنا: إن قضية الحرب في أوكرانيا والادعاءات حول دعم إيران لروسيا في هذه الحرب لا تزال من القضايا المهمة. بالإضافة إلى ذلك، فإن التطورات في الشرق الأوسط تؤثر أيضًا على العلاقات بين إيران وأوروبا. بشكل عام، المسألة النووية هي القضية الأكثر أهمية في هذه العلاقات حاليًا، وهناك احتمال للعودة إلى الظروف السابقة (سناب باك) في حال عدم التوصل إلى اتفاق.

وأشار هذا المحلل في الشؤون الدولية إلى أن تحديد مصير العلاقات بين إيران وأوروبا أصبح مرتبطًا بحل القضايا الأمنية، موضحًا أنه سيكون من الصعب توسيع العلاقات بين الجانبين في الإطارين الاقتصادي والتجاري فقط.

وأوضح أن ألمانيا، باعتبارها واحدة من أهم الشركاء الاقتصاديين لإيران منذ أوائل القرن العشرين، لعبت دورًا أساسيًا في التنمية الصناعية الإيرانية، لكن العلاقات بين البلدين وصلت الآن إلى أدنى مستوياتها. ففي حين كانت العلاقات التجارية بين إيران وألمانيا في أعلى مستوياتها خلال العقود التي تلت الثورة، فقد تراجعت بشكل كبير في الوقت الراهن.

وأكد محب علي أن القضايا الأمنية والنووية والمسائل المتعلقة بالشرق الأوسط، بالإضافة إلى أزمة أوكرانيا التي زادت من حساسية أوروبا، جعلت الأمور أكثر تعقيدًا. كما أن الخلافات الأخيرة بين أوروبا وترامب أضافت مزيدًا من التعقيدات، وقد تشكل فرصة لإيران. هناك العديد من القضايا الأخرى، مثل الادعاءات المتعلقة بحقوق الإنسان، لكنها تبقى ثانوية. ومع ذلك، فإنه من غير المرجح أن تتحسن العلاقات الاقتصادية والتكنولوجية والتجارية والاستثمارية بين إيران وأوروبا قبل حل القضايا الأمنية والنووية.

وحول ما إذا كان بإمكان إيران التقارب مع أوروبا لمواجهة بعض الإجراءات الأمريكية، أوضح محب علي أن أوروبا لديها خلافات مع الولايات المتحدة، وربما تختلف معها بشأن قضية غزة أيضًا، لكنها ليست على خلاف كبير معها فيما يتعلق بإيران، بل ربما تكون أكثر صرامة من الأمريكيين في التعامل مع الملف الإيراني. في الماضي، بُذلت جهود كبيرة لمنع إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن لتجنب تدخل الولايات المتحدة، ولكن يبدو أن هذه الخلافات قد تضاءلت الآن. وربما يرى الأوروبيون في سياسة الضغط الأقصى التي انتهجها ترامب فرصة لدفع المفاوضات والحصول على تنازلات من إيران.

وشدد الخبير الإيراني على أنه ما دامت المشاكل بين إيران والولايات المتحدة لم تُحل، ولم يحدث تقدم في القضايا الإقليمية، فمن غير المحتمل التوصل إلى اتفاقات جزئية أو تحقيق علاقات اقتصادية وتجارية واستثمارية طبيعية. قد يكون هناك بعض التقدم في قضايا جزئية، لكن وفقًا للأوروبيين، يجب أن تصل العلاقات إلى مستوى مؤسسي. هذه العلاقات طويلة الأمد، والاستثمار ليس مجرد عملية شراء وبيع، بل يتطلب فترة طويلة تمتد لخمس أو عشر سنوات.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى