الزيارة المرتقبة لبزشكيان إلى أذربيجان؛ هل ستذيب الجليد بين البلدين؟
سيتم خلال هذه الزيارة عقد منتدى اقتصادي مشترك بين البلدين، بالإضافة إلى توقيع عدة اتفاقيات ثنائية.

ميدل ايست نيوز: زعمت وكالة ترند الرسمية في أذربيجان، نقلًا عن مصدر مجهول في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في باكو، أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان سيقوم قريبًا بزيارة رسمية إلى العاصمة الأذربيجانية.
وفي إطار التحركات الدبلوماسية الإقليمية الإيرانية، من المقرر أن يزور الرئيس مسعود بزشكيان باكو في شهر أبريل. ووفقًا لتقرير وكالة إرنا، سيتم خلال هذه الزيارة عقد منتدى اقتصادي مشترك بين البلدين، بالإضافة إلى توقيع عدة اتفاقيات ثنائية.
هذه الزيارة تُعد الأولى رسميًا للرئيس الإيراني إلى أذربيجان، ما قد يُشير إلى بداية مرحلة جديدة في العلاقات السياسية والاقتصادية بين طهران وباكو، والتي شهدت توترات وسوء تفاهم متبادل على مدار السنوات الماضية.
وخلال مكالمة هاتفية سابقة، شدد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف على أهمية هذه الزيارة، واصفًا إياها بأنها فرصة لتعزيز العلاقات بين البلدين الجارين. من جانبه، أعرب بزشكيان عن أمله في أن تساهم هذه الزيارة في تعزيز التعاون والحوار وتوطيد أواصر الأخوّة بين الشعبين.
علاقات متقلبة بين إيران وأذربيجان: نظرة تاريخية
رغم الروابط الثقافية والدينية واللغوية المشتركة بين البلدين، لم تكن العلاقات بين طهران وباكو دائمًا سلسة. فقد تأثرت بعدة عوامل، منها: التقارب الأذربيجاني مع إسرائيل، الذي يثير قلق إيران، ودعم طهران لوحدة أراضي أذربيجان خلال نزاع قرة باغ، وقلق إيران من الحركات القومية “البانتركية” والتدخلات الثقافية في المناطق التركية بإيران.
لكن في المقابل، شهدت العلاقات أيضًا مراحل من التعاون المثمر، من بينها مشاريع البنية التحتية المشتركة، مثل سد ميل-موغان والتعاون في مجال الطاقة، لا سيما في مشاريع نقل الغاز والكهرباء واستخدام إيران كممر ترانزيت يربط أذربيجان بمنطقة نخجوان.
وبعد حرب قرة باغ الثانية عام 2020، شهد المشهد الإقليمي تغييرات كبرى، حيث ازدادت المخاوف الإيرانية من النفوذ الإسرائيلي والتركي في أذربيجان، بينما كانت باكو حساسة تجاه بعض المواقف الإيرانية.
أهمية سياسية واقتصادية لزيارة بزشكيان إلى أذربيجان
تحمل الزيارة المرتقبة للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى باكو أهمية سياسية واقتصادية، حيث من المتوقع أن تسهم في تحسين العلاقات الثنائية بعد فترة من التوترات.
على الصعيد السياسي، يمكن للزيارة أن توفر فرصة للحوار حول القضايا الإقليمية الحساسة، بما في ذلك أمن الحدود الشمالية الغربية، وضمان سلامة طرق الترانزيت، وتعزيز التعاون بين البلدين. كما يُنظر إلى هذه الزيارة على أنها رسالة إلى الأطراف الإقليمية والدولية بأن طهران وباكو قادرتان على إدارة خلافاتهما من خلال الحوار المباشر.
على الصعيد الاقتصادي، تتمتع إيران وأذربيجان بإمكانات واسعة لتعزيز التعاون، بدءًا من زيادة التبادل التجاري وتسهيل نقل البضائع، وصولًا إلى مشاريع الطاقة المشتركة، لا سيما مشروع نقل الغاز التركماني إلى أذربيجان عبر الأراضي الإيرانية. كما يُتوقع أن تتصدر ملفات تطوير الممرات التجارية، مثل ممر الشمال-الجنوب وخطوط السكك الحديدية المشتركة، أجندة المباحثات بين الجانبين.
في ظل التطورات الجيوسياسية المتسارعة في منطقة القوقاز وزيادة التدخلات الخارجية، يُنظر إلى هذه الزيارة على أنها اختبار للعلاقات بين طهران وباكو، حيث قد تساهم في إعادة بناء الثقة المتبادلة وفتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي.