بزشكيان مخاطباً واشنطن: إذا كنتم تريدون التفاوض فلماذا تهدّدون؟

أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان أن بلاده "تريد الحوار من موقف متساوٍ وليس أن يُهدِّدوا إيران من جهة ثم يطلبوا التفاوض من جهة ثانية".

ميدل ايست نيوز: أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، اليوم السبت، خلال لقاء شعبي، أن بلاده “تريد الحوار من موقف متساوٍ وليس أن يُهدِّدوا إيران من جهة ثم يطلبوا التفاوض من جهة ثانية”، مخاطباً الولايات المتحدة الأميركية بالقول “إذا كنتم تريدون التفاوض فلماذا تُهدِّدون؟”، وأوضح بزشكيان أن أميركا “اليوم لا تستهزئ بإيران فحسب، بل بالعالم كلّه وهذا السلوك يتناقض مع التفاوض”، داعياً إلى الوفاق الداخلي في إيران سبيلاً لـ”إفشال المؤامرات الخارجية”، وفقاً للتلفزيون الإيراني.

وسبق أن هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران بقصف “لا مثيل له”، وفرض رسوم جمركية ثانوية عليها إذا لم تتوصل إلى اتفاق مع واشنطن بشأن برنامجها النووي، وكان ترامب قد وجّه رسالة للمرشد الإيراني علي خامنئي في مارس/آذار الماضي عبر الإمارات، حذّر فيها طهران من مغبة عدم التفاوض حول سلّة من القضايا، على رأسها برنامجها النووي، فيما أكدت إيران الأسبوع الماضي أنها ردّت على الرسالة عبر سلطنة عُمان، رافضة أي نقاش خارج برنامجها النووي، وقالت إنّها لا تمانع التفاوض “غير المباشر” مع واشنطن حوله، وانطلاقاً من الاتفاق الذي انسحب منه ترامب في 2018، كذلك أكدت رفضها سياسة الضغوط والعقوبات.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، أمس الجمعة، عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ الولايات المتحدة تضغط من أجل عقد محادثات نووية مباشرة مع إيران، في الوقت الذي تسعى فيه إدارة ترامب إلى تحقيق هدف طموح يتمثل في تفكيك البرنامج النووي لطهران، وإذا وافقت إيران على المشاركة، فستكون المحادثات أول مفاوضات مباشرة مستدامة بين البلدين منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي السابق في عام 2018، وتسعى إدارة ترامب إلى تجاوز ما جرى تحقيقه في ذلك الاتفاق الذي تفاوضت عليه إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما.

ويشهد الصراع بين إيران وكل من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل تصعيداً غير مسبوق، إذ للمرة الأولى في تاريخ العلاقات الإيرانية الأميركية المقطوعة والمتوترة منذ 45 عاماً، تتصاعد لغة التهديد والهجوم إلى مستويات لم يسبق لها مثيل خلال كل هذه الفترة، وذلك في الولاية الثانية لترامب.

وتعزّز الإدارة الأميركية تهديداتها ضد إيران بسياسة العقوبات القصوى التي عاد ترامب لفرضها بعد عودته إلى البيت الأبيض، إذ تطاول العقوبات الأميركية مختلف القطاعات الاقتصادية الإيرانية في مقدمها القطاع النفطي، بُغية تصفير صادراتها النفطية وتضييق الخناق الاقتصادي، كما سجّلت تحركات عسكرية، تتمثل بالتحشيد العسكري الأميركي، بما فيه نقل الجيش الأميركي قاذفات شبحية بعيدة المدى من طراز “بي 2” القادرة على حمل رؤوس نووية، إلى قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، بالإضافة إلى تعزيز القواعد الأميركية في منطقة الشرق الأوسط.

بدورها، لا تكاد تتوقف التهديدات الإيرانية “الجوابية” برد “حازم” و”صارم” و”قوي” و”مزلزل” وغيرها، وصلت إلى ذروتها ليلة الاثنين – الثلاثاء، عندما أكد كبير مستشاري المرشد الإيراني، علي لاريجاني، أن بلاده ستضطر إلى صناعة القنبلة النووية إذا تعرّضت لقصف أميركي وإسرائيلي، مشيراً إلى أن البرنامج النووي الإيراني “لن يُعطَّل بالقصف”، وأضاف أنه جرى التخطيط للتكنولوجيا النووية الإيرانية بطريقة أنه “حتى إن تعرضت للقصف، لن تشهد توقفاً”، محذراً من أن “العمل العسكري ضد إيران لن يكون دون تبعات”، لكن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قال الثلاثاء الفائت، إن بلاده “تؤكد مجدداً أنها لن تسعى أبداً تحت أي ظرف كان إلى امتلاك وتطوير أو حيازة أي أسلحة نووية”، لتمثل تصريحاته تراجعاً عمّا أدلى به لاريجاني.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

8 − 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى